رفض الجيش الوطني الليبي التهديدات التركية بإرسال قوات عسكرية لدعم حكومة «الوفاق»، ورداً على تصريحات إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية أمس بأنه ربما يتعين على تركيا إعداد مسودة قانون يتيح إرسال قوات إلى ليبيا، قال مسؤول عسكري ليبي لـ «الاتحاد» إن قوات الجيش الليبي مستعدة لصد العدوان التركي على ليبيا، مؤكدا التفاف أبناء الشعب الليبي واصطفافهم بشكل كامل خلف القوات المسلحة لمواجهة أي قوات عسكرية تركية تتواجد في التراب الليبي. وأشار المسؤول الليبي إلى صدور تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بالتعامل بشكل مباشر مع أي قوات تركية يتم إرسالها إلى المدن الليبية. وكان كالين قال أمس إنه ربما يتعين على تركيا إعداد مسودة قانون يتيح إرسال قوات إلى ليبيا وإن برلمانها يعمل على هذه المسألة وذلك بعد توقيع أنقرة على اتفاقية للتعاون العسكري مع طرابلس الشهر الماضي. وقال كالين في مؤتمر صحفي في أنقرة «ربما تكون هناك حاجة لتفويض يتماشى مع التطورات هناك.. البرلمان يعمل على هذا الأمر». وأضاف «سنستمر في دعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا. هذا الدعم قد يكون على شكل تدريبات عسكرية أو في مجالات أخرى مثل الدعم السياسي». من جانبها، أفادت وكالة «بلومبرج» للأنباء نقلا عن وسائل إعلام تركية قولها إن حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان يقوم بإعداد هذا المقترح لطرحه للنقاش أمام البرلمان. وفي هذا الإطار، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي إن الجيش الليبي سيدخل إلى قلب طرابلس، مؤكداً أن التهديد التركي لا يحرك شعرة واحدة في رؤوس الشعب الليبي. ووصف التكبالي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» حكومة الوفاق الليبية بـ«الخائنة» لشعبها وتاريخها وستذهب إلى غير رجعة وستتم محاكمتها فرداً فرداً بتهمة الخيانة العظمى. على صعيد آخر، شنت طائرات حربية تابعة للجيش الليبي غارات جوية على مواقع وتمركزات الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في طريق المطار الرابط بين وسط طرابلس ومطار طرابلس الدولي جنوب المدينة. وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» إن ثلاث غارات جوية نفذها الجيش الليبي ضد ميليشيات الوفاق بالقرب من منطقة عيادة العافية، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات متقطعة في المنطقة بين قوات الجيش الليبي ومسلحي الوفاق. وأكدت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي تدمير سلاح الجو لعربة مدرعة تركية على محور طريق المطار. وحققت قوات الجيش الليبي تقدمات ملموسة في محاور صلاح الدين والخلة، وذلك وسط قصف قوات الجيش الوطني لمواقع مسلحي الوفاق في محور وادي الربيع. وسياسياً، دعت السفارة الأميركية لدى ليبيا الأطراف المتنازعة لحماية استقلال البلاد بدلا من فتح الأبواب للاستغلال الأجنبي. وأشارت السفارة في تغريدة نشرتها بمناسبة حلول ذكرى الاستقلال الـ68 في ليبيا إلى أنها ملتزمة بسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، مُضيفة أنه حان الوقت للقيادة الليبية الشجاعة لحماية الاستقلال. وطالبت السفارة الأميركية أطراف القتال الدائر لوقف التصعيد واتخاذ خطوات جادة نحو حل الصراع وإنهاء الأزمة. وأكد البرلمان الليبي أن ليبيا لن تكون إلا مقبرة للمستعمرين كما كانت عبر التاريخ، لافتا إلى أن استقلال البلاد تحقق بإيمان الشعب الراسخ بوحدة بلاده واستقلالها وسيادتها. وقال البرلمان الليبي في بيان له، بمناسبة الذكرى الـ 68 لاستقلال ليبيا «إن هذه الذكرى الخالدة تمر اليوم في الوقت الذي يواجه فيه الوطن تحديات جسام من أطماع خارجية عدة في ثروات ليبيا وخيرات شعبها من الحالمين بعودة المستعمر والعملاء ومَن باعوا الوطن». وأكد البرلمان الليبي «أن أحفاد المجاهدين الأوائل من أبناء الشعب الليبي الذين سطروا ملاحم العزة والشرف في مواجهة الإرهابيين والمتطرفين قادرون على التصدي لأي مشروع استعماري والحفاظ على سيادة ليبيا وكرامتها وسلامة أراضيها». بدوره أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو عن تحضيرات لما وصفه بالمهمة الأوروبية بقيادة الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية جوزيف بوريل مع وزراء خارجية دول أوروبية حول الأزمة في ليبيا. وأشار وزير الخارجية الإيطالي في تصريحات صحفية إلى أن الوضع في ليبيا مشابه لما حصل في سوريا منذ ثماني سنوات حيث تشهد حربا بالوكالة معرباً عن قلقه من ذلك، لافتا إلى أن بلاده تشارك في التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين، إذ تتواصل مع البلدان المؤثرة على الأطراف الليبية لتسمية أعضاء لجنة ما يسمى المؤتمر الليبي - الليبي وهي المرحلة التي تسبق مؤتمر برلين. القاهرة: توافق مع موسكو على أهمية تفادي تفاقم الوضع في ليبيا أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي «سيرجي لافروف»، وذلك في إطار التشاور المستمر بشأن القضايا التي تهم البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزيري الخارجية تبادلا الرؤى حول آخر مُستجدات قضايا المنطقة، وفي مُقدمتها الشأن الليبي، لا سيما في ظل توقيع مُذكرتيّ التفاهم بين الحكومة التركية و«فايز السراج» مؤخراً. وأوضح حافظ أن الاتصال تضمن التأكيد كذلك على أهمية العمل نحو تفادي أي تفاقم للوضع هناك، والدفع قدماً بجهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية، بما في ذلك مسار برلين السياسي، وبما يُسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. وفي نفس السياق، أضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شُكري تناول مستجدات الوضع في المشهد الليبي في اتصالات هاتفية مع كلٍ من مستشار الأمن القومي الألماني «يان هاكر»، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا «غسان سلامة»، حيث بحث وزير الخارجية مع المسؤول الألماني آخر تحضيرات مسار برلين السياسي حول ليبيا، كما تناول مع المبعوث الأممي سُبل دفع الجهود الأممية للتوصل إلى تسوية شاملة لكافة أوجه الأزمة الليبية.
مشاركة :