طوكيو 23 ديسمبر 2019 (شينخوا) قال مسؤولون وخبراء إن الاجتماع السنوي الثامن القادم لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية يتيح فرصة لتعزيز العلاقات الثلاثية والتعاون في مختلف المجالات. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن التبادلات والزيارات رفيعة المستوى بين اليابان والصين تكتسب أهمية كبيرة، متوقعا أن تخدم زيارته المقبلة للصين كفرصة لمواصلة توطيد العلاقات الثنائية. جاءت تصريحات آبي في مقابلة مكتوبة مع وسائل الإعلام الصينية قبل الاجتماع، الذي سيعقد في مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين، اليوم (الثلاثاء). وأعرب رئيس الوزراء الياباني عن أمله في أن يلخص الاجتماع المقبل التعاون الثلاثي الذي أحرز تقدما في مجموعة واسعة من المجالات حتى الآن، وأن يستكشف كيفية تعميق التعاون الثلاثي في المجالات محل الاهتمام المشترك، بما في ذلك حماية البيئة وشيخوخة المجتمع والتبادلات الشعبية. وقال إن الدول الثلاث تشترك في عدة قضايا تنفرد بها، ولهذا السبب يتعين عليها اغتنام هذه الفرصة لإجراء مناقشات صريحة إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك. ومن جانبه، قال جين جيان مين، وهو زميل بارز في معهد فوجيتسو للبحوث في طوكيو، إن توثيق التعاون بين الدول الثلاث يؤدي إلى تعزيز الطلب المحلي في آسيا واستقرار الاقتصادات الآسيوية. وأضاف أن البلدان الثلاثة ستدفع بصقة خاصة من أجل التوقيع على الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، الاتفاقية التجارية الضخمة، في الوقت المحدد في 2020، والعمل معا لتسريع مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين اليابان والصين وجمهورية كوريا، وإرسال إشارة إيجابية لدعم التجارة الحرة مع إجراءات ملموسة وتعزيز الثقة في آسيا والعالم. وتابع أن الدول الثلاث تخطط لتنفيذ التعاون في أطر مثل "الصين واليابان وكوريا الجنوبية زائد أكس" ومجالات جديدة مثل التجارة الالكترونية والترابط. وأكد الخبير أن التعاون الثلاثي يحتاج إلى مواكبة العصر وتعزيز "عمقه" و"اتساعه"، مشيرا إلى أن مواصلة التعاون الثلاثي يمكن أن يوفر أيضا منصة للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وقال ليو دي، الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة كيورين في طوكيو، إن اجتماع القادة حول تعزيز التعاون من شأنه أن يكون له تأثير ليس فقط على المنطقة، ولكن أيضا على الاقتصاد العالمي واستقرار النظام الدولي. وأكد ليو أن كيفية تعزيز وتطوير العلاقات الثلاثية وتعزيز العلاقات في شرق آسيا يمثل مهمة هامة تتطلب جهودا مستمرة من جانب جميع الأطراف. وقال إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية تواجه في الوقت الحالي قضية كيفية تجاوز المفهوم الأمني التقليدي، ويتعين على البلدان الثلاثة تعزيز الثقة المتبادلة من خلال تكثيف التبادلات في مختلف المجالات وتشكيل شراكة استراتيجية في المنطقة في نهاية المطاف. وأضاف ليو أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية تواجه أيضا تحديات التحول الاقتصادي والاجتماعي. ويتعين عليها تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي واستخدام البيانات وتطوير الطاقة الجديدة والتغلب على اختناقات التنمية في فترة التحول الاقتصادي والاجتماعي الحالية. وأوضح ماكوتو تانيغوتشي، السفير الياباني السابق لدى الأمم المتحدة، إنه مع التحسن المستمر للعلاقات اليابانية-الصينية، يمكن للبلدين تعزيز التعاون وتسريع المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودفع عملية التكامل الاقتصادي في شرق آسيا. وأشار تانيغوتشي إلى أن اليابان يمكن أن تعزز التبادلات والتعاون مع الصين في مجالات مثل المواهب الشابة والثقافة وحماية البيئة. وفيما يتعلق بالتبادلات الثقافية، قال الرئيس السابق لوكالة الشؤون الثقافية اليابانية سييتشي كوندو إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية تتقاسم خصلة البحث عن أرضية مشتركة مع احترام أوجه الاختلاف. ودعا إلى إقامة المزيد من آليات التبادل الثقافي غير المادي مثل حدث "مدينة ثقافة شرق آسيا" الذي تشترك فيه الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وقال كوندو إنه في المؤتمر الوزاري الثالث بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية بشأن الثقافة والذي عقد في مدينة نارا باليابان في 2011، توصلت الدول الثلاث إلى توافق لإدخال آلية "مدينة الثقافة". وفي كل عام، تقوم كل دولة باختيار مدينة واحدة، وتقوم "المدن الثقافية" بالتعريف بتقاليدها وثقافاتها المعاصرة من أجل تعزيز تبادل الأفراد. وقال "في العام الماضي، وصل هذا الحدث إلى ذروته مع عقد كيوتو اليابانية وتشانغشا الصينية وديايغو الكورية الجنوبية العديد من الفعاليات الثقافية التقليدية والمعارض الفنية الحديثة طوال العام".
مشاركة :