جدّدت محكمة تركية الثلاثاء اعتقال رجل الأعمال التركيّ عثمان كافالا المتهم بقيادة وتمويل الاحتجاجات الكبيرة المناهضة للحكومة في العام 2013، رغم مطالبة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أنقرة بـ"الإفراج الفوري" عنه. وساهم كافالا، الشخصية القيادية في المجتمع المدني التركي، في إنشاء عدة منظمات غير حكومية في أرجاء البلاد وهو موقوف منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017. كما انه متهم مع 15 شخصاً آخر بـ"محاولة الإطاحة بالحكومة" لدعمهم حراكاً احتجاجياً مناهضاً للحكومة عام 2013 عُرف باسم "حراك جيزي" وكذلك الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب إردوغان في 2016. وبدأت محاكمته الثلاثاء في مجمع سجون ومحكمة سيليفري في ضواحي إسطنبول، ورفض كافالا الاتهامات وقال إن "لا أسسس لها". وقال مخاطباً القضاة "قرار الاتهام المؤلف من 657 صفحة ... يثبت أنني بريء بدلاً من كوني مذنب". وقررت محكمة سيليفري في ضواحي إسطنبول تجديد حبسه حتى الجلسة المقبلة المقررة في 28 كانون الثاني/يناير. وصفق الحضور في قاعة المحكمة لكافالا فيما كان يتم إخراجه، ليقوم الأخير برد التحية لأنصاره. وفي 10 كانون الأول/ديسمبر، حضّت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان انقرة على "اتخاذ كل التدابير الضرورية لوضع حدّ "لاعتقال كافالا "والقيام بما يلزم للإفراج الفوري عنه".تركيا ترحّل 11 فرنسيا يشتبه بانتمائهم لـ"داعش"250 صحافياً بالسجن حول العالم ومعظمهم في الصين وتركيا وأكدت المحكمة في قرارها "ثبُت ومن دون أي شك أن التدابير" المتخذة بحقه تهدف إلى "إسكات كافالا ومعه كل المدافعين عن حقوق الإنسان". ونوّهت المحكمة ومقرها ستراسبورغ في فرنسا بـ"غياب الوقائع والمعلومات والأدلة التي تُثبت أن (كافالا) شارك في أنشطة إجرامية". وأبلغ كافالا المحكمة "اطالب بوضع حد لهذا الإجراء التمييزي وغير القانوني الذي وضعني في السجن لعامين". وندّد معارضون بالتهم التي يعتبرون أن دوافعها سياسية وتبرز حملة القمع التي تشنّها تركيا ضد المجتمع المدني، واتهم اردوغان كافالا بأنه ممثل رجل الأعمال الاميركي من أصل مجري الثري جورج سوروس في تركيا. واستمعت المحكمة لشهادات ضابطي شرطة كانا في الخدمة أثناء الاحتجاجات في إسطنبول في العام 2013. وقال أحد الضابطين ويدعى أرجان أورهان "في رأيي الشخصي، جيزي كان احتجاج تجاوز هدفه وتسبب بأضرار خطيرة". لكنّ الضابط قال إنه لا يعرف المتهمين ولا يعرف إذا كانوا متورطين في أي أعمال عنف حينها، ورداً على سؤال لمحامي الدفاع، قال "إنها المرة الأولى التي أرى فيها عثمان كافالا".تركيا تستدعي السفير الأمريكي لديهاتركيا تعزز العلاقات مع ليبيا بوجه الخصوم الإقليميينرئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو يطلق حزبا جديدا وحضر دبلوماسيون من قنصليات أجنبية ومراقبون فضلا عن عدد من النواب الأتراك جلسة المحاكمة في بادرة تضامن مع المتهمين. وكان بينهم سيرغي لاغودينسكي رئيس مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في البرلمان الأوروبي. ووصف لاغودينسكي قرار عقد جلسة ليلة عيد الميلاد بأنه "غريب للغاية". ويرأس كافالا معهد الأناضول الثقافي وهو منظمة مجتمع مدني تعمل على تعزيز قيم حقوق الإنسان خصوصا عبر الثقافة والفنون، بما في ذلك مع أرمينيا التي لا ترتبط تركيا معها بعلاقات دبلوماسية.
مشاركة :