هل يستطيع أرتيتا وأنشيلوتي إصلاح الخلل في آرسنال وإيفرتون؟

  • 12/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تولى المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي قيادة إيفرتون، وعاد ميكيل أرتيتا إلى ملعب «الإمارات» لقيادة فريقه السابق آرسنال وسط تطمينات بإنفاق الكثير من الأموال على تدعيم صفوف الفريقين خلال الفترة المقبلة وإحداث تغيير كبير والبدء بمشروع جديد. لكن لا أحد يعرف إلى أين ستسير الأمور في إيفرتون وآرسنال خلال الفترة المقبلة؟ وهل كان هذا التوقيت مناسبا لإسناد المهمة لهذين المديرين الفنيين؟ في البداية، يجب التأكيد على أن كلا من أنشيلوتي وأرتيتا يمتلكان قدرات هائلة ويحظيان باحترام كبير، كما أن أنشيلوتي على وجه التحديد يمتلك خبرات كبيرة للغاية في عالم التدريب. ومن الممكن أن ينجح كلا المديرين الفنيين من دون قيد أو شرط، في حين هناك نقطتان يجب التأكيد عليهما: أولاهما أن الأمر يبدو وكأن الأدوار قد عُكست؛ بمعنى أن أنشيلوتي الذي يمتلك خبرات كبيرة للغاية ولديه صولات وجولات في دوري أبطال أوروبا كان مناسبا لتولي القيادة الفنية لنادي آرسنال، في حين يبدو أرتيتا خيارا مناسبا لنادي إيفرتون، نظرا لأنه مدير فني شاب وطموح وتتمثل كل خبراته في أنه كان يعمل مساعدا للمدير الفني ولم يشغل من قبل منصب المدير الفني لأي فريق! لكن طريقة تعامل إيفرتون مع ملف المدير الفني تغيرت تماما بعد فشل تجربة ماركو سيلفا، الذي تعاقد معه النادي بصفته مديرا فنيا شابا وطموحا لديه الكثير من الأفكار التي يسعى لتطبيقها مع الفريق. أما آرسنال فقرر قبل 18 شهرا من الآن التعاقد مع المدير الفني الإسباني أوناي إيمري صاحب الخبرات الكبيرة، والذي كان يُنظر إليه آنذاك على أنه المدير الفني المناسب للمدفعجية، لكن إيمري هو الآخر فشل في إعادة آرسنال للطريق الصحيح ورحل عن ملعب «الإمارات». وشوهد مسؤولا آرسنال فيناي فينكاتيشام وحسين فهمي - وهما نفس الثنائي الذي تعاقد مع نيكولاس بيبي وديفيد لويز - خارج منزل أرتيتا عند الساعة الحادية والنصف صباحاً تحت ستار من السرية الفاشلة. وقام إيفرتون بنفس العملية من أجل إنهاء التعاقد مع المدير الفني الإيطالي المخضرم. وفي الوقت الذي سيعمل فيه أرتيتا على تحسس خطواته الأولى في العمل كمدير فني في بطولة قوية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، ينظر البعض إلى أنشيلوتي على أنه يشبه المدير الفني السابق لآرسنال أرسين فينغر في عام 2009 عندما بدأ في التراجع، لكن آخرين يرون أن أنشيلوتي من الممكن أن يكون أعظم صفقة عقدها إيفرتون في تاريخه. ومع ذلك، فإن التعاقد مع أنشيلوتي وأرتيتا يعد في المقام الأول بمثابة دليل إضافي على الطبيعة الهشة وغير المدروسة للكثير من القرارات المتعلقة بالتعاقد مع المديرين الفنيين في الكثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذه هي النقطة الثانية التي أود التأكيد عليها. قد لا يكون هناك الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر الآن، لكن الحقيقة تظل تتمثل في أنه لا يوجد دليل ملموس يدعم فكرة أن أيا من هذه التعيينات سوف ينجح على أرض الواقع. من المؤكد أن الاعتماد على «الحدس والمشاعر» مهم أيضا في مجال الرياضة، لكن الاعتماد على هذا الأمر يعد مغامرة كبيرة للغاية، كما هو الحال في إسناد مهمة تدريب آرسنال لميكيل أرتيتا، الذي لا يملك أي خبرة في مجال التدريب ولم يشرف على قيادة أي فريق من قبل بصفته الرجل الأول، لكنه وجد نفسه بين عشية وضحاها يقود أغنى تاسع ناد في العالم، وربما لا يملك هو نفسه أي فكرة عن كيفية حدوث ذلك! وحتى فكرة إسناد مهمة تدريب آرسنال لأحد «أساطيره» السابقين ليست سليمة إلى حد بعيد هنا، بالإضافة إلى أن نجاح أي لاعب مع الفريق لا يعني أنه سيكون مديرا فنيا ناجحا، لأن مقومات التدريب تختلف تماما عن مقومات اللعب. أما أنشيلوتي فهو مدير فني يمتلك اسما كبيرا للغاية في مجال التدريب، وبالتالي فإن الأمر يختلف كثيرا فيما يتعلق بتعيينه مديرا فنيا لإيفرتون. وعلى الرغم من أن المسيرة التدريبية للمدير الفني الإيطالي المخضرم تمتد على مدار 23 عاماً، فإنه لم يشرف على قيادة أي فريق خلال تلك الفترة بنفس المستوى الحالي لنادي إيفرتون، ومن المؤكد أنه لم يكن يقبل بهذه المهمة لو تلقى عروضا من أندية أفضل؛ ففي تجربته مع نادي بارما، كانت مهمته الأولى تتمثل باللعب بطريقة تسمح باستيعاب نجمي الفريق في ذلك الوقت جيانفرانكو زولا وخريستو ستويتشكوف. وفي يوفنتوس، كانت مهمته الأولى تتمثل في إيجاد بديل للنجم الفرنسي زين الدين زيدان. وعلاوة على ذلك، تعاقد ريال مدريد مع غاريث بيل ليلعب إلى جانب كريستيانو رونالدو في أول صيف لأنشيلوتي مع النادي الملكي. وفي نابولي، تولى أنشيلوتي قيادة فريق يضم الكثير من العناصر الموهوبة والطموحة ويحتل مركزا جيدا في منتصف جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز، بل إنه قادر على المنافسة، لكنه انحرف عن المسار الصحيح لفترة طويلة، قبل أن يتعرض للإقالة. والآن، هل تشبه أي من هذه التجارب المهمة الحالية لأنشيلوتي مع نادي إيفرتون؟ وعلاوة على ذلك، هناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها وهي أن أنشيلوتي لا يستمر لفترة طويلة مع الأندية التي يتولى تدريبها، حيث يعد إيفرتون هو خامس ناد يعمل به المدير الفني الإيطالي خلال تسع سنوات، حيث لم يستمر سوى 77 مباراة مع باريس سان جيرمان و60 مباراة مع بايرن ميونيخ و73 مباراة مع نابولي. ويمكن القول إن أنشيلوتي قد حقق كل شيء في عالم التدريب، ما عدا بناء فريق قوي على المدى الطويل، أو قيادة فريق يلعب في منتصف جدول الترتيب ومساعدته على المنافسة بشكل قوي، وهي الأمور التي يحتاج إليها إيفرتون بقوة الآن! صحيح أنه مدير فني يتسم بالذكاء الشديد والشخصية الجذابة والشهرة الكبيرة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل هذه الصفات مهمة الآن في مسيرته مع إيفرتون؟ ليس سرا أن إيفرتون يعاني من انقسام واضح في مجلس الإدارة، كما يعاني من الكثير من المشاكل الداخلية. وفي نهاية هذا الأسبوع، شاهد مدير الكرة بنادي إيفرتون مارسيل براندز، لاعباً اشتراه من أجل أن يقدم الإضافة للفريق على المدى الطويل وهو يتم إذلاله من قبل المدير الفني المؤقت الذي كان يقود الفريق خلفا لمدير فني لم يكن له أي رأي في التعاقد مع هذا اللاعب من الأساس، وهذا مجرد مثال بسيط على المشاكل التي يواجهها النادي في الوقت الحالي. وعلاوة على ذلك، بات إيفرتون ينفق الأموال بشكل غريب على التعاقد مع اللاعبين الموهوبين بغض النظر عن مدى احتياجه لهم أو قدرته على توظيفهم بشكل جيد والاستفادة من قدراتهم. إن الفكرة القائلة بأن وضع أنشيلوتي على رأس القيادة الفنية لإيفرتون سوف يؤدي إلى التخلص من كل هذه الفوضى تبدو فكرة متفائلة بشكل مثير. في الوقت نفسه، يعاني آرسنال من حالة من الفوضى أكثر وضوحا، حيث قام هذا النادي بـ«تفكيك» النظام القديم الذي كان يعتمد عليه من أجل ملء الفراغ الذي حدث بعد رحيل المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، الذي أشرف على قيادة النادي لسنوات طويلة وكان هو من يهتم بأدق التفاصيل، وبالتالي تسبب رحيله بحدوث فجوة هائلة من الصعب التعامل معها. ودائما ما تتم الإشادة بنادي مانشستر سيتي، على سبيل المثال، لأنه يتبنى سياسة واضحة فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة تتجاوز الأشهر الستة المقبلة. كما تتم الإشادة بنادي ليفربول بسبب اعتماده على المعلومات والبيانات الدقيقة فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، وبسبب التزامه بخطة واضحة ومتماسكة فيما يتعلق بإدارة أعماله العالمية والتي تصل قيمتها إلى 450 مليون جنيه إسترليني. ويؤكد كل من يعرف أرتيتا جيدا على أنه يمتلك شخصية قوية للغاية ولا يخاف من مواجهة المشاكل. لكن وكما هو الحال مع أنشيلوتي في تجربته مع إيفرتون، فإن السؤال الحقيقي قد يتعلق بالمساحة التي ستتاح له العمل فيها، وإلى أي مدى يستطيع المدير الفني أن يطبق سياسته وفلسفته.

مشاركة :