بدأت مراسم تشييع رئيس الأركان الجزائري الراحل الفريق أحمد قايد صالح؛ رجل البلاد القوي منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بوصول جثمانه إلى «قصر الشعب».وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد ظهر في لقطات بثها التلفزيون الحكومي نعش قايد صالح الذي توفي بسكتة قلبية أول من أمس الاثنين، عند وصوله في الساعة السادسة والنصف بتوقيت غرينيتش إلى «قصر الشعب»، يحمله عدد من الضباط وقد لُفّ بعلم الجزائر، ليتاح للجزائريين وداعه.وكان رئيس الأركان بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة ومسؤولون آخرون حاضرين عند وصول الجثمان إلى المبنى القديم الذي كان مقراً للحكام العثمانيين وبني في القرن الثامن عشر.وانحنى الرئيس عبد المجيد تبون أمام النعش قبل أن يقدم تعازيه لأفراد عائلة الفريق صالح.وتجمع آلاف الجزائريين اليوم لتشييع قائد الجيش القوي في البلاد الذي شارك في حرب الاستقلال عن فرنسا وهو شاب وأصبح هذا العام الزعيم الفعلي للبلاد.وتوفي الفريق أحمد قايد صالح فجأة نتيجة أزمة قلبية يوم الاثنين عن 79 عاماً بعد أن رسم سياسة الدولة رداً على احتجاجات شعبية استمرت على مدار العام مطالبة بتغيير شامل للنخبة الحاكمة.وقال عبد السلام سلامي (52 عاماً) الذي يعمل بقطاع الاتصالات في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» للأنباء من «قصر الشعب» بالعاصمة: «فعل الصواب حين أمّن عشرات الملايين في مسيراتهم من أجل التغيير منذ 10 أشهر».وعندما بلغت الاحتجاجات ذروتها في أبريل (نيسان) الماضي دعا قايد صالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؛ حليفه منذ فترة طويلة، إلى التنحي، مما دفع بالرئيس للاستقالة بعد فترة وجيزة.ورغم تعيين رئيس مؤقت، فإنه كان ينظر لقايد صالح على أنه الممسك بزمام الأمور في البلاد. ولم يَسْعَ لسحق الاحتجاجات السلمية بالعنف، لكن كثيراً من المتظاهرين عدّوه العقبة الرئيسية في طريقهم.وضغط قايد صالح من أجل إجراء انتخابات لاختيار خليفة لبوتفليقة، وجرت انتخابات عدّها المحتجون مسرحية؛ إذ إن السلطة الحقيقية ظلت بيد الجيش. ورددوا هتافات تقول: «مدنية لا عسكرية» وطالبوا باستقالة قايد صالح.وبعد انتخاب تبون رئيساً طلب من قايد صالح الصعود على المسرح حيث يؤدي اليمين الدستورية، وعانقه وكرمه بتقديم «وسام الاستحقاق» له.وتوفي القائد العسكري المخضرم بعد ذلك بأربعة أيام، وسارع تبون إلى تعيين سعيد شنقريحة قائد القوات البرية خلفاً له.وشنقريحة مثل قايد صالح وأغلب حكام الجزائر منذ الاستقلال من المحاربين القدامى ضد الاحتلال الفرنسي.
مشاركة :