معرة النعمان – الوكالات: استعادت قوات النظام السوري السيطرة على عشرات البلدات والقرى في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا من قبضة الجهاديين بعد أيام ممن المعارك العنيفة، ما أثار موجة نزوح كبيرة لآلاف المدنيين، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس. ويجعل التقدم الأخير لقوات النظام وحليفتها الروسية على مقربة من السيطرة على أكبر تجمع سكاني في آخر معاقل المعارضة في سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «هذه محاولة للاقتراب من معرة النعمان». وفرّ الآلاف من سكان المدينة الواقعة في جنوب إدلب خشية تقدم القوات السورية أكثر، على ما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان. وقال المرصد إنّ أكثر من 30 ألف شخص أجبروا على النزوح خلال الأيام القليلة الفائتة. وعلى ضوء «تكثيف الغارات الجوية والقصف منذ 16 ديسمبر» في جنوب إدلب، قدرت الأمم المتحدة الجمعة فرار عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة معرة النعمان إلى شمال المحافظة. ودعت الأمم المتحدة «لتخفيف التوتر في شكل عاجل» وحذّرت من حدوث مزيد من النزوح الجماعي إذا تواصل العنف. ومنذ الخميس، دخلت قوات النظام السوري والقوات الموالية لها في معارك مع الجهاديين وقوات المعارضة وانتزعت منهم السيطرة على 25 بلدة وقرية، حسب ما أفاد المرصد. وأسفرت أربعة أيام من الاشتباكات عن مقتل 71 عنصرًا من قوات النظام و103 من الفصائل الجهادية والمقاتلة، وفق المرصد. ونهاية أبريل، بدأت قوات النظام بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية - تركية في نهاية أغسطس. وأسفر الهجوم خلال أربعة أشهر عن مقتل نحو ألف مدني، وفق المرصد السوري، كما وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 400 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمنًا في المحافظة، وتحديدًا قرب الحدود التركية. وخلّف النزاع السوري منذ اندلاعه قبل ثمانية أعوام أكثر من 370 ألف قتيل وأحدث دمارًا هائلاً في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، كما شرّد ملايين النازحين واللاجئين.
مشاركة :