الجنرال قايد صالح.. رفيق بوتفليقة ومهندس تنحيه عن السلطة

  • 12/23/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأ قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الجميع عندما دعا في أوج الحراك الجزائري إلى إعلان شغور منصب رئيس البلاد كحل توافقي يستجيب للمحتجين ويحفظ في نفس الوقت سيادة الدولة، رغم أنه كان يوصف برفيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة و"عينه" في مؤسسة الجيش. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يطالب فيها قائد أركان الجيش، برحيل بوتفليقة لضمان استمرارية سيادة الدولة. وفي 10 مارس، صرح قايد صالح بأن الجيش "يتقاسم" مع الشعب نفس القيم والمبادئ"، وذلك بعد أيام قليلة على تقديمه الجيش بمثابة "ضامن للاستقرار". وتحول قايد صالح إلى اسم بارز في المشهد الجزائري منذ إصابة بوتفليقة بجلطة دماغية، ما جعله محط اهتمام وسائل الإعلام في الداخل كما في الخارج. الجنرال قايد صالح توفي ليل الأحد إثر نوبة قلبية، حسب ما أعلن التلفزيون الجزائري الرسمي.  من هو قايد صالح؟ بحسب موقع وزارة الدفاع الجزائرية، ولد قايد صالح في 13 يناير 1940 بولاية باتنة شرقي الجزائر. شارك في ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي من سنوات 1954 إلى 1962، وحمل صفة "مجاهد".  التحق وهو شاب في سن 17 من العمر عام 1957 بالكفاح، حيث تدرج في سلم القيادة ليعين قائد كتيبة على التوالي بالفيالق 21 و29 و 39 لجيش التحرير الوطني. تدرج في صفوف الجيش الوطني الشعبي الجزائري بعد استقلال البلاد، وفي 1993 رقي إلى رتبة لواء. وفي أوج ما يعرف في الجزائر بـ"العشرية السوداء" في 1994 عين قائدا للقوات البرية. عام التحول في 2004 أقيل الجنرال محمد العماري، الذي عارض بشدة الفترة الرئاسية الثانية لعبد العزيز بوتفليقة، ليجد قايد صالح، الذي كان يستعد لتقاعده، نفسه في الواجهة من جديد ويدشن مرحلة هي الأبرز في مسيرته المهنية، وهذه المرة كرئيس لأركان الجيش وضمن دائرة المقربين من بوتفليقة. وظل عين الرئيس في مؤسسة الجيش القوية في البلاد، وكان ممن دعموا بوتفليقة في مشروع التعديل الدستوري في 2016، كما دعا إلى "الولاية الخامسة" للرئيس بحسب مجلة "لاكروا" الفرنسية. مهندس مرحلة ما بعد بوتفليقة مع اشتداد حدة الحراك الشعبي الجزائري، وفي الثاني من أبريل، بعد أن أعلن بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاما، استقالته، نزل الجزائريون إلى الشوارع بأعداد كبيرة، معربين عن عزمهم التخلص من "كل" رموز النظام. أعلن عن الانتخابات الرئاسية  في 12 ديسمبر، وشدد الجيش لهجته ضد المحتجين الرافضين لها. وكان قايد صالح رجل الدولة القوي الذي حكم البلاد فعليا حتى انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا في 12 ديسمبر. قبل أن يرحل بسكتة قلبيةعن عمر 79 عاما.

مشاركة :