المصدر:إيناس محيسن - الظفرةالتاريخ:25 ديسمبر 2019 على وقع الرزفة والعيّالة والأهازيج الشعبية والاحتفاء بمفردات التراث الإماراتي، وصلت فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان الظفرة 2019 إلى محطة الختام اليوم بمدينة زايد في منطقة الظفرة، وسط إقبال كبير من الجمهور، الذي لم يقتصر على أهل المنطقة فقط، لكنه ضم العديد من أبناء دول الخليج، والسياح من جنسيات مختلفة. وشهدت مزاينات الأبل في مهرجان الظفرة، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي، مشاهد فريدة تعكس العلاقة المميزة بين المشاركين في المسابقات، و«حلالهم» وصقورهم، وهي مشاهد ينفرد بها المهرجان، وتمثل مصدر إعجاب ودهشة للحضور من السياح وممثلي وسائل الإعلام من مختلف دول العالم. ومن أبرز تلك المشاهد مسيرات احتفالات مُلّاك الإبل بالفوز في أشواط المزاينات، فبمجرد أن تعلن أسماء الإبل الفائزة ترتفع صيحات الفرح من ملاكها، وتتطاير «الغتر والعقالات» في الهواء، تعبيراً عن سعادة أصحابها بالنصر الكبير، وتتواصل الاحتفالات عقب المسابقة فتخرج مواكب الاحتفالات على وقع الأهازيج والرقصات الشعبية والتراثية لتجوب المكان، ثم تنتقل إلى عزب ومخيمات ملاك الإبل لتتواصل حتى المساء. شارع المليون تمثل مواكب الإبل وهي تتهادى في «شارع المليون»، أحد المشاهد التي ينفرد بها مهرجان الظفرة، إذ أصبح هذا الشارع مقصداً لكل عشاق الإبل ومالكيها، واكتسب اسمه من الصفقات الضخمة التي يشهدها كل عام خلال المهرجان، وتصل إلى ملايين الدراهم، ويحرص ملاك الإبل على الخروج بحلالهم إلى الشارع، سواء لاستعراض ما تتمتع به من مواصفات جمالية، أو بهدف البيع والشراء، لاسيما في ظل وجود أعداد كبيرة من عشاق الإبل في المكان. وشهد شارع المليون هذا العام حضوراً متزايداً من ملاك الإبل، فاق الدورات السابقة من المهرجان، بفضل مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمهرجان، بزيادة الجوائز لدعم ملاك الإبل لاقتناء أهم السلالات العربية الأصيلة، وفتح المجال واسعاً أمام الأعداد المتزايدة مـن المشاركين في مزاينات الإبل التي يشهدها المهرجان، وكذلك نتيجة للتعديلات التي استحدثتها إدارة المهرجان هذا العام في الشروط التي تتعلق بعدد الإبل المشاركة، إذ تم خفضها من 50 جملاً في الأعوام السابقة إلى 30، وزيادة أشواط إضافية للمزاينات، إضافة إلى فتح المجال أمام المشاركين في شوط البيرق وكل المشاركين بشكل عام للمشاركة في هذه الأشواط، ما أدى إلى زيادة أعداد المشاركين. مشاهير الطبخ الشعبي من المسابقات الفريدة التي يشهدها مهرجان الظفرة 2019، مسابقة الطبخ الشعبي، التي دارت في أجواء من المنافسة الحامية، خصوصاً في ظل مشاركة مجموعة من الطباخين المحترفين (الشيفات) الذين تباروا في تقديم وجبة البرياني التراثية مع لمسات خاصة بكل منهم، ووفرت إدارة المهرجان كل المستلزمات المطلوبة لإنجاز الوجبات. ومن أبرز المشاركين في المسابقة الشيف الكويتي إسماعيل الشيبة المعروف باسم (الطباخ الشيبة)، الذي حضر للمشاركة في المهرجان بدعوة من إدارته للمشاركة في المسابقة والإشراف على الطبخ في «مكشات الظفرة»، ولفت الأنظار إليه بابتسامته الدائمة، وتعليقاته المرحة خلال العامل مع الموجودين في المكشات، ورغم أنه من أصحاب الهمم، فإنه بات يتمتع بشهرة واسعة بفضل مهارته منذ أن بدأ في 1986 وكان عمره يقارب 10 سنوات، ولمساته الخاصة في ما يقدمه من وجبات، معتبراً أن نجاحه يمثل دافعاً لأصحاب الهمم، الذين يمكنهم تحقيق النجاح في كل المحالات طالماً توافرت لديهم الإرادة. مكشات يمثل ركن مكشات الظفرة ملتقى للشباب ومحبي التراث من مختلف أنحاء الخليج العربي، الذين يتجمعون حول النيران التي تتوسط المكان، ويتم إعداد الشاي والمشروبات الساخنة عليها، بينما تتوزع الجلسات العربية والتراثية على جانبي المكان. وشهد المكان العديد من المسابقات التقليدية، مثل الطبخ وإعداد القهوة والشاي، وغيرها، ليكون مثابة تجربة تخييم في البر ضمن موقع المهرجان، ومن وقت إلى آخر يتفاعل الشباب مع الأجواء بالانخراط في رقصات تراثية جماعية أو ثنائية، بينما يحيط بهم الجمهور لالتقاط مقاطع فيديو وصور لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتمثل المكشات جزءاً مهماً من التراث الإماراتي والخليجي، إذ تكرس العديد من المفاهيم لدى الشباب؛ مثل الاعتماد على النفس، وممارسة عادات وتقاليد الآباء والأجداد على الواقع، كآداب المجالس، وإعداد القهوة العربية الأصيلة، وطريقة تقديمها، وطريقة السلام، بجانب تعزيز ثقافة الصحراء، وإقامة المجالس الشعرية، وإلقاء القصائد، والتركيز على بعض المفردات التراثية ذات الصلة بالإبل. قالب مبهج ضمّت «مكشات الظفرة» في المهرجان مجموعة من المتطوّعين من داخل الإمارات وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، إذ نقلوا جوانب متعددة من الموروث الثقافي الخليجي، من خلال تنقلهم بين الدول ومشاركتهم في المهرجانات، في قالب مبهج يحمل كثيراً من معاني التسلية، مع الحفاظ على الأصالة والموروثات الثقافية في المنطقة. • بمجرد أن تعلن أسماء الإبل الفائزة ترتفع صيحات الفرح من مُلّاكها، وتتطاير «الغتر والعقالات» في الهواء، تعبيراً عن سعادة أصحابها بالنصر الكبير. • 9 ديسمبر الجاري انطلقت الفعاليات بمدينة زايد في منطقة الظفرة.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :