ساو باولو- تقف البرازيلية هيلينا شارغيل بثقة أمام عدسة الكاميرا مع أنها شارفت على بلوغ الثمانين عاما، خلال جلسة تصوير لعرض مجموعتها من الملابس الداخلية الموجهة إلى نساء فوق سن الستين. ويردّد مصور الموضة بابلو سابوريدو (39 عاما) الذي يلتقط الصور لهذه المجموعة التي صممتها الجدة – عارضة الأزياء، متجها إليها قائلا “رائع، رائع”. بعدما عملت لعقود عدة في مصنع للنسيج قررت هذه المتقاعدة التي تحتفل الاثنين بعيد ميلادها الثمانين، تسليط الضوء على جمال النساء المسنات. وهي لم تكتف بتصميم مجموعة الملابس الداخلية هذه بل قررت للفت الأنظار أن تقوم بدور عارضة الأزياء ناشرة الكثير من الصور عبر “إنستغرام” حيث يتابعها نحو 18 ألف مشترك. وتقول “هدف المشروع واضح : إبراز جمال النساء”. وإلى جانب مجموعات ماركة “ريكو” للملابس الداخلية، رسمت هذه المرأة الأنيقة صاحبة الشعر الأشقر، مجموعة للملابس الرياضية لماركة “ألتو جيرو”. وشكل ذلك ضربة موفقة لهذه البرازيلية صاحبة الشخصية القوية التي تندد بانتظام بعدم اهتمام أوساط الموضة بالنساء المسنات. وتترافق صورها عبر “إنستغرام” مع رسائل تشجيع مثل “كوني جريئة” و”يمكنك القيام بأي شيء”. وتروي هيلينا التي لها خمسة أحفاد “لم أفكر يوما في سنّي ولم يكن لي ذلك يوما مصدر قلق” وهي تعتبر أن حمّى عمليات التجميل التي تجتاح البرازيل “أمر جنوني”. وتوضح “قبل سنوات قليلة فقط أدركت أني لم أعد ثلاثينية”. وبدأت هيلينا شارغيل وهي ابنة مهاجرين بولنديين، في سن المراهقة صنع ملابس لبيعها في متجر والديها. والتصاميم التي تضعها اليوم غير موجهة فقط للنساء المسنات بل تحظى باستحسان حفيداتها الشابات أيضا. وهي تتمتع بلياقة عالية بالنسبة إلى عمرها وتشكر “الرب على عدم حاجتي إلى تمارين لشد العضلات”. وتؤكد “أتابع حصص بيلاتس ثلاث مرات في الأسبوع وهذا أمر جيد للجسم والروح” وهي ترتدي سروالا أسود وأبيض ضيقا. قرارها التقاط صور لها بملابس داخلية كان جريئا للغاية في بلد تطغى عليه النزعة الذكورية حيث تعامل النساء المسنات “كما لو أنهن فارقن الحياة” على ما تقول بولا ميرلو رئيسة تحرير مجلة “فوغ” في البرازيل. وتشدد الصحافية على أنها “تذكرنا بأن ثمة حياة بعد سن الستين والسبعين ويمكن أن تكون هذه الحياة مثيرة وممتعة وتحقق الأرباح”. وبعد تردد في البداية، تؤكد شارغيل أنها باتت ترتاح لعرض صور لها بملابس داخلية. ولكي تظهر على طبيعتها قدر الإمكان ترفض أن يتم تعديل صورها. وتقول “أقول دوما: أرجوكم أتركوا تجاعيدي في مكانها فهي مهمة جدا وتظهر الطريق الذي قطعته”. ولا يخفي سابوريدو، الذي يراها تتنقل بخفة بين صورة وأخرى لتغيير ملابسها، إعجابه بها. ويؤكد “أحب العمل مع أشخاص لا يندرجون في قالب العارضة العادية”. وتعرب شارغيل عن سعادتها لأنها تمكنت من تصميم ملابس داخلية مثيرة و“مريحة لأبعد الحدود”.
مشاركة :