بيروت 21 ديسمبر 2019 (شينخوا) بدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب، اليوم (السبت) استشارات برلمانية غير ملزمة مع الكتل النيابية لتشكيل حكومة جديدة في البلاد. ويستطلع دياب خلال مشاوراته آراء الكتل البرلمانية والنواب المستقلين بشأن آلية التمثيل الوزاري في الحكومة وجدول أعمالها وأولوياتها. واستهل دياب استشاراته في مقر مجلس النواب بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري. وقال بري في تصريحات للصحفيين إنه بحث مع رئيس الوزراء المكلف الإطار الحكومي من حيث الماهية والعدد وتوزع الحقائب. وشدد بري على أن "يكون تشكيل الحكومة مناسبة للم الشمل، وبالتالي الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية بدءا من الحراك الشعبي وكتلة (المستقبل) وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي". وأكد رئيس البرلمان على ضرورة أن يتضمن برنامج الحكومة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي. والتقى دياب أيضا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري. وقال الحريري في تصريح للصحفيين بعد لقائه دياب، إن موقف كتلته ستعبر عنه بعد اجتماعها مع دياب. ودعا الحريري المحتجين على تكليف دياب إلى "التعبير بطريقة سلمية". وقال في هذا السياق "أتمنى على الجميع ممن يعبر عن نفسه وعن مشاعره فليعبر إنما بكل طريقة سلمية لأن الجيش جيشنا، وهو لجميع اللبنانيين وقوى الأمن الداخلي لكل اللبنانيين". وأردف قائلا "نحن أولاد رفيق الحريري تعلمنا على طريقه وسوف نكمل بهذا الأسلوب، والله يوفق لبنان واللبنانيين، واليوم دولة الرئيس حسان دياب يقوم بالاستشارات وإن شاء الله خير". وواصل مناصرو الحريري و"تيار المستقبل"، الذي يتزعمه، اليوم احتجاجاتهم على تكليف حسان دياب تشكيل حكومة بعد نيله أصوات 69 نائبا من إجمالي 128 نائبا يشكلون البرلمان خلال الاستشارات النيابية، التي أجراها الرئيس ميشال عون أول أمس الخميس. واستمرت أعمال قطع الطرق في مناطق الغالبية السنية في شمال وشرق لبنان، بحسب وزارة الداخلية. وجاء تكليف دياب خلافا لرغبة الشارع السني، الذي يدعم عودة الحريري، الذي كان قد أبدى اعتذاره عن التكليف تمسكا بشروطه لتشكيل حكومة خبراء غير سياسية تلبية لمطالب الحراك الشعبي. وشهدت الليلة الماضية عمليات كر وفر بين المئات من مؤيدي الحريري والجيش وقوى الأمن في محلة "كورنيش المزرعة" في غرب بيروت بعد أن حاول الجيش فتح الطريق. وقام المحتجون على تكليف دياب بتشكيل الحكومة، برمي الحجارة والمفرقعات النارية باتجاه عناصر الجيش الذين ردوا بالقنابل المسيلة للدموع مما أوقع إصابات عدة في الجانبين. ويحتج هؤلاء على الغطاء السني المحدود، الذي انتهت إليه نتيجة الاستشارات البرلمانية بتسمية دياب في المنصب المخصص للطائفة السنية في نظام المحاصصة الطائفية في لبنان. وتم تسمية دياب بدعم من حزب الله وحلفائه ومن أبرزهم "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل". وكلف الرئيس اللبناني أول أمس الخميس حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة. والتقى دياب رئيس الوزراء السابق تمام سلام، في إطار استشاراته النيابية. وقال سلام بعد لقائه مع دياب "إننا ما زلنا في وسط استحقاقات كبرى وفي وسط وضع غير مريح بالبلد، خصوصا أن فريقا أساسيا كبيرا غير موافق عما يحصل ويعبر عن ذلك". وأوضح أن ليس لديه أي مطلب بتشكيل الحكومة، موضحا أن "مطلب جميع الناس وجميع اللبنانيين أن نوقف التدهور ونوقف سوء الممارسة وسوء الإدارة ونتوصل إلى مخرج بحكومة تستطيع أن تقوم بالحمل". ويجري دياب استشاراته على جولتين تختتما مساء اليوم.
مشاركة :