مستشفى البحرين التخصصي ينقذ حياة مريض بعد معاناته من مرض سرطاني نادر

  • 12/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الجراحة الخطيرة والمعقدة في الجهاز الهضمي استمرت 4 ساعات لاستئصال ورم كبير وإنقاذ أمعاء المريض وكليتيه راجع رجل فلبيني يبلغ 49 عاماً ويعاني من الإصابة بسرطان نادر مستشفى البحرين التخصصي، حيث كان يشكو من وجود كمية ملحوظة من الدم في البراز وآلام شديدة في البطن. وقد تم إرسال المريض، الذي كان يخضع لعلاج كيميائي ملطّف بعد تشخيص إصابته بالمرحلة الرابعة من سرطان الميزوثليوما الصفاقية (وهو شكل من السرطان يؤثّر على بطانة البطن)، لإجراء صور شعاعية إسعافية أظهرت وجود ورم كبير الحجم في مكان معقّد على الجانب الأيمن من قولون المريض، وعلى مقربة من الاثني عشر، والكلية اليمنى وأوعيتها الدموية. ونظراً لأن السرطان في مرحلته الرابعة (أي انتشر إلى الأعضاء المجاورة)، قرر أخصائيو أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة المريض هي عبر التدخل الجراحي رغم المخاطر المرافقة لذلك. ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، تبلغ نسبة حدوث هذا النوع النادر من السرطان واحد بالمليون في البلدان الصناعية. وتعليقاً على الحالة، قال الدكتور سوبهاديب بوز، استشاري طب الأورام في قسم الأورام في مستشفى البحرين التخصصي: "رجّحتُ انتشار الإصابة في الأمعاء بالاستناد إلى حدة الأعراض التي اشتكى منها المريض". وفي معرض تعليقه على هذه العملية المعقدة، قال الدكتور تيراث كومار، استشاري أمراض الكلى في مستشفى البحرين التخصصي: "شكّل اتخاذ القرار بإجراء العملية تحدياً كبيراً للمريض أيضاً، فقد كان عليه أخذ احتمال استئصال إحدى كليتيه في الحسبان. وبما أن المريض يعاني مسبقاً من مرض السكري بالإضافة إلى مشاكل في الكلى بدأت مع تفاقم الحالة، توجّب علينا بذل قصارى جهدنا للحفاظ على كليتيه. ففي بعض الحالات التي نواجه فيها أوراماً شديدة النزف كهذه، يمكن لأخصائي الأشعة التداخلية الكشف عن الوعاء النازف وإغلاقه. لكن ذلك لم يكن ممكناً في حالتنا بسبب حجم الورم الكبير، إذ كان يبلغ تقريباً 12x10 سم ويحيط بأعضاء حيوية وينتشر إلى القولون، لذا كان لا بد من إزالته". خضع المريض لجراحة كبرى تم خلالها استئصال الجزء الذي كان يهدد حياته،ومن ثمّ خياطة الأمعاء خياطةً مباشرةً وبالتالي تجنيب المريض الحاجة إلى إنشاء فتحة مفاغرة معوية للتخلص من البراز. يضاف إلى ذلك استئصال جزء آخر من الورم المرتشح إلى الأمعاء الدقيقة. وأعرب الدكتور مانيش مادناني، استشاري جراحة الجهاز الهضمي والكبد والقنوات الصفراوية في مستشفى البحرين التخصصي، والتي شارك بإجراء العمل الجراحي مع مجموعة من الأخصائيين، عن سعادته للحفاظ على الكلية اليمنى للمريض. وفي معرض حديثه عن التحديات العديدة التي واجهها مع الفريق الجراحي أثناء إجراء العملية المعقدة، قال الدكتور مادناني: "كان موقع الورم الكبير قريباً للغاية من الأوعية الدموية الرئيسية في البطن، ما يعني أنه في حال إصابة أحد هذه الأوعية خلال العملية أو بعدها سيكون من الصعب جداً السيطرة على النزف.كما أن قرب الورم من الكلية اليمنى وأوعيتها الدموية زاد من صعوبة التداخل الجراحي أكثر ممّا كان متوقّعاً قبل الجراحة. ورغم كل هذه العقبات، تم الانتهاء من الجراحة في غضون 200 دقيقة، مع فقدان حوالي 150 مل من الدم". تعافى المريض بشكل جيد بعد الجراحة وبقي ليوم واحد فقط في وحدة العناية المركزة. وبعد خضوعه لإجراءات بسيطة بهدف إزالة الالتهابات من بطنه بعد الجراحة، عاد المريض لتلقي علاجه الكيميائي مع الدكتور سوبهاديب بوز. تم تشخيص المريض، المقيم في البحرين منذ فترة طويلة بالمرحلة الرابعة من سرطان الميزوثليوما الصفاقية في عام 2016، ليبدأ بتلقي العلاج الكيميائي في قسم الأورام في مستشفى البحرين التخصصي. وأبدى استجابةً جيدةً للعلاج قبل أن يصاب بألم شديد في البطن، مصحوباً بفقدان الدم في البراز. وأضاف الدكتور مادناني: "رغم تشخيصه بالمرحلة الرابعة من السرطان، تمكن المريض من النجاة لمدة ثلاث سنوات بفضل العلاج الذي قدّمناه له. يتمتع المريض حالياً بصحة جيدة، ورغم أنه لم يشفَ تماماً من السرطان إلا أن المعالجة الكيميائية والمناعية الجديدة التي يخضع لها الآن في مستشفى البحرين التخصصي بعد الجراحة ستضمن تقلّص حجم الورم، ما سيسمح له بالاستمتاع بحياة جيدة. فمن دون العلاج والجراحة التي أجريناها، لما استطاع المريض النجاة أكثر من بضعة أشهر". وأكد الدكتور مادناني على قدرة مستشفى البحرين التخصصي على التعامل مع الحالات الطبية المعقدة لامتلاكه فريقاً متمرساً من الأخصائيين والاستشاريين المعروفين عالمياً، وتجهيزات متطورة لإجراء العمليات الجراحية بما فيها تلك المعقّدة في الجهاز الهضمي مثل التي أُجريت بنجاح للمريض الفلبيني.

مشاركة :