مقتل 15 من أفراد الأمن بهجوم على نقطة تفتيش في أفغانستان

  • 12/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال مسؤولون محليون أمس إن متشددي حركة طالبان نصبوا كمينا عند نقطة تفتيش حكومية في إقليم بلخ بشمال أفغانستان فقتلوا ما لا يقل عن 15 من أفراد قوات الأمن، وذلك في أحدث فصول سلسلة متصاعدة من هجمات المسلحين. وبعد أكثر من 18 عاماً على إطاحة قوات تقودها الولايات المتحدة بنظام حكم طالبان، تتكبد القوات الأفغانية خسائر بشرية قياسية فيما يحذر مسؤولون أفغان وأميركيون من أن الخسائر لا يمكن أن تستمر. وعلى الرغم من تراجع القتال خلال فصل الشتاء بسبب تساقط الثلوج بكثافة في الجبال التي عادة ما يستريح فيها مسلحو طالبان ويعيدون تنظيم صفوفهم قبل هجومهم السنوي في الربيع، لا تزال الهجمات على نقاط التفتيش الأمنية الأكثر عرضة للخطر مستمرة على مستوى البلاد. وقال محمد يوسف، حاكم منطقة دولت أباد التي وقع فيها الهجوم، إن العشرات من مقاتلي طالبان استهدفوا نقطة تفتيش يحرسها جنود أفغان وعناصر من المخابرات وقتلوا 15 شخصا. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأفغانية أن سبعة جنود قُتلوا. ولا تميل الوزارة إلى الكشف عن أعداد ضحايا القتال مع طالبان على وجه الدقة. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنها قتلت ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن وأسرت أربعة آخرين كما أصيب ستة. وكثيرا ما تبالغ الحركة في حجم الخسائر التي تلحقها بالقوات الحكومية الأفغانية. وتستعد القوات المحلية والغربية لأشهر عنيفة مقبلة. والشتاء في العادة يؤذن بتباطؤ ما يسمى «موسم القتال»، حيث يعود مقاتلو طالبان إلى قراهم لأن الثلج والجليد يجعلان من شن الهجمات أمرا أكثر صعوبة. ولكن في السنوات القليلة الماضية لم يعد هناك فرق في شدة القتال بين فصل وآخر إذ يواصل المسلحون شن هجماتهم على القواعد والحواجز طوال العام. وأمس هاجم مسلحو طالبان قاعدة عسكرية مشتركة في منطقة دولت آباد في ولاية بلخ بالقرب من الحدود مع أوزبكستان، بحسب وزارة الدفاع الأفغانية. والقاعدة تستخدم مناصفة بين الجيش والإدارة الوطنية للأمن أي الاستخبارات الأفغانية. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان «نتيجة هذا الهجوم قتل سبعة جنود في الجيش الافغاني وجرح ثلاثة آخرون. كذلك أصيب ثلاثة من موظفي المديرية الوطنية للأمن بجروح». ووفقاً لمسؤولي الاستخبارات الألمان في معسكر مارمال، وهي قاعدة تديرها ألمانيا خارج مزار الشريف في بلخ بالقرب من المكان الذي وقع فيه هجوم أمس، فقد شهد شهر يناير الماضي أكبر عدد من الهجمات في الشمال. وقال مسؤول لوكالة فرانس برس خلال زيارته الأخيرة «إذا لم يكن هناك تغيير في اللعبة على المستوى الاستراتيجي (هذا العام)، فسيكون الشتاء حارا». وأضاف «نتحدث عما متوسطه عشرات الحوادث الأمنية يومياً» في مناطق قيادة حلف شمال الأطلسي الشمالية هذا الشتاء. وبعكس ما هي الحال في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين، واللتين تسكنهما غالبية من اتنية الباشتون، فإن المناطق الشمالية تسكنها غالبية من الأوزبك والطاجيك. وقال مسؤول عسكري ألماني إن السكان ينضمون لطالبان لمجرد الحصول على المال، وفي بعض الحالات يكون للعائلة عضو في طالبان وآخر في قوات الأمن الأفغانية. وقال الضابط «في كثير من الأحيان فإن العائلات تربطها علاقات بالطرفين لأنه إذا سرت في طريقين مختلفين تكون لديك خيارات أكبر». وفي أكتوبر، على سبيل المثال، قال مسؤولون محليون إن طابورا من مئات مقاتلي طالبان على دراجات نارية هاجم مقراً للشرطة في شمال بلخ بالقرب من الحدود الأوزبكية، واستولى عليه لفترة قصيرة. ومنذ 2015، قام فريق بقيادة ألمانية مقره في كامب مارمال بتدريب ضباط أفغان بارزين عسكريا على أمل أن يتمكنوا من الإشراف على جيش أفغاني مستقل لهزيمة طالبان من دون مساعدة غربية. ويرغب حلف شمال الأطلسي في التخلص التدريجي من الفساد العميق والتكتيكات وطرق تفكير الجيل الأقدم من القادة والتي تعود إلى الحقبة السوفياتية. وقال العقيد الألماني أوليفر إسدار، الذي يقود مهمة التدريب والمشورة، «مستوى الفساد الآن أقل مما كان عليه في السنوات السابقة»، مشيراً إلى أن قوات المشاة تعمل على تحسين وتنفيذ عمليات معقدة تشمل الدعم الجوي والمدفعية. ومع ذلك، أصرت القوات الأميركية والأجنبية لسنوات على أن القوات الأفغانية تتحسن رغم خسارتها أراضي لصالح طالبان وتكبدها خسائر جسيمة في الأرواح. وقُتل عشرات الآلاف من قوات الأمن الأفغانية في عمليات قتالية منذ نهاية 2014، في ما اعتبر كارثة أجبرت الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما على وقف انسحاب القوات الأميركية. ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة أخرى لخفض انتشار القوات الأميركية في أفغانستان، حتى قبل التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطالبان.

مشاركة :