لم تأبه ببرودة الطقس والسحب الرعدية التي تتعرض لها مدينة تبوك السعودية ..إنها إمرأة عجوز في عقدها الخامس تخرج كل يوم في الصباح الباكر سعيا علي رزقها حيث بيع الشاي والقهوة للتكسب الحلال.إم عبد الرحمن صاحبة الخمسين عاما او أكثر قليلا ..تبدأ يومها لتجهيز أدواتها من ترامس الشاي والقهوة، وتجلس على الرصيف رغم صقيع الصباح؛ لكنها تجد الدفء في كسب عيشها وسعادة الناس التي تقابلهم ويبادلونها الاحترام كأم فاضلة سعَت بكل جد لكسب قوت أسرتها وفقا لما روته صحيفة سبق السعودية.وفي معرض حديثها والتي وافقت عليه على مضض وبكلمات يعتصرها الألم قالت : "أنا أُمّ لبنات، وأعول أسرتي، ولا دخل لنا، بحثتُ عن وظيفة ولم أجد؛ فوجدتها فكرة جميلة أن أجد لي مصدر دخل يكفي حاجتي ويُغني عن سؤال الناس".واستطردت حديثها الملئ بثقة في الله قائلة: "أهل الخير في هذه البلاد كثر؛ ولكننا نحن مستورين ولله الحمد، ولا نسأل أحد ليقيني بأن الله سيُغنينا من فضله".وختمت حديثها قائلة : أبيع هنا في كل يوم الشاي بأنواعه والكرك والقهوة والحليب بالزنجبيل، والحمد لله أجد زبائن يفضلون مشروباتي عن أكشاك القهوة ومحلات بيع المشروبات الساخنة، ولم أجد مضايقة من الناس؛ بل بالعكس وجدت كل تشجيع وترحيب.