بيروت 24 ديسمبر 2019 (شينخوا) تتكبد فنادق لبنان في ظل عدم الاستقرار الحالي في البلاد خسائر فادحة بسبب غياب السياح خلال موسم الأعياد المتمثل بعيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة . وقد قامت معظم الفنادق في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية بإخراج بعض الطبقات والأجنحة فيها من الخدمة لتخفيض نفقاتها بينما لجأت فنادق أخرى إلى خفض رواتب موظفيها. وصرح رياض بريش مدير مكتب الاستقبال في فندق "كافالييه" في منطقة "الحمرا" السياحية والتجارية في بيروت لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الاحتجاجات الجارية في البلاد دفعت الكثير من السياح إلى إلغاء حجوزاتهم خلال موسم الأعياد. وقال بريش "كان لدينا معدل حجز بنسبة 100 في المائة في بداية الاحتجاجات ، لكن بعد ذلك تم الغائها خوفا من الوضع الحالي غير المستقر في البلاد". وأضاف أن نسبة الإشغال في فندقه تبلغ حاليا 30 في المائة فقط على الرغم من سياسة خفض الأسعار التي اعتمدتها إدارة الفندق لجذب النزلاء. ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية وتظاهرات واعتصامات ضد الطبقة السياسية الحاكمة مما أدى إلى استقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري. وقد جرى مؤخرا تسمية رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة لاستعادة الثقة بالبلاد واستعادة دورة الحياة الاقتصادية التي تعاني من الشلل والجمود. وكانت الاحتجاجات قد بدأت بطريقة سلمية ولكنها ترافقت بعد ذلك مع قطع الطرق وإغلاق الشوارع ووقوع صدامات بين مناصري الأحزاب السياسية والمتظاهرين والجيش الذي يحاول تجنيب البلاد الدخول في الفوضى. وقال بريش "لقد أثر الوضع الأمني سلبا على القطاع الفندقي" مشيرا إلى أن انخفاض الأعمال أجبر إدارة الفندق على خفض رواتب الموظفين بنسبة 33 في المائة ثم إلى 50 في المائة. وأضاف بلال حمود مدير فندق "غولدن توليب سيرينادا" إن فندقه لم يعمد حتى الآن إلى خفض رواتب الموظفين ، لكنه يخطط للقيام بذلك إذا ظل الوضع على حاله. وأضاف "نستخدم حاليا أموالنا الخاصة لأننا لا نحقق أي إيرادات لكن سيتعين علينا خفض الرواتب في وقت قريب". وذكر حمود أنه تم إلغاء جميع الحجوزات من قبل السياح بسبب الوضع الأمني غير المستقر. وأوضح " إننا غير قادرين على تغطية نفقاتنا واضطررنا إلى إغلاق بعض الطبقات لخفض نفقاتنا". وفي صناعة السياحة في لبنان ، يعتبر عيد الميلاد وعيد السنة الميلادية الجديدة من أكثر الفترات ازدحاما في العام في لبنان بزواره من جميع أنحاء المنطقة العربية لقضاء عطلاتهم ، حيث يمكنهم التزلج والاستمتاع بمجموعة واسعة من الأنشطة. ومع ذلك أكد رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر أن هذا العام يبدو مختلفا عن جميع الأعوام السابقة. وقال اشقر ، مالك فندق" مونرو" في بيروت وفندق برنتانيا في جبل لبنان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن لديه في الفندقين بضعة نزلاء. وأشار إلى أن القادمين إلى لبنان في الوقت الحاضر هم أولئك الذين يزورونه لأغراض معالجة مشكلات تجارية ومالية مع مصارف البلد التي تضع سقوفا لسحب ودائعهم. وقال أشقر إنه قام شخصيا بتوزيع العمل نوبات بين موظفي فندقيه ليتمكن من خفض تكاليفه والحفاظ على العمليات فيهما على أمل أن يتحسن الوضع في الشهرين المقبلين. وأضاف " إذا لم يتحسن الوضع أتوقع إغلاق العديد من الفنادق في لبنان على أن تتم إعادة فتح بعضها في بداية الصيف". وقال أشقر إن بعض الفنادق الكبيرة قد نقلت موظفيها إلى فروع أخرى في الدول العربية في محاولة للتغلب على الأزمة الحالية دون الاستغناء عن موظفيها. ودفع الوضع المتدهور شركة "طيران الشرق الأوسط" الناقل الوطني اللبناني إلى خفض أسعار تذاكرها بنسبة 30 بالمائة لتشجيع الناس على زيارة لبنان. وكان تقرير صادر عن هيئة الطيران المدني قد سجل انخفاضا في عدد المسافرين الى لبنان بنسبة 30 بالمائة في شهر نوفمبر الماضي وسط الاحتجاجات الجارية في البلاد. كذلك أطلق وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أفيديس كيدانيان مبادرة طلب فيها من المطاعم والفنادق والشقق المفروشة وشركات تأجير السيارات تخفيض أسعارها في محاولة لاستعادة النشاط السياحي في البلاد. يذكر أن لبنان كان وضع في المرتبة 13 من بين 20 دولة على قائمة أفضل الوجهات لقضاء موسم الأعياد في العام 2020./نهاية الخبر/
مشاركة :