ماكرون: الاستعمار خطأ جسيم ارتكبته الجمهورية

  • 12/23/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأول السبت، مجدداً التاريخ الاستعماري لبلاده، مؤكداً أنه كان «خطأً جسيماً ارتكبته الجمهورية»، داعياً إلى فتح «صفحة جديدة» بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في القارة السمراء، كما طالب حكومات دول الساحل بموقف «واضح» من الحرب ضد المتشددين، وطالبهم ب«تحمل المسؤولية».وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العاجي الحسن وتارا، في أبيدجان، إنّه «غالباً ما يُنظر إلى فرنسا اليوم» على أنّ لديها «نظرة هيمنة ومظاهر خادعة، الاستعمار كان خطأً جسيماً، خطأ ارتكبته الجمهورية».دعا ماكرون إلى «بناء صفحة جديدة» في العلاقة بين بلاده ومستعمراتها الإفريقية السابقة. وقال: «أنتمي إلى جيل ليس بجيل الاستعمار. القارّة الإفريقية قارّة شابة. ثلاثة أرباع أبناء بلدكم لم يعرفوا الاستعمار قطّ».وأضاف: «في بعض الأحيان يلوم الشباب فرنسا على المشكلات والصعوبات التي قد يواجهونها والتي لا يمكن لفرنسا أن تفعل شيئاً بشأنها. لذلك، أنا أعلم أنّ فرنسا تكون في بعض الأحيان الهدف الواضح. هذا أسهل. عندما يكون الأمر صعباً، يقولون الحقّ على فرنسا». وأعرب عن أمله في أن «توافق إفريقيا الفتيّة على أن تبني مع فرنسا جديدة شراكة صداقة مثمرة أكثر بكثير».وفيما يخص مكافحة الإرهاب في غربي إفريقيا، طالب ماكرون حكومات دول مجموعة الساحل الخمس بموقف «واضح» من الدور العسكري الفرنسي في المنطقة والحرب ضدّ المتشددين، مكرّراً بذلك مطلباً سبق وأن أثار توتراً بين باريس وشركائها في المنطقة، بعدما حذر سابقاً، من أن فرنسا لا تستطيع مكافحة الإرهاب بمفردها في منطقة الساحل، حيث ينتشر 4500 عسكري فرنسي في إطار قوة برخان.وقال ماكرون: «ما أتوقّعه منهم هو تحمّل المسؤولية، هو خطاب الحقيقة»، محذّراً من أنّه «إذا لم يتم جلاء هذا الوضوح السياسي، فإنّ فرنسا ستستخلص منه كل العبر في بعض البلدان».وأضاف:«يجب أن تواكب العمل العسكري الذي نقوم به هناك شروط سياسية. كفاءتنا العسكرية تعتمد على العمل السياسي الذي يقوم به كل طرف للحفاظ على سيادته، كما تعتمد على سياسات التنمية أيضاً».وتابع ماكرون:«لا يمكنني أن أطلب من جنودنا أن يخاطروا في سبيل مكافحة الإرهاب، وضمان أمن هذه الدول، وأن يكون هناك من جهة أخرى رأي عام في هذه الدول نفسها مقتنع بأكاذيب».وأضاف: «فرنسا ليست هناك لتحقيق أهداف إمبراطورية، لن أسمح بأن أتعرّض لمثل هذا الهجوم. لن أسمح لأن يهاجَم جنودنا بمثل هذا النوع من الحجج».وتسبب ماكرون في استياء إفريقي، هذا الشهر، بعدما دعا رؤساء دول الساحل الخمس إلى قمة في فرنسا لتوضيح موقفهم من وجودها العسكري في منطقتهم، في أعقاب مقتل 13 فرنسياً في مالي أثناء مهمة قتالية، إذ شعر هؤلاء بأنّ ما صدر عن سيّد الإليزيه هو أقرب إلى «استدعاء» لرؤساء دول تتفاقم فيها مشاعر مناهضة لفرنسا.قال مصدر أمني، إنّه «عندما يطلب ماكرون توضيحاً فهو يقصد بذلك كلّاً من رئيس مالي إبراهيم أبوبكر كيتا، ورئيس بوركينا فاسو روك-مارك كريستيان كابوريه».وفي الشأن الفرنسي، دعا ماكرون النقابات العمالية لتعليق الإضراب العام، خلال فترة عطلات عيد الميلاد لتجنب تعطل رحلات المسافرين. وقال: «الإضراب حق مشروع يحميه الدستور، لكني أعتقد أن هناك لحظات في عمر الأمم يكون من الجيد فيها القيام بهدنة احتراماً للعائلات وللحياة العائلية». (وكالات)

مشاركة :