كان بإمكان الأهلي أفضل مما كان في ملعب أزادي بطهران، وإذا قلنا إن الفريق لم يكن يستحق العودة بالنقاط الثلاث كاملة فقد كان بإمكانه الخروج من الغنيمة الإيرانية بنقطة واحدة على أقل تقدير إنصافا لموسمه الرائع الذي بدأ في التآكل مع خواتيمه دون مبررات فنية واضحة، خاصة أنه لايزال يجد الدعم الإداري والشرفي وقبل ذلك الجماهيري على الرغم من ترجله عن صهوة المنافسة مع النصر بمحض اختياره وفي الأمتار الأخيرة من دوري جميل. الاداء الفني للفريق في ملعب آزادي لم يكن سيئا إلى حد التشاؤم من عدم إمكانية التعويض في الجوهرة يوم الأربعاء المقبل في جولة الإياب الحاسمة، ولكن لم يكن «جادا» بما يكفي لطمأنة جماهيره ومحبيه أن كبوة الدوري ذهبت في حال سبيلها ولم يتبق في تأثيراتها ما يقعد الفريق الأفضل في المنظومة الكروية السعودية حاليا عن اللحاق بآخر الفرص لتعويض هؤلاء المحبين ما يستحقونه نظير صبرهم وقبل ذلك عشقهم «المجنون» لناديهم. كريستيان جروس الخبير والهادئ والقارئ الجيد للمنافسين يبدو على «غير العادة» قد سها عن قراءة صفحة من كتاب نفط طهران فبدا في المقابل وكأنه لا يعرف ما يريد تحديدا من لاعبيه الذين ركضوا أكثر مما لعبوا وهاموا في الملعب في دقائق كثيرة دون أن يفهموا هل المطلوب منهم أن يفوزوا أم يسجلوا هدفا يعينهم في الإياب أو أن يحموا مرماهم ويبقوه نظيفا حتى جولة الأربعاء بجدة ، فوسط كل تلك الخيارات لم يكن خيار المدرب السويسري واضحا بما يكفي حتى للاعبيه ناهيك عن المحللين الجالسين خلف الطاولات الفضائية سعد الحوطي ونايف العنزي واللذان راعهما لعب الأهلي المفتوح في وسط الملعب أمام فريق يلعب على أرضه ويراهن على القوة البدنية للاعبيه وسرعتهم في الانتشار والارتداد مما أوقع السومة في كماشة الحبس الانفرادي وعزله عن زملائه معظم دقائق المباراة حتى بعد دخول مهند عسيري وتنشيط الأطراف بسلمان المؤشر الذي لم يكن بقاؤه على دكة البدلاء خيارا مناسبا خاصة أن أزفالدو كشف عن عدم قدرته على صنع الفارق لحكمة يعلم الله وحده إذا ما اتفقنا على أن اللاعب قادم من ساوباولو وليس من حواري ريودي جانيرو. لن نلوم جروس بالطبع فلسنا في مقام من يقيم عمله فللرجل خبرته وتاريخه وما قدمه من جهد واضح لا يقبل التشكيك، كما له أيضا حساباته ولكن لأنها تقديرات بشرية فهي بالضرورة خاضعة للخطأ والصواب، فجل المتابعين لمسيرة عمله الرائع وما طرحه على أرض الواقع من نجاحات توقفوا «إشفاقا»على هذا الفريق الفخم من أن تأخذ الأخطاء التراكمية بتلابيبه وأن تنفرط السبحة الفنية عند ساعات الحصاد، فبعد التعادل المخيب الذي أودى بحلم الدوري، تأتي الخسارة الأولى لتضع الفريق في مأزق مغادرة الآسيوية، وهو ما استوجب التنبيه إلى ضرورة التركيز في مباراة الإياب فبعدها لن يكون الحديث مجديا إذا ما ودع الفريق لا قدر الله البطولة وهو أحد أبرز المرشحين لنيل لقبها وطوي هذا الموسم الاستثنائي ببطولة يتيمة بعد أن كان متوقعا منه أن يأكل الأخضر واليابس.
مشاركة :