تشهد محافظة الأحساء نقلة نوعية كبيرة تمثلت في توفير شبكة طرق تربط جميع أجزاء مدنها ببلداتها وهجرها، إلى جانب الطرق الخارجية، التي أصبحت شريانا حيويا يؤدي إلى مناطق المملكة الأخرى ودول الجوار، حيث أصبحت الطرق الجديدة تغطي معظم أجزاء الواحة، وتعمل العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بخطى متسارعة في توسيع شبكة الطرق الرئيسة والفرعية وإنشاء الجسور وجسور المشاة، وتحديث شبكات الطرق الزراعية ورفع كفاءتها وازدواجيتها، فهي طرق تربط مدن وبلدات الشرق بمدينتي الهفوف والمبرز.ورغم الجهود التي تنسجم تماما مع ما تشهده المحافظة عرضا وطولا من تنمية عمرانية واقتصادية واجتماعية، إلا أن تغطية المصارف الزراعية وإخفاء القنوات باتت حائلا لتطوير بعض الطرقات، والمؤسسة العامة للري ماضية قدما في هذا الجانب ويلمس المواطن ضخامة المشروعات في هذا الجانب، إلا أن المواطنين يطالبون بتخصيص بعض المصارف والطرقات كأولوية قصوى للتطوير، حيث يتطلع مستخدمو الطرقات الزراعية إلى ضرورة إخفاء المصارف العميقة وتحويل الطرق الممتدة عليها إلى مسارين لتسهيل الحركة المرورية، وأشار مواطنون إلى أهمية إيجاد حلول ناجزة للزحام المروري على تلك الطرق، التي في مقدمتها مصرف طريق «المركز - المزاوي»، وكذلك طريق بلدة بني معن الزراعي المؤدي إلى قرى الشاهارين والجبيل والمنصورة للتخفيف عن الأهالي، الذين استبشروا خيرا بتغطية الجزء الأول من قناة عين الخدود، التي توازي هذا الطريق الحيوي.مسار واحدومع الجهود الجادة، التي تقدمها المؤسسة العامة للري من خلال المشاريع الكبيرة الخاصة بتغطية المصارف الزراعية، إلا أن المخاوف ما زالت تساور مستخدمي طريق المزاوي ـ المركز، الذي يقع على امتداد أكبر المصارف في الأحساء وأخطرها، وأرجع الأهالي خطورة هذا الطريق إلى أنه مسار واحد إلى جانب عمق المصرف ومنسوب المياه العميقة، مستشهدين على خطورته بالحوادث المرورية التي راح ضحيتها الأبرياء، حيث يتذكرون أحبابهم الذين أصبحوا موتى بسبب هذا المصرف، مشيرين إلى أن جهود مؤسسة الري بوضع سياج كامل على امتداد المصرف لا يؤمن السلامة الكافية لرواد الطريق، مطالبين بتغطيته ضمن خطط مشاريع المؤسسة الحالية، وأن تكون له أولوية قصوى في هذا الجانب، لافتين إلى أنه أصبح شريانا ناقلا من وإلى البلدات، خصوصا أنه يعتبر ممرا مهما، فهو يؤدي إلى بحيرة الأصفر وإلى طريق العقير الجديد، وكذلك يوصل إلى مستشفى العمران.حوادث مميتةوأكد المواطن يوسف بوعبيد أن هذا الطريق الحيوي يعج بحركة المركبات ليل نهار، وهو مقصد الكثير من سكان المنطقة التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة، سواء في الذهاب إلى الأعمال أو التوجه إلى البلدات القريبة منه، وكونه طريقا بهذه الأهمية، فإن تشغيل مصابيح الإنارة، ستعزز من جوانب السلامة المرورية وفِي الحد من وقوع الحوادث، فالطريق موازٍ لمصرف زراعي عميق، وهنا تكمنُ الأهمية الكبيرة والبالغة لإنارته، حتى تكون القيادة في الفترة الليلية آمنة ومطمئنة نوعا ما، مستشهدا بالكثير من الحوادث الدامية، التي وقعت عليه في السنوات الأخيرة، حيث فقدنا شبابا أعزاء بعضهم قضى غرقا داخل المصرف، إلى جانب مرور المركبات الثقيلة في الساعات الأولى من الصباح.إخفاء المصرفوأشار أحمد العطافي إلى أن الأهالي ومستخدمي هذا الطريق يشتكون من خطورة المصرف، الذي يمر على امتداد الطريق من بلدة المزاوي باتجاه الشرق مرورا بتقاطع بلدتي «المركز ـ الرميلة»، وانتهاء بمنطقة التشاليح شرق شمال مدينة العمران، حيث شهد هذا المصرف الكثير من حوادث انقلاب السيارات، راح ضحيتها الأبرياء بسبب سوء الطريق، مطالبا المؤسسة العامة للري بإخفاء المصرف تمهيدا لتطوير الطريق وتحويله إلى مسارين، لأهميته وللحركة المرورية المتنامية على مدار الساعة، مشيرا إلى أن الحل يكمن فقط في إخفاء المصرف للحفاظ على الأرواح والممتلكات، موضحا أن هذا الإجراء سيساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة والبلدات المحيطة بها، والقضاء على هذه المشكلة، التي نعاني منها منذ فترة كبيرة.السلامة المرويةوأضاف المواطن عبدالكريم الموسى إنه حينما يختفي ضوء النهار يتحول طريق بلدة المزاوي ـ المركز بالأحساء، الموازي لأكبر مصرف زراعي على مستوى الخليج العربي، إلى رعب للأهالي ومستخدميه حيث يصطاد أرواح المواطنين، لافتقاده أدنى اشتراطات السلامة المروية، كما أنه مسار واحد يلازم المصرف، الذي يصل عمقه إلى أكثر من 3 أمتار مغمور بالمياه، إلى جانب عبور المعدات الثقيلة في ساعات الصباح الأولى بشكل يومي، مضيفا إنه على الرغم من أهمية هذا الطريق، الذي يعتبر شريانا حيويا يقدم خدماته لـ 6 قرى، هي المزاوي، والساباط، والسيايرة، والمركز، والرميلة، والجشة، فيما زادت أهميته بعد أن أصبح معبرا لطريق مدينة العمران المؤدي إلى الطريق الدائري الخارجي المتقاطع مع طريق العقير الرابط مع طريق الخليج الدولي، وبالتالي تحول إلى مسار ليس فقط لأهالي تلك البلدات فحسب، بل لأهالي الأحساء القادمين من مدينتي الهفوف والمبرز المتجهين نحو بحيرة الأصفر والمنطقة المحيطة بها، ومن المتوقع ارتفاع نسبة الكثافة المرورية مستقبلا بعد افتتاح مستشفى العمران الجديد، وبالتالي يزيد من مخاوف الطريق.خطة شاملةوأعرب المواطن حسن الشقاق عن أمله في أن تكون هناك خطة شاملة تستند على دراسة ميدانية تفرز مشروعا متكاملا لتطوير تلك الطرق، خصوصا بعد اكتمال إخفاء المصارف والقنوات الزراعية، التي تعمل عليها مشكورة المؤسسة العامة للري، مقترحا أن يكون تطوير الطريق الرابط بين الهفوف وبلدة بني معن المؤدي إلى البلدات الشرقية، حيث هو مسار واحد ويحتاج إلى توسعة استبدال الطبقة الأسفلتية المهترئة الحالية، وكذلك رفع المطبات العشوائية غير النظامية والعمل على إنارته، ثم تحويله إلى مسارين ضمن خطة المشاريع المستقبلية للنهوض بهذه الطرق المهمة، التي سوف تخفف الضغط على الطرق العامة الأخرى خارج النطاق الزراعي، ويرى أن تطوير الطرق الزراعية بات أولوية مهمة، لأنها تحولت من طرق مؤدية إلى الحيازات الزراعية إلى طرق شريانية ناقلة ورابطة بين بلدات المحافظة مع بعضها من جهة، وبين مدينة الهفوف من جهة أخرى.جودة عاليةوطالب المواطن محمد الحمادة بتطوير الطرق الزراعية وتحويلها إلى مسارات نموذجية تنفذ بجودة عالية وبهندسة تتناسب مع البيئة الزراعية لتكون رافدا لشبكات الطرق العامة، مبينا أن دولتنا الرشيدة لا تألو جهدا في تطوير شبكات الطرق جميعها، مشددا على أن هناك مجموعة من الطرق الزراعية بحاجة ماسة للتطوير سواء في البلدات الشرقية أو الشمالية وعموم الواحة أيضا، من أهمها طريق المزاوي الرابط لتقاطع 4 بلدات هي المركز والرميلة والجشة المزاوي، كما تكمن أهميته بأنه الطريق الرابط إلى الطريق الدائري المؤدي إلى العقير والمنطقة الحيوية، التي فيها مدينة الملك عبدالله للتمور، وكذلك مستشفى جامعة الملك فيصل الجامعي، والمرافق الأخرى المهمة الواقعة على بداية طريق العقير، مبينا أن عملية التطوير تتطلب إخفاء أكبر مصرف زراعي في المحافظة، وتحويله إلى مسارين، فيما أشاد المواطن عبدالله البوعبدي، بتطوير عدد من الطرقات الزراعية، مطالبا بالتركيز على تطوير التقاطعات الزراعية الحيوية نظرا لأهميتها في تخفيف الاختناقات المرورية، ومنها التقاطع الزراعي لبلدة البطالية، خصوصا في وقت الذروة وهو ما يتطلب تطويره وتوسعته.
مشاركة :