•• ساقتني قدماي الى حي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تذكرت تلك الفكرة التي نبتت منها هذه الجامعة الآسرة.. وهي فكرة كانت كلمعة الشعاع.. عندما أشرقت في فكره فتبناها عبر – صحيفته – الفتية أيامها وهي تشق طريقها في عالم الحرف الصحفي اليومي وكانت باباً من أبواب “النور” وهي فكرة وجود جامعة أهلية في مدينة جدة.. وراحت الصحيفة أيامها في حملتها الكبيرة واستطاعت أن تجمع حولها بعض رجالات المجتمع الذين شكلوا مجلساً تأسيسياً لها ومن ثم تأتي المبادرة الاولى بمنح الجامعة الأرض الواسعة من أملاك معالي الشيخ عبدالله السليمان ليأتي الخبر الصارخ وهو ما احتل الصفحات الأولى من صحف ذلك الزمان وعلى ثمانية أعمدة وباللون الأحمدي “الباشا أبو بكر يتبرع بمليون ريال للجامعة” وكان ذلك المليون يشكل في معناه ومبناه مبلغاً خرافياً وبقية قصة انشاء الجامعة الاهلية معروفة, والتي اتخذ قراره الملك فيصل رحمه الله لضمها الى مسؤولية الحكومة وأصبح اسمها جامعة الملك عبدالعزيز. أقول كل هذا دار في مخيلتي وأنا أشاهد شارعاً باسم عبدالله السليمان.. وشارعاً آخر باسم باخشب وكلها تؤدي الى الجامعة.. وهذا حق لهما فهما من وضع أسس الجامعة. لكن السؤال الذي نبت في ذهني هو أين اسم صاحب فكرة الجامعة والذي أخذ على نفسه طرحها عبر صحيفته وعمل ذلك العمل الصحفي الخلاق حتى أصبحت من فكرة على الورق الى صرح شامخ.. أين الشارع الذي يحمل اسمه بجانب هذين العلمين. إن محمد علي حافظ لهو جدير كل الجدارة والحق أن يكون اسمه على أحد الشوارع المؤدية الى الجامعة بالاضافة الى وضع اسمه على احدى قاعات أو صالات كلية الاتصال والاعلام أو على أقسام الصحافة بالذات. إنه من غير المستساغ أن يغفل اسم من كان سبباً في وجود هذا الكيان الكبير والصرح العلمي الذي خرج العشرات ممن يمسكون بأزمة المسؤولية في بلادنا. إنه من أوجب واجبات الاعتراف بالفضل لأهله.
مشاركة :