أنقرة 21 ديسمبر 2019 (شينخوا) يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحصول على دعم مالي دولي لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في المنطقة التي تدخلت بلاده عسكريا فيها، وهو مشروع مثير للجدل لم يحظ سوى باستجابة دولية قليلة. وفي الآونة الأخيرة، قال الزعيم التركي لمحطة ((تي آر تي)) التليفزيونية الرسمية إن أنقرة من تلقاء نفسها ستمول عملية إعادة التوطين في "منطقة آمنة" مخطط لها إذا لم يقدم حلفاؤها الدعم. وشنت تركيا في أكتوبر ثالث هجوم عسكري لها منذ ثلاث سنوات في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، واستولت على قطاع من الأرض بطول 120 كم على طول حدودها الجنوبية. ومنذ القيام بالعملية العسكرية، حثت أنقرة حلفاءها الغربيين وفي حلف الناتو على دعم خططها لبناء مدن جديدة في شمال شرق سوريا، حيث قالت من قبل أن هذه المنطقة ستستوعب "نحو مليوني" سوري. ومع ذلك، قال مسؤولون غربيون، لا سيما من الدول الأوروبية، الذين أدانوا تدخل تركيا العسكري في سوريا التي مزقتها الحرب، إنهم لن يمولوا أي مشروع ينطوي على عودة لا إرادية أو تعديل النسيج الديموغرافي لسوريا، وهو ما تنفيه أنقرة. وقال أردوغان في مقابلة أجرتها معه إذاعة ((تي آر تي)) "بإمكان الأمة التركية تحقيق خطوة مثالية بين المدينتين السوريتين رأس العين وتل أبيض. توطين مليون شخص يعد هدفنا في المنطقة الآمنة، هذه خطتنا." وتعد تركيا حاليا الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين ويصل إلى 3.7 مليون. ولم يشر المسؤولون الأتراك إلى الجدول الزمني لإعادة توطين اللاجئين، ولكن هناك شعورا متزايدا معاديا للاجئين بين السكان الأتراك ويريد أردوغان أن تبدأ خططه في أقرب وقت ممكن. وصرح مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة أنباء ((شينخوا))، شريطة عدم ذكر اسمه، بأن الاتحاد الأوربي يدعم حاليا استضافة تركيا لعدد ضخم من اللاجئين بموجب اتفاقية عام 2016 التي تنص على تقديم 3.6 مليار يورو (4 مليارات دولار أمريكي). ولفت المصدر بقوله رغم ذلك، في الوقت الحالي، لا يوجد إجماع في الاتحاد الأوروبي لتمويل مثل هذا المشروع الضخم الذي يعتقد الخبراء أن تكلفته قد تصل إلى 25 مليار دولار أمريكي"، معربا عن القلق أيضا من التهديدات المتكررة من أردوغان بإرسال اللاجئين إلى الدول الأوروبية ردا على "عدم اتخاذ إجراءات من الاتحاد الأوروبي". وأضاف "لا نرى أنه من الواقعي إرسال أشخاص في منطقة صراع محتملة دون تزويدهم بالوسائل الكفيلة بالحفاظ على حياتهم وإبقائهم على قيد الحياة، ناهيك عن الحقيقة الأخرى المتمثلة في استعدادهم للذهاب إلى هناك على أساس طوعي."
مشاركة :