مقالة خاصة: مساع مصرية لتسجيل صناعة ورق البردي على قائمة اليونسكو للتراث العالمي

  • 12/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشرقية، مصر 21 ديسمبر 2019 (شينخوا) في قرية القراموص بمحافظة الشرقية، شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة، يمكن رؤية القرويين من مختلف الأعمار يحملون أعواد نبات البردي من المزارع إلى ورشهم لمعالجتها وتصنيعها حتى تصبح في شكل هدايا تذكارية ذات الطابع الفرعوني القديم. وتعد القرية المصدر الرئيسي لورق البردي في مصر وربما في العالم، وهو ما دفع السلطات المصرية إلى العمل على إدراج صناعة البردي في قرية القراموص ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لا سيما ضمن قائمة الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي. وقال عبد الرحمن مصطفى، أحد صانعي ورق البردي بالقرية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "أهل قرية القراموص هم الوحيدون في العالم الذين يصنعون ورق البردي بعد الفراعنة". وأشار إلى أن الدبلوماسي المصري حسن رجب سفير مصر السابق لدى الصين، هو الذي أعاد إحياء هذه الحرفة في قرية القراموص في أواخر السبعينيات، وأشار إلى أن نبات البردي في مصر القديمة كان ينمو على ضفاف نهر النيل، بينما القراموص تقوم بزراعته في أراض زراعية تبعد عن النهر. وكانت القراموص تقوم بزراعة أكثر من 500 فدان من نبات البردي حتى تقلصت المساحة إلى 50 فدانا، وكان هناك حوالي 600 ورشة لصناعة ورق البردي انخفضت تدريجيا إلى 30 ورشة، وفقا للدكتور أحمد النمر عضو المكتب العلمي لوزير الآثار المصري. وقال النمر لـ ((شينخوا))، "تتميز قرية القراموص بصناعة البردي بالطرق القديمة التي استخدمها المصريون القدماء وهي القرية الوحيدة في مصر وربما في العالم التي تقوم بزراعة وصناعة البردي وصناعته بالطرق القديمة". وشكلت مصر لجنة عليا لتوثيق وتسجيل حرفة صناعة ورق البردي لإدراجها في قائمة اليونسكو للصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي، وتضم اللجنة محافظة الشرقية ووزارات الآثار والثقافة والسياحة. وأضاف النمر، "اليوم، نحن نوثق مرحلة مهمة من حرفة صناعة ورق البردي بكل جوانبها ومراحلها، بما في ذلك مراحل الزراعة والتصنيع والطباعة والرسم من خلال زيارات ميدانية لورش صناعة البردي بالقرية"، مؤكدا أن القراموص أصبحت أيضا وجهة جميع الباحثين المهتمين بدراسة البردي. وتبدأ عملية صناعة البردي بزراعة النبات وحصاد الأعواد الطويلة فقط مع تجنب الأعواد القصيرة لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تقطع الأعواد حسب المقاسات المطلوبة، قبل تقشييرها ووضعها في غلايات كبيرة لتليينها، ثم تسطيحها باستخدام المطارق الخشبية. وقال محمد العسكري صاحب احدى ورش صناعة البردي بالقراموص، "وبعد ذلك نقوم بوضع شرائط البردي المسطحة بشكل متشابك طولا وعرضا لتصبح على شكل ألواح ورقية، ونفصل بين كل لوح وآخر بشريحة بلاستيكية، ثم نضغطها بواسطة المكبس المعدني حتى تجف تماما". وأشاد صانع البردي بمحاولة إدراج حرفته في قائمة التراث العالمي لليونسكو، قائلا إن ذلك سيساعد في الحفاظ على المهنة ويفتح أسواقا جديدة لورق البردي غير قاصرة على السياح الذين يزورون مصر. وأضاف العسكرى أن صانعي البردي في القراموص بالتعاون مع الحكومة يحاولون توسيع نطاق سوق البردي ليتجاوز مناطق الجذب السياحي مثل أهرامات الجيزة، واقترح طباعة تذاكر الطيران وشهادات التعليم العالي وما شابه على ورق البردي لإلقاء الضوء على الحرفة وحمايتها من الموت. واستطرد قائلا، "نحن نقوم بإحياء حرفة كان يستخدمها القدماء المصريون منذ سبعة آلاف عام". وقامت اللجنة المصرية بدعوة رئيس متحف البردي بإيطاليا، وهو متحف البردي الوحيد في العالم، لزيارة مصر لمناقشة التعاون في هذا الصدد، وفقا لمدير إدارة التراث بمحافظة الشرقية رشا حسن. وأوضحت حسن لـ ((شينخوا)) أن مؤسس ومدير متحف البردي بإيطاليا كورادو باسيلي، قام بزيارة قرية القراموص وناقشنا سبل التعاون في دعم وتطوير حرفة صناعة البردي بالقرية من خلال المعارض التي يقيمها المتحف، والاستفادة من خبراته في صناعة وترميم البردي. وأكدت أن صناعة البردي واجهت مشكلة تقليص الأراضي الخاصة بزراعة البردي بسبب التسويق غير الكاف، مما دفع اللجنة للعمل على الحفاظ على هذه الحرفة وإدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وقالت المسؤولة المصرية ، "لقد اخترنا قائمة الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو لأن ذلك سوف يساعد في الحفاظ على حرفة صناعة البردي ووضع خطة لتطويرها في الوقت نفسه".

مشاركة :