الانتهاء من أكبر توسعة للحرم المكي واستكمال المرحلة الثالثة للمطاف

  • 5/22/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد المسجد الحرام ورشة عمل غير مسبوقة هذه الأيام لاستكمال أكبر توسعة للحرم المكي الشريف منذ فجر التاريخ الإسلامي، كذلك استكمال المرحلة الثالثة من مشروع توسعة المطاف للاستفادة منها خلال شهر رمضان المقبل وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية للعامين الماضيين من مشروع توسعة الملك عبدالله لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف بنجاح -ولله الحمد- وخلال الفترة الزمنية المحددة لإنجاز المشروع... ويعمل في مشروع توسعة المسجد الحرام قرابة عشرة آلاف عامل على تنفيذ أعمال التوسعة، حيث يتوقع أن تسلم الشركة المنفذة للمشروع أعمالها منتصف العام المقبل، حيث تعمل الشركة على مدار الساعة لتكتمل مراحل المشروع. وهذه التوسعة ليست الأولى فقد سبقتها مشروعات عديدة، وخدمات جليلة لزوار المشاعر المقدسة، من أبرزها توسعة المسعى، ورفع طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساع، لتصل إلى أكثر من 118 ألف ساع في الساعة، وكذلك تطوير سقيا ماء زمزم لتصل إلى الحجاج والمعتمرين والزائرين في عبوات صحية، وبطريقة ميسرة، إضافة إلى وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين الذي يعد من أضخم المشروعات الاستثمارية التي يعود ريعها لصالح المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهو ما يشكل مصدرًا دائمًا لتمويل المصروفات التشغيلية والخدمية للحرمين الشريفين حاضرًا ومستقبلًا وستضيف التوسعة الشمالية للحرم 1.2 مليون مصل في نهاية مشروعها العملاق. ويشير مراقبون ومهتمون بعمارة المسجد الحرام إلى أن هذه التوسعة جاءت لتلبي كل الاحتياجات ودون أن تحدث أية اختناقات ومن أجل البحث عن سبل وطرق تحقق المنظومة الشاملة والمتكاملة من مشروع التطوير والتوسعة الجديدة روعي فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير الطاقة والمواد الطبيعية وأحدث التجهيزات والخدمات الأساسية وأنظمة المراقبة الأمنية تمثل الأكبر والأوسع في تاريخ توسعة المسجد الحرام، وبيَّن المراقبون أن التوسعة حدث عظيم لابد من الوقوف عنده لنرى ما يبذله ويقدمه ملوك هذه البلاد، ابتداءً من الملك المؤسس -طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته- المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه البررة -رحمهم الله- الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد -جزاهم الله خيرًا على كل ما بذلوه من أجل خدمة الإسلام والمسلمين- وها نحن نشهد في عهد ملك المنجزات وضع حجر الأساس لأكبر توسعة في التاريخ للمسجد الحرام، إنه عصر وزمن النهضة الشاملة. ويقول الدكتور أسامة فضل البار، أمين العاصمة المقدسة والمشرف العام على لجنة تطوير الساحات الشمالية للحرم: مشروع توسعة المسجد الحرام من أكبر المشروعات المنفذة حاليًا، حيث تم إنجاز مساحة التوسعة الأساسية، واللجنة التحضيرية التي أتولى رآستها مسؤولة عن إعداد المشروع والإزالات والخدمات، والخدمات البديلة، ونحن انتهينا من التوسعة داخل المنطقة المركزية وتبقت محطة الخدمات المركزية في المسجد الحرام بعد التوسعة في منطقة البيبان والأنفاق، وهذا المشروع سيكون نقلة نوعية في المنطقة المركزية. ووصف البار مراحل المشروع، حيث أكد أن هناك ثلاث مراحل للمشروع؛ المرحلة الأولى عدد عقاراتها المزالة البالغة 1003 عقارات، ومرحلة الـ100 متر الملاصقة للساحات وعدد عقاراتها المزالة 531 عقارًا، محطة الخدمات المركزية في البيبان وعدد عقاراتها 235 عقارًا، مداخل أنفاق المشاة وعددها 531 عقارًا. فيما نطاق المشروع يشتمل على توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف من شارع المسجد الحرام - الغزة شرقا إلى شارع جبل الكعبة غربا وبعمق 660 مترًا من الكعبة المشرفة وهي عبارة عن مرحلتين (الأولى والـ100 متر الملاصقة لها). وأنفاق المشاة هي النفق الشرقي، من الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف باتجاه الحجات (جبل دفان) بطول 1200 متر تقريبًا، والنفق الغربي، يبدأ من الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف باتجاه جرول مرورًا بدحلة حرب بطول ألف متر تقريبًا، ونفق الطوارئ، يبدأ من شارع جبل الكعبة (القبة) غربًا باتجاه الشرق بطول 700 متر تقريبًا يتقاطع مع النفقين الشرقي والغربي. وبيَّن البار أن المشروع في طاقته الاستيعابية يمثل ثلثي الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام. ومع بداية هذا العام جرى البدء من قبل المقاول المنفذ في أعمال الإزالة للمبنى القديم ضمن المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع والواقعة ما بين الصفا إلى منتصف الجهة المقابلة لتوسعة الملك فهد والتي تشمل باب الملك عبدالعزيز مع منارتيه والمكونة من ثلاثة طوابق دورالقبو والدور الأرضي والدور الأول والسطح وبنهاية أعمال هذه المرحلة تصبح المساحة الإجمالية للمشروع 81567م2 وتقدر الزيادة في المساحات الجديدة بالمشروع بنسبة 70% عما كان عليه سابقًا، و يجري حاليًا العمل على البدء بأعمال التدعيم الإنشائي للمبنى استعدادًا لأعمال الهدم مع تحويل الخدمات الكهرو - ميكانيكية وفك وتغليف المقتنيات مثل الثريات والنجف ووحدات الإضاءة الداخلية والخارجية والساعات و المراوح وسماعات الصوت والأهلة النحاسية بالمنارات وفك وترحيل الرخام العاكس للحرارة «ثاسوس» مع أعمدة الحرم القديم «العباسي» بعناية فائقة ومن ثم نقلها كاملة بعد تصنيفهاإلى المستودعات المخصصة لذلك، وحاليًا تسير الأعمال بالمرحلة الثالثة وفق الخطة الزمنية الموضوعة مسبقًا من خلال وضع حواجز المشروع في دور السطح والأول والقبو وجزء من الأرضي، وتم استقطاع جزء من الساحة الجنوبية بالمسجد الحرام تحديدًا التي تقع ما بين الصفا إلى باب الملك عبدالعزيز لصالح عمليات الإزالة والهدم مع التجهيز للأعمال الإنشائية للأساسات واستكمال أعمال التشطيبات في مرحلتي المشروع الأولى والثانية بالتوازي، وهذه المرحلة كغيرها من المراحل حيث تحتوي على عدد 22 سلمًا كهربائيًا وعدد 12مصعدًا لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ومشربيات لمياه زمزم، بالإضافة إلى تزويدها بنظام التكييف لكامل الأدوار، كما أنه يوجد بهذه المرحلة بوابات واسعة خلافاً لما هو قائم حاليًا الأمر الذي يسهل عملية تفويج الحشود البشرية من وإلى المسجد الحرام أثناء مواسم الحج والعمرة لا سيما وأن الجهة الجنوبية للمسجد الحرام تعتبر الأكثر كثافة في حال مقارنتها بالجهات الأخرى للمسجد الحرام، وفيما يتعلق بالجسور الجديدة سوف يكون هناك عدد من الجسور التي تربط ساحات المسجد الحرام بالدور الأول بالإضافة إلى إعادة تهيئة وربط جسر أجياد بالدور الأول بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء للمرحلة الثالثة من مشروع المطاف، كما جرى إنشاء جسرين بديلين عن الجاري إزالته في الجهة الجنوبية والغربية وحيث تقع هذه الجسور البديلة من جهة باب العمرة وباب الفتح والمؤدية للحلقتين العلوية والسفلية لجسر المطاف المؤقت، وبعون الله تعالى سيتم الاستفادة من المرحلة الأولى بالجهة الشرقية من صحن المطاف وتهيئتها وتجهيزها للمصلين بكافة طوابقها من خلال توفير جميع الخدمات اللازمة من سجاد ومشارب لمياه زمزم ودواليب للمصاحف وتكييف والتي بدورها توفر الطمأنينة والروحانية للزوار والمعتمرين بالمسجد الحرام، من جهة أخرى سيكون الدخول لصحن المطاف من الجهتين الشرقية والغربية للمسجد الحرام من الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد -رحمه الله- ومن الجهة الشرقية من خلال أبواب السلام بقبو المسعى وأبواب المسعى الأرضي مروراً بالمرحلة الأولى ما بين الصفا إلى الفتح، وكذلك جرى الانتهاء من تهيئة وتجهيز المكبرية المؤقتة والواقعة ما بين المرحلة الأولى من مشروع المطاف والمسعى الدور الأرضي من جهة الصفا بكافة الأجهزة والأنظمة الصوتية اللازمة لغرفة الأذان وغرفة التحكم وتبلغ مساحتها 200م2، إضافة إلى ذلك فقد تم تجهيز موقع صلاة الإمام في الدور الأرضي من المرحلة الأولى والمقابل لمقام إبراهيم عليه السلام وسيكون دخول الجنائز من جهة الساحة الشرقية من خلال منحدر خاص بالجنائز مرورًا بأبواب السلام بقبو المسعى، كما أكدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على استمرار تشغيل كافة أدوار المسعى وأدوار مبنى توسعة الملك فهد -يرحمه الله- وأدوار المرحلة الأولى من مشروع توسعة المطاف لأداء الصلوات وشعيرة السعي، وتهيب الرئاسة بقاصدي المسجد الحرام ومرتاديه التعاون مع الجهات العاملة بالمسجد الحرام والتقيد بالمسارات المحددة، والمحاولة من تقليل الزحام والاستجابة للتوجيهات والإرشادات. ومن المشروعات العملاقة التى شهدها الحرم المكى الشريف مشروع توسعة المسعى بالمسجد الحرام والمسعى هو المكان الذي سعت فيه هاجر(زوجة النبي إبراهيم عليه السلام) بين جبلي الصفا والمروة بمكة المكرمة قبل حوالى أربعة آلاف عام، بحثاً عن الماء لرضيعها إسماعيل، ويقع في الجزء الشرقي من المسجد الحرام، ويبلغ طوله 375 مترًا، ولا يكتمل الحج والعمرة إلا بالسعي بين الصفا والمروة سبع مرات ذهابًا وإيابًا؛ إذ هو ركن من أركان الحج والعمرة. وزاد الاهتمام بالمسعى خلال العصر الحديث؛ نتيجة لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، وما توليه المملكة العربية السعودية من رعاية واهتمام بالحرمين الشريفين، ففي عام 1925م خلال عهد الملك عبدالعزيز، رصف المسعى بحجر الصوان، حمايةً للحجاج والمعتمرين من الغبار والأتربة، وجدد أيضاً سقفه، حمايةً لزوار بيت الله من وهج الشمس وحرارتها، كما أعيد طلاء وترميم الأبواب المطلة على المسعى. وفي عهد الملك سعود تم بناء الطابقين الأول والثاني من المسعى؛ أما في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، فقد وسعت منطقة الصفا في الطابق الأول، كما أضيفت أبواب جديدة في الطابقين الأرضي والأول، للدخول والخروج من جهة المروة. ونظرًا لتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل ملموس مقارنة بالفترات الماضية، فقد أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2008م بتوسعة المسعى بما لا يتجاوز الحدود الشرعية له، فتضاعف عرض المسعى ليصل إلى 40 متراً، وبلغ عدد الطوابق أربعة طوابق، بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية لا تتجاوز 29 ألف متر مربع، فيما بلغت مسطحات البناء الإجمالية في جميع الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالى 125 ألف متر مربع. وتوفر توسعة الملك عبدالله للمسعى ثلاثة أدوار وأربعة مناسيب للسعي، تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام، فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، إضافة إلى ثلاثة جسور علوية. كما اشتمل المشروع على توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وركبت أربعة سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لتسهيل الحركة إلى خارج المسعى، كما اشتملت التوسعة الجديدة على ممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقات الحركية، إضافة إلى توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة، كما بدئ البناء في مئذنة جديدة بارتفاع 95 مترًا، ليتناسب عدد المآذن وشكلها مع مساحة التوسعة الجديدة للمسعى. وتظل توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسعى بالمسجد الحرام أكبر توسعة يشهدها المسعى في تاريخه كما هيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض أبواب توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام من الجهة المقابلة لمنطقة (الشبيكة) مع توفير ما يتطلبه ذلك من خدمات ضرورية للزوار والعمار من فرش ونظافة وماء زمزم المبارك والمصاحف. وأوضح مدير إدارة الأبواب بالمسجد الحرام أنه تم فتح 75 بابًا من أبواب المسجد الحرام منها 46 بابًا طوال الأسبوع، يضاف إليها 31 بابًا يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يأتي حرصًا من الرئاسة لتسهيل انسيابية الدخول والخروج خصوصًا مع ما يشهده المسجد الحرام من كثافة في أعداد المعتمرين والزائرين وأيضاً بدء أعمال المرحلة الثالثة من مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف والواقعة ما بين الصفا إلى منتصف الجهة المقابلة لتوسعة الملك فهد. ودعا قاصدي المسجد الحرام بضرورة التعاون مع العاملين في الأبواب والإسهام في المحافظة على نظافة وقدسية المسجد الحرام والاستفادة من صناديق الأمانات التي وضعت لحفظ الأمتعة ومراعاة عدم الدخول إلى المسجد الحرام وقت خروج المصلين بعد الصلاة مباشرة لما يسبب ذلك من اختناقات لا سمح الله، بالإضافة إلى متابعة الإشارات الضوئية على أبواب المسجد الحرام التي تضئ باللون الأخضر في حالة وجود إمكانية للدخول وباللون الأحمر في حالة اكتمال الطاقة الاستيعابية داخل المسجد الحرام ومن ثم التوجه إلى الساحات الخارجية. وأكد مديرإدارة الأبواب بالمسجد الحرام أن الإدارة تحرص على تسخير كل ما يسهم في أداء المناسك بيسر وطمأنينة تحقيقًا للتوجيهات السامية الكريمة في هذا الشأن التي تنص على توفير كل ما من شأنه أداء المناسك بكل يسر وسهولة وطمأنينة.

مشاركة :