تُوفي رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي النافذ الفريق أحمد قايد صالح، عن 80 عاماً، نتيجة إصابته بسكتة قلبية، فجر أمس، لتطوي الجزائر صفحة الرجل القوي خلال مرحلتها الانتقالية والذي عمل سريعاً على سد الفراغ في الرئاسة، بعد استقالة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة في أبريل الماضي، تحت ضغط التظاهرات. وبعد الظهر، نقل الرئيس الموقت السابق عبدالقادر بن صالح، إلى المستشفى العسكري في عين النعجة في الجزائر العاصمة، بحسب موقع «روسيا اليوم».وقايد صالح، أحد أعمدة السلطة في الجزائر منذ العام 1962، كان الرجل القوي في الدولة منذ استقالة بوتفليقة، وحكم البلاد فعلياً حتى انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا في 12 ديسمبر الجاري.وأوضح التلفزيون الرسمي، أن رئيس الجمهورية وزير الدفاع تبون أعلن حداداً وطنياً لثلاثة أيام في البلاد، ولسبعة أيام في المؤسسة العسكرية.وكلف تبون، اللواء سعيد شنقريحة قائد القوات البرية قيادة أركان الجيش بالنيابة خلفاً للفريق قايد صالح. وقد لا يعني رحيل قايد صالح، حدوث تغييرات كبيرة في التوجهات الاقتصادية والسياسية للجزائر مع وجود الكثير من الخلفاء المحتملين له في الجيش الذي ظل على موقفه الموحد بشأن التعامل مع الاحتجاجات. وكان آخر ظهور لأعلى مسؤول في الجيش الجزائري، الخميس الماضي، في حفل تنصيب تبون، حيث منح الرئيس المنتخب وسام الاستحقاق إلى قايد صالح نظراً «لجهوده الجبارة والدور الكبير الذي اضطلع به في المرحلة الحساسة، لضمان أمن البلاد ومؤسسات الجمهورية». وبعد وقت قصير من تفجر الاحتجاجات في بداية العام، ألقى قايد صالح خطاباً عبر التلفزيون، دعا فيه بوتفليقة إلى الاستقالة مما دفع الزعيم المخضرم إلى التخلي بسرعة عن السلطة. وألقى الجيش بثقله وراء سلسلة من الاعتقالات لحلفاء بوتفليقة وكبار رجال الأعمال في حملة لمكافحة الفساد كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تطهير لخصوم الجيش داخل النظام الحاكم. لكن ذلك لم يكن كافياً لإرضاء الجزائريين الذين بدأ الكثير منهم يطالب باستقالة قايد صالح وبابتعاد الجيش عن إدارة الجزائر، وهي مُصدّر رئيسي للغاز الطبيعي.
مشاركة :