قالت والدة أحد الضحايا الذين قتلوا، خلال الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية بشهر نوفمبر، إن ابنها إبراهيم كتابدار كان يمثل "كل حياتها"، حيث كان مسؤولاً عن الأسرة بأكملها، واصفة الأمر بـ"المؤلم" بأن تقوم بالتحدث عنه. جاء ذلك خلال حديث أجرته معها الصحافية والناشطة الإيرانية، مسيح علي نجاد، ونشرته على حسابها في "تويتر". الأم المكلومة قالت إن ابنها توفي جراء إطلاق الرصاص الحي عليه، والذي أصابه في قلبه، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني يعاني كثيراً من قمع النظام. وتساءلت المسكينة: "ما جريمة ابني؟ وما مصير أولاده الأبرياء؟". ووصفت كيف أن أولاده يسألونها في منتصف الليل "أين أبونا.. أرجعي لنا أبانا". والقتيل كان يعمل ميكانيكي سيارات، وكان يمتلك ورشة سيارات، وقد قتل خارجها برصاصة اخترقت قلبه وقتلته على الفور، بحسب رواية الأم، التي أضافت أنه سقط مقتولاً ويديه بجيبه. وطالبت الصحافية والناشطة، مسيح علي نجاد، وسائل الإعلام العالمية باستخدام الحديث مع الأم المصدومة بوفاة ابنها لتوصيل صوتها إلى العالم أجمع، لإظهار وحشية ودموية النظام الإيراني القمعي. وكشف 3 مسؤولين في وزارة الداخلية الإيرانية، الاثنين، أن حوالي 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات، التي بدأت في 15 نوفمبر واستمرت أقل من أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد. وكان من بين القتلى 17 في سن المراهقة وحوالي 400 امرأة. كما سقط قتلى من أفراد قوات الأمن والشرطة. كما قالت 3 مصادر على صلة وثيقة بالمقربين من المرشد الإيراني، علي خامنئي، لوكالة "رويترز" في تحقيق استقصائي عن الاحتجاجات، إن خامنئي نفد صبره فيما يبدو وأمر المسؤولين بفعل كل ما يلزم لإنهاء الاحتجاجات. فيما أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن عدد قتلى احتجاجات نوفمبر في إيران ارتفع إلى 324 شخصاً كإحصائية أخيرة وفقاً لـ"مصادر موثوق بها". وأكدت المنظمة التي تتخذ من النرويج مقراً لها، أن "السلطات فرضت ضغوطاً مخيفة على أسر الضحايا لإسكاتهم، ولذا فقد يكون العدد الفعلي للقتلى أثناء الاحتجاجات أكبر بكثير". وكشفت المنظمة أن ما لا يقل عن 14 من الضحايا كانوا من دون سن الثامنة عشرة.
مشاركة :