أردوغان يغرق فـي الأزمـة الليبيـة

  • 12/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق تهديداته على كافة الاتجاهات، بينما تغوص قدماه أكثر فأكثر في الأزمة الليبية المتحركة من دون أي رؤية للخروج من الأزمة التي أغرق فيها بلاده، بسبب أطماعه في ثروات النفط وأحلامه باستعادة أمجاد إمبراطورية غابرة وحسابات خاطئة بأن الدخول إلى هذه المنطقة والسيطرة على مقاليد الأمور بها عملية سهلة التنفيذ وغير مكلفة. وفي واقع الأمر فقد تسببت التدخلات التركية في ليبيا في تحويل تركيا أردوغان إلى دولة منبوذة أو تكاد. فعمليات تسليح الميليشيات والاتفاقيات المثيرة للجدل التي وقعها مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ما تنفك تحشد المزيد من الدول التي ترى في مثل هذه التدخلات تعقيداً للوضع في هذا البلد الذي يعاني منذ سنوات، وتهديداً للأمن والسلم في دول الجوار وفي منطقة المتوسط بشكل عام، وهو ما ينعكس أيضاً على الاستقرار الدولي. وفي أحدث تصريحاته الممجوجة أكد أردوغان أن بلاده ستزيد من الدعم العسكري لحكومة الوفاق إذا اقتضت الضرورة وستدرس الخيارات الجوية والبرية والبحرية المتاحة لها وذلك بعد أن وقع الطرفان اتفاقية تعاون عسكري الشهر الماضي. وكشفت تصريحاته اللاحقة الدوافع الحقيقية لدخوله إلى ليبيا عندما أكد في تصريحات تلفزيونية «إن تركيا سترسل جيشها إلى ليبيا وستقاتل كما قاتل كمال أتاتورك والجيش العثماني مع أجدادنا في ليبيا»، زاعماً أن «في ليبيا يوجد مليون ليبي من أصول تركية وسوف نذهب للدفاع عنهم بعد الاتفاقية التي وقعناها مع السراج». لقد تحول أردوغان إلى مهدد حقيقي للسلام الدولي وهو يبتدع المبررات لإرسال قواته العسكرية إلى مناطق النزاعات تحت دعاوى كاذبة لا تستند إلى أي أساس قانوني أو سياسي مقبول، وهو ما يقرع ناقوس الخطر في العديد من العواصم العربية والأوروبية والدولية. وبالنسبة لكثير من قادة العالم فإن التدخلات التركية في ليبيا بعد الحروب التي قادها أردوغان في سوريا والعراق تكشف نزعة توسعية يجب التصدي لها ولجمها قبل أن تستفحل. ويمكن القول باختصار فيما يخص ردود الفعل الدولية للتحركات التركية في ليبيا أن المجتمع الدولي بأسره يعارض هذه التحركات بما تتضمنه من جوانب عسكرية أو سياسية وترفض دوافعه المعلنة والسرية التي تكشف عنها تصريحات الرئيس الحالم باستعادة إمبراطورية العثمانيين الغابرة. إذن فما هي الدول التي تدعم أردوغان في مغامراته الخاسرة؟. في الواقع لا يجد أردوغان ولا حتى حليفاً واحداً. فهو يقف وحيداً أمام العالم بأسره.

مشاركة :