تشهد محافظة جدة حركة متسارعة غير اعتيادية في كافة مواقع المشروعات التنموية الكبرى والتي انتعشت في عهد ملك الإنجاز والحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومع مقدم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وتوليه إمارة المنطقة عادت عقارب الساعة في الكثير من المشروعات إلى الدوران من جديد معلنة عن مرحلة جديدة وتنمية نوعية غير مسبوقة سينعم بها الوطن والمواطن على السواء، فهناك مشروع قطار الحرمين السريع والذي وصل إلى مراحل بناء وتشييد متقدمة، تنبئ بظهور «طفرة» في قطاع النقل والمواصلات ستنعكس إيجابًا على حركة المواطن ووفود الحجاج والتي تقدر بالملايين مابين مكة المكرمة مرورًا بمحافظة جدة والمطار ومحافظة رابغ إلى أن يصل المدينة المنورة. ونشاهد مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد وقد تشكلت ملامحة وكتيبة من آلاف المهندسين والفنيين والاستشاريين يتسابقون مع الزمن للانتهاء، إضافة لمشروع النقل العام «العملاق» والذي سيحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في محافظة جدة وقد وضعت له الدراسات وورش العمل المكثفة بحضور كبار المهندسين والمسؤولين، تمهيدًا للشروع في البدء خلال الفترة المقبلة.. 3 مشروعات ضخمة تعتبر «أيقونة» التنمية في محافظة جدة. (مشروع قطار الحرمين السريع) عودة «الفيصل» أميرًا لمنطقة مكة المكرمة تشكلت ملامح المرحلة التنموية الجديدة، فنجد (مشروع قطار الحرمين السريع) الذي يربط مكة المكرمة بجدة والمدينة المنورة مرورًا بمحافظة رابغ (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية)، وهو أكبر وأضخم مشروع نقل عام في الشرق الأوسط، قطارات كهربائية سريعة تربط مدن (مكه - جدة - رابغ - المدينة المنورة)، ومن المتوقع بحول الله إنهاء محطات القطاع الشمالي (رابغ - المدينة) نهاية ٢٠١٥م، والقطاع الجنوبي (مكة - جدة) نهاية 2016م، والجدول الزمني يسير حسب ما خطط له، وإنجاز المحطات الأربع تجاوز الـ 90%، والمشروع قابل للتوسع بإضافة محطات جديدة في حال ثبوت جدواها التشغيلية والحاجة لذلك وموافقة الجهات ذات العلاقة، والمشروع عقب افتتاحه يتوقع أن ينقل بين 11400 و12400 راكب بين مكة والمدينة في كل اتجاه خلال أوقات الذروة، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الركاب خلال عقد التشغيل الممتد إلى 12 عامًا لأكثر من مليار و231 مليون راكب، كما سيتم نقل قرابة مليوني حاج ومعتمر في الشهر الواحد. الرحلات الترددية وعدد الرحلات التي سيتم تشغيلها بالنقل الترددي بين المحطات الخمس، ستستمر على مدار العام دون توقف، حيث ستسير 7 قطارات في الساعة بين مكة وجدة، وقطاران في الساعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن المتوقع خارج موسم الحج أن يبلغ عدد متوسط الرحلات بين المدن 12 رحلة في الساعة الواحدة، وأن تعويضات العقارات المنزوعة تمت وفق الآلية المتبعة في نزع العقارات للمصلحة العامة من قبل وزارتي المالية والنقل، موضحًا أن قيمة تذاكر القطار مازالت تحت الدراسة، ويجري النظر في تحديد تذاكر الإركاب للدرجتين الأولى والثانية. تشغيل القطار الائتلاف الإسباني (المقاول المنفذ للمرحلة الثانية من المشروع) مسؤول عن تشغيل قطار الحرمين وصيانته بمرافقه المختلفة لمدة 12 عامًا، وأنه جرى تكثيف الأعمال في 6 مناطق عمل محددة بالأطوال، كما يتولى تنفيذ المحطات الأربع الرئيسة للمشروع أربعة ائتلافات من كبرى الشركات المتخصصة في العالم. القطارات سريعة (كهربائية) بالكامل، توجد بها درجتان للركاب: درجة أولى ودرجة ثانية، تتوفر فيها جميعاً خدمة wifi بالمجان. ويحتوي مشروع قطار الحرمين السريع على ٣٥ قطارًا، كل قطار يتكون من ١٣ مقطورة للركاب. ويتضمن مشروع قطار الحرمين السريع إنشاء ما يقارب ١٤٠ جسرًا و٨٦٠ عبّارة لتصريف مياه الأمطار والسيول. وكل محطة تحتوي على صالة قدوم ومغادرة، ومسجد، ومركز للدفاع المدني، ومهبط للطائرات المروحية، وأرصفة للقطارات والركاب، وتعتبر محطة جدة (السليمانية) هي الأكبر والأضخم يليها محطة مكة (الرصيفة) ثم محطة رابغ (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) ثم محطة المدينة. ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد من سينقلهم القطار خلال عقد التشغيل الممتد لـ12 عامًا، إلى مليار و231 مليون راكب، كما سينقل القطار نحو مليوني حاج ومعتمر في الشهر الواحد. مشروع النقل العام وتنتظر محافظة جدة تنفيذ مشروعها العملاق والحيوي لشبكة النقل العام التي أقرها مجلس الوزراء أواخر ربيع الثاني عام 1434هـ بقيمة 45 مليار ريال وتنفذ خلال سبعة أعوام، تضم ثلاثة خطوط رئيسة تتكون من 208 عربات لربط أجزاء وأحياء مدينة جدة من خلال 46 محطة بطول 108 كيلو. فيما ستربط حافلات التغذية أجزاء محافظة جدة وأحيائها كاملة بالشبكة الرئيسة للقطار الخفيف، ويبلغ عدد الحافلات المطلوب توفيرها 816 حافلة وعدد المحطات 2950 محطة، ويبلغ إجمالي طول خطوطها أكثر من 750 كيلو متر، وفي حين سيربط التاكسي البحري، وهو ذو طبيعة ترفيهية بعض أجزاء المدينة من خلال الواجهة البحرية. تنفيذ الجسور ويشمل مشروع النقل العام على تنفيذ جسر أبحر، الذي يعد أحد أكبر الجسور المعلقة في العالم من حيث العرض، حيث يبلغ عرضه 74 مترًا، وعلى شكل أقواس، ويتكون من مسارات للحركة المرورية وخط لنقل القطار الخفيف وممشى بعرض مترين. وقد انطلق مشروع النقل العام بمحافظة جدة من خلال ثلاثة عقود أساسية كان أولها عقد تقديم الخدمات الاستشارية لبرنامج إدارة المشروع التمهيدي لمشروع النقل العام بمحافظة جدة وقد تم توقيع العقد مع شركة أيكوم العربية المحدودة ومدة العقد 18 شهراً بلغت قيمته (105.153.739) ريالًا. وبموجب العقد تقوم شركة أيكوم العربية المحدودة بدعم كوادر شركة مترو جدة بالخبراء والمتخصصين للمشاركة في جميع مراحل التخطيط والتصميم وإعداد وثائق العقود لطرح المشروع والبدء في التنفيذ. واشتمل العقد على إعداد الإستراتيجيات التعاقدية، تمهيداً لطرح مشروع النقل العام للمنافسة للتحالفات التي سوف تدعى لهذا الغرض وإنشاء نظم إدارة البرامج وإدارة المشروعات والإشراف على استشاري التصاميم الهندسية الأولية والاستشاري المعماري ومراجعة وتدقيق التصاميم الهندسية والتصاميم المعمارية ودعم شركة مترو جدة لإعداد وثائق المنافسات وتأهيل المقاولين والاستشاريين وإعداد نطاق الخدمات لكل من مكتب إدارة المشروع لكامل فترة المشروع ومراقب السلامة المستقل. ويتضمن العقد قيام الاستشاري المعماري بإعداد التصاميم المبدئية لجميع المحطات والمباني ومواقف المركبات، إضافة إلى إعداد السمة المعمارية المميزة لجميع عناصر المشروع وإعداد مخططات الاتجاهات والمعلومات داخل المحطات وحولها وإعادة تخطيط وتأهيل الطرق التي تمر بها مسارات المترو ومدة العقد 7 سنوات لكامل مدة المشروع. ومن مهام شركة مترو جدة إدارة تنفيذ مشروع النقل العام بمحافظة جدة بما يشمل جميع مراحل التخطيط والتصاميم والإنشاء والاختيار والبدء والصيانة والتشغيل لجميع عناصر شبكة النقل العام بمحافظة جدة كنظام واحد متكامل لخدمة سكان وزوار مدينة جدة.. وتعد سيسترا الفرنسية ذات الـ 55 عاماً من الخبرة شركة عالمية رائدة في البنية التحتية للنقل العام ولها عدة مشاركات في مشروعات السكك الحديدية بالمملكة لأكثر من 10 أعوام. مشروع المطار الجديد تعمل أكثر من 110 شركات متخصصة في مجال هندسة المطارات للانتهاء من مراحل البناء والتشييد للمرحلة الأولى من مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بمحافظة جدة، وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في هيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن للمشروع 3 مراحل، والجزء الأكبر من تلك الأهداف سيتحقق بعد إنجاز المرحلة الأولى من المشروع التي ترفع طاقة المطار الاستيعابية إلى (30) مليون مسافر سنويًا أما المرحلة الثانية فتستهدف رفع طاقة المطار الاستيعابية إلى حوالى (50) مليون مسافر وصولاً إلى (80) مليون مسافر في مرحلته الثالثة، علمًا بأن الدراسات الخاصة بالمرحلة الثانية تم الانتهاء منها، أما المرحلة الثالثة فسيتحدد موعدها على ضوء تطور الحركة الجوية ومدى الحاجة المستقبلية لها. لافتًا إلى أن الترسية واعتماد المخططات للمشروع في البدء لأعمال البناء للمرحلة الثانية من المشروع بات وشيكًا جدًا وسيتم الإعلان عنه قريبًا، جاء ذلك خلال الجولة التي حضرها عدد من رؤساء تحرير الصحف وعدد كبير من الكتاب والطيارين وممثلي الصحف الإلكترونية المختلفة والتي استهدفت الاطلاع على جميع مرافق مشروع المطار وصالات السفر الجديدة، ومرافق المطار الأساسية، وصالات المسافرين، ومواقف السيارات، وبرج المراقبة الجوية الرئيس. المرحلة الأولى المرحلة الأولى من المشروع تهدف إلى تقديم الخدمة لـ 30 مليون مسافر سنويًا بحلول أوائل عام 2015، والمرحلة الثانية إلى خدمة 43 مليون مسافر سنويًا، بحلول عام 2025، وسيتم بدء العمل فيها مع انتهاء المرحلة الأولى مباشرة، والمرحلة الثالثة تخدم 80 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2035، وتحتوي المرحلة الأولى من المشروع على عقدين متوازيين جار العمل عليهما في وقت واحد، حيث يضم العقد الأول من المشروع إنشاء مجمع صالات الركاب، وأبراج المراقبة، والخدمات المساندة، وتقع صالة المسافرين على مساحة 670 ألف متر مربع؛ لاستيعاب ما يقارب 30 مليون مسافر سنويًا لخدمة جميع الرحلات الداخلية والدولية، وتحتوي صالات الركاب على 220 كاونترًا، و80 جهاز خدمة ذاتية لخدمة المسافرين، وتضم أيضًا 46 بوابة للطائرات منها 25 بوابة للرحلات الدولية، و13 بوابة للرحلات الداخلية، إضافة إلى ثماني بوابات مزدوجة الاستعمال، و94 جسرًا متحركًا موصلًا للطائرات مباشرة، بحيث يكون هناك جسران لكل بوابة وثلاثة جسور للطائرات العملاقة. صالات المسافرين صالات المسافرين تحتوي على صالة واحدة للرحلات الداخلية وصالتين للرحلات الدولية الخاصة بركاب الدرجة الأولى وركاب درجة رجال الأعمال. ويضم العقد الثاني من مشروع المرحلة الأولى ساحات وممرات الطيران، إضافة إلى الطرق والأنفاق والجسور المؤدية إلى المطار، وكذلك مراكز المنافع والبنية التحتية، ومركز نقل الركاب والخدمات المساندة. ويضم المشروع ممرات للطيران بطول 25 كيلو متر، وساحات جانبية للطيران تبلغ مساحتها 1,5 مليون متر مربع، وثلاثة مراكز منافع رئيسة، وأنظمة تكييف وقنوات تصريف مياه، وكل الخدمات المرتبطة بمبنى المطار، إضافة إلى نفق بطول سبعة كيلو مترات لشبكة المرافق والخدمات التي تضم الكهرباء، المياه، مكافحة الحريق، الصرف الصحي وشبكة لتصريف مياه الأمطار، إضافة إلى شبكة الطرق المؤدية إلى المطار التي يبلغ طولها 20 كيلو متر تتضمن طريقًا سريعًا وجسورًا، وأنفاقًا ومبنى مواقف السيارات متعدد الأدوار بسعة 8200 سيارة، ومركز لنقل الركاب ومحطة لسكة الحديد للربط مع خط السكة الحديدية (قطار الحرمين)، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. إضافة إلى أن المشروع يحتوي على واحد من أكبر وأجمل المساجد في المطارات، الذي يجري العمل عليه حاليًا، والذي يعتبر جزءًا من عناصر المشروع، ويستوعب المسجد ثلاثة آلاف مصل بمساحة 6700 متر مربع. بوابة الحرمين الشريفين وجاء مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بناء على دراسات مستفيضة، وضعت في الاعتبار العديد من العوامل مثل موقع المطار ودوره الهام كبوابة رئيسة للحرمين الشريفين، فضلًا عن كونه البوابة الجوية لمدينة جدة التي تتمتع بثقل اقتصادي كبير بصفتها واحدة من أهم وأكبر المدن الاقتصادية في منطقة الخليج والشرق والأوسط علاوة على ذلك النمو المطّرد في حركته الجوية فهو أكثر مطارات المملكة حركة إذ يخدم نحو 41% من إجمالي عدد المسافرين في مطارات المملكة، منهم نحو (8) ملايين من الحجاج والمعتمرين. وبهذا المشروع فإننا نتطلع أن يصبح مطار الملك عبدالعزيز الدولي -إن شاء الله- واحدًا من أفضل مطارات العالم من حيث الشكل والمواصفات والكفاءة والتجهيزات الحديثة، ومن حيث مستوى الخدمة التي يقدمها لمستخدميه. لغة الأرقام ويجري العمل على وفق الخطة المحددة، ويشارك في تنفيذ المشروع نحو (110) شركة، جندت له أكثر من (26000) عامل ومهندس، ويُستخدم في المشروع نحو (2600) معدة، وهذه الأرقام تعكس ليس فقط ضخامة المشروع بل أيضًا سرعة وتيرة العمل فيه تحضيرًا لبدء مرحلة التشغيل التجريبي لكافة مرافق المطار، وهي مرحلة متعارف عليها دوليًا للتأكد من تناسق عمل جميع الأنظمة وجميع المرافق على النحو المنشود دون أي تضارب أو خلل.. ومن بعد ذلك تبدأ مرحلة التشغيل التجاري للمطار، ولا شك أن مشروعًا ضخمًا بهذا الحجم تطلب العديد من المشروعات التي تنفذ من قبل العديد من الجهات الحكومية الأخرى، مثل مشروعات الكباري والطرق الرئيسة المؤدية للمطار الجديد، ومشروع قطار الحرمين الشريفين الذي سيربط المطار بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وجميع تلك المشروعات يجري تنفيذها في الوقت الراهن بالتزامن مع سير العمل في مشروع المطار الجديد.
مشاركة :