أنقرة - قنا ووكالات: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده «لا يمكنها التعامل مع موجة جديدة من المهاجرين من سوريا»، مؤكداً أن أنقرة «لن تتحمّل بمفردها عبء موجة هجرة جديدة من إدلب السورية». وأكد أردوغان في كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية خلال حفل في مدينة إسطنبول، أن تركيا تبذل وستواصل بذل قصارى جهدها بالتواصل مع روسيا لإنهاء الهجمات على إدلب. وأضاف «أكثر من 80 ألفاً من أشقائنا في إدلب بدأوا الهجرة باتجاه حدودنا، وهذا وضع لا يمكن لتركيا أن تتحمّل عبئه بمفردها».. مشدداً على أن بلاده «ستحدّد خطواتها بناءً على النتيجة التي ستتمخض عنها مباحثات الوفد التركي الذي يصل موسكو، لإجراء مباحثات مع الروس حول سوريا. وأشار إلى أن انعكاسات ضغوط موجة الهجرة نحو تركيا ستؤثر على جميع البلدان الأوروبية وخاصة اليونان. وأوضح أنه في هذه الحالة لا مهرب من تكرار مشاهد الهجرة إلى أوروبا قبل اتفاقية مكافحة الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016. وتستضيف تركيا حالياً حوالي خمسة ملايين لاجئ، بينهم حوالي 3.7 مليون سوري فرّوا من الحرب منذ 2011. من جهة أخرى، قال الرئيس التركي، إن حصر ماضي العلم وحاضره بالغرب فقط وتجاهل العلماء المسلمين، «إن لم يكن عن عمد، فهو ينمّ عن جهل». جاء ذلك في كلمة خلال اختتام فعاليات عام «البروفيسور فؤاد سزغين»، بمطار إسطنبول، الاثنين. واستشهد أردوغان بمقولة للمؤرخ التركي الراحل فؤاد سزغين، مفادها «لقد كان شرح عظمة الحضارة الإسلامية لمجتمعاتنا، أصعب من شرحها للغربيين». ولفت أردوغان إلى أن تلك المقولة إنما تعبّر عن حقيقة مؤلمة، وأضاف: «هذا هو بالضبط ما كان يرمي إليه الساعون لإجبار هذه الأمة على التخبّط في مستنقع عقدة النقص على مدار أعوام طويلة». وأكد على أن العالم الإسلامي الذي جعل من إسطنبول والقاهرة ودمشق وبغداد منارات للعلم والثقافة على مدار عصور، قادر على القيام بنهضة جديدة تليق بتاريخه. وأوضح أردوغان أن مراجع تاريخ العلوم في يومنا، تطغى عليها النظرة الاستشراقية، التي تعلي من شأن أوروبا وتضعها في جوهر النهضة العلميّة. وشدّد على أن هذه المقاربة الاستشراقية التي تعتبر الاختراعات والاكتشافات قبل 500 عام، منطلقاً لتاريخ العلوم، إنما هي مقاربة ناقصة ومضللة. وأشار إلى أن المكتبات التي تحوي مؤلفات قيّمة للغاية، كانت منتشرة في الحواضر الإسلامية، قبل أن يطلع العلماء الأوروبيون على التراكم المعرفي الذي حققه المُسلمون. واستشهد أردوغان بإنجازات العلماء المسلمين، من أمثال الخوارزمي الذي تسمى الخوارزميات باسمه، وأبو بكر الرازي، الذي ألف موسوعة الحاوي الطبية المكوّنة من 20 مجلداً، والتي طبعها الإنجليز 40 مرة اعتباراً من القرن السادس عشر. ولفت إلى أن الفارابي كان مصدر إلهام للآخرين من خلال كتابه «المدينة الفاضلة»، وأن ابن خلدون الذي يعدّ رائد علم الاجتماع، بمثابة مرشد أنار طريق «مونتيسكو» و»دوركايم» في هذا المجال.
مشاركة :