حرم سمو الأمير تشهد حفل تخريج طالبات جامعة قطر

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - هناء صالح الترك وقنا : شهدت سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفل تخريج دفعة 2015 من طالبات جامعة قطر، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات مساء أمس. وقامت سمو الشيخة جواهر بتوزيع الشهادات والجوائز على الطالبات المتفوقات، فيما قامت الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند رئيس جامعة قطر بتوزيع الشهادات على الخريجات. وبلغ عدد الخريجات 1041 خريجة من أصل 1423 خريجا وخريجة هم مجموع خريجي الدفعة الثامنة والثلاثين من خريجي جامعة قطر. بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقت د. المسند كلمة، عبرت فيها عن فرحة جامعة قطر برعاية وتشريف حرم سمو الأمير لهذه الاحتفالية، في دلالة واضحة على اهتمام ودعم القيادة الرشيدة للتعليم العالي ولأبناء وبنات جامعة قطر. وقالت مخاطبة الخريجات : "ما من شك أنكن تخرجن اليوم إلى مشهد تختلف ملامحه عما كان عليه حين التحقتن بالدراسة الجامعية قبل سنوات قليلة، فقد عصفت بالعالم أجمع وبمنطقتنا رياح النزاعات السياسية والاقتتال والأزمات الاقتصادية، ومع أننا ننعم بالأمن والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي؛ إلا أن واقع العولمة وارتباط الشعوب والمناطق ببعضها البعض اقتصاديا واجتماعيا يجعل من الصعوبة أن ننعزل عن هذه التغيرات أو عن عواقبها، وكل هذا يعني أنكن ستخرجن إلى خيارات وتحديات قد تختلف عما كنتن تتوقعنه في بداية المشوار الدراسي". وأضافت أن جامعة قطر حرصت على أن تواكب التوجهات الأكاديمية عالمياً، والمعايير لقياس الجودة في التعليم، وذلك عن طريق برامج نوعية، حصل النصيب الأكبر منها على الاعتماد الأكاديمي من جهات عالمية، مضيفة "أن ما تلقيتموه من تعليم شمل القاعدة المعرفية وحزمة المهارات التي تلزمكن للمنافسة في سوق العمل، أو في الالتحاق بالدراسات العليا، وفي الانخراط في العملية التنموية الطموحة التي تعيشها البلاد". وأكدت أن الدراسة بجامعة قطر هيأت الخريجات للتفكير النقدي والتحليل والاتصال والتجاوب الفعّال مع المتغيرات، بما يمكنهن من الاستمرار في التعليم مدى الحياة، وهذا هو جوهر برنامج المتطلبات العامة في الجامعة الذي يشكّل مع البرامج المتخصصة تعليماً شموليا تتعامل فيه المعارف مع المهارات، مشيرة إلى أن الجامعة تدخل الآن مرحلة جديدة من مراحل تطورها، وذلك مع تأسيس كلية الطب الوطنية بمبادرة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، في دلالة على وضوح رؤيته للاحتياجات المستقبلية لهذا المجتمع المتنامي. وقالت رئيس الجامعة إن كلية الطب ستشكل مع برامج العلوم الصحية وكلية الصيدلة نواة للتعليم الطبي والصحي المتكامل، ونموذجاً للعمل في فريق متعدد التخصصات، مضيفة أن فكرة التعليم المنفرد والعمل المنفرد أصبحت لا تفي بالاحتياجات المعقدة في شتى المجالات. وتحدثت عن أهمية خدمة سوق العمل القطري، مؤكدة في هذا الصدد أن سوق العمل أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى، وذلك انعكاساً لعدة عوامل ليس أقلها الأزمات الاقتصادية التي عصفت بعدة مناطق بالعالم، والوقع السريع للتطورات التكنولوجية التي سرعان ما تحلّ مكان أنظمة العمل المعمول بها تقليدياً. وأوضحت أن الابتكار أصبح عنواناً ضرورياً للنجاح والتقدم، معربة عن سعادتها أن ترى أمثلة كثيرة من بين طلاب وطالبات جامعة قطر على التميز والإبداع، "كفريق طلاب الهندسة الميكانيكية والكهربائية الذي فاز مؤخراً بجولة قطر لكأس مايكروسوفت 2015 عن فئة الابتكار، وفريق طالبات دائرة العمارة والتخطيط العمراني اللاتي وصلن ضمن الفرق الخمسة المتأهلة للنهائيات في مسابقة Shell Ideas 360 العالمية، وهناك أمثلة كثيرة في كافة الكليات على الإبداعات الأدبية والعلمية لطلابنا وطالباتنا"، مؤكدة أن هذه إمكانات ثرية هائلة تستحق أن نستثمر فيها ونزودها بما يلزم من بيئة تحفزها لاستمرار الابتكار. وقالت الدكتورة المسند مستذكرة ما تنعم به الدولة من أمن واستقرار "لقد أنعم الله علينا بأن نعيش في وطنٍ يحترم حقوق وإمكانيات المرأة، ولا يميّز ضدها في فرص التعليم والعمل، بل يشجعها ويوفّر لها الفرص والدعم لذلك، وتعمل الدولة ضمن خطتها الاستراتيجية الوطنية 2011- 2016 على وضع الخطط والبرامج لرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، ومساعدتها على تحقيق التوازن المطلوب بين المسؤوليات الأسرية التي هي أساس مجتمعنا ونواته، وبين فرص التطور المهني والاقتصادي، والمساهمة الفاعلة في عملية التنمية. وهناك أمثلة جميلة جداً على مشاريع رياديّة ومبادرات تقوم عليها شابات الوطن ونساؤه تستحق الدعم والتشجيع، ليس فقط من الجهات الرسمية، ولكن منا أيضاً كمجتمع". وفي ختام كلمتها شكرت الدكتورة المسند كل من ساهم في تحقيق الحلم وجعل هذا الإنجاز ممكناً. وألقت الطالبة إيمان الشمري كلمة الخريجات، قالت فيها: "في هذا اليوم البهيج ، تنتاب كلا منا مشاعر خلاقة تجعلنا نتخيل زي التخرج كالرداء المذهب والمزخرف بالآداب والعلوم، فنشعر بالسرور والفخر والاعتزاز". وأضافت أن "الأيام والأوقات التي عشناها بين زوايا الجامعة وأروقتها .. كانت نعمة وفرصة لنا لأن نتطور .. ولأننا أصبحنا أفضل .. فنحن مدينون بالشكر الجزيل.. والامتنان العميق.. والتقدير الوفير.. لعائلاتنا". وتحدثت عن دور أسرتها في نجاحها في مرحلة الجامعة ودعت لهم بما يستحقونه من دعاء، كما قدمت التحية والتقدير للأساتذة ومنتسبي الجامعة لما قدموه لها ولزميلاتها من خدمات. وقالت مخاطبة راعية الحفل والجمهور : "اليوم نعاهد أنفسنا أن نعمل بقدر ما علمنا .. ونبذل كل ما في طاقتنا .. ونسأل أبعد من أجوبتنا.. لنرسم خريطة المستقبل الأفضل.. كما رسمنا قبل سنوات .. مشهد تخرجنا هذا في أحلامنا.. والذي غدا واقعا اليوم". وأكدت أنهن سيعملن ويعملن .. بفرجار المهندس وقلم الأديب وفضول الباحث ودقة المخطط وفطنة العالم واستراتيجية الإداري وأقراص الأمل من الصيدلاني .. وملاحظات الباحث الاجتماعي .. وتربية المربي.. وضوابط الشرعي. وقالت إن "تجربة كل منا كانت فريدة في الجامعة، ولأنها كانت مميزة فهي ثمينة بالنسبة لنا .. ولأنها كما الحياة بدت سريعة .. فالوقت الذي ينتظرنا في زحام الحياة سيكون أسرع". من جانبها، أكدت عريفة الحفل الخريجة حصة يوسف عبيدان أن العلم هو الذي يبني نهضة الأمة ويخلد أمجادها، وبه تعلو الأمم حتى تبلغ ذرا المجد والعز، وجعل الإسلام العلم فريضة دينية ومطلباً شرعياً. وقالت إن لجامعة قطر رحلة طويلة بدأت منذ سنين، حيث قطعت الجامعة أشواطا ومراحل عديدة في تطورها في شتى المجالات ما جعلها تتبوّأ هذه المكانة المرموقة، فهي صرح علمي ثقافي وطني يثير الاعتزاز لكل من انتسب إليه وتخرج منه.

مشاركة :