غزة – قنا أكدت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس” أنه لا يمكن إجراء الانتخابات الفلسطينية من دون مشاركة القدس المحتلة فيها. وقال السيد صلاح البردويل، القيادي بالحركة في مؤتمر صحفي، اليوم: "سنفرض عملية الانتخابات فرضا ونحول القدس والانتخابات فيها لحالة اشتباك سياسي وميداني وشعبي، وليصدر المرسوم الرئاسي فورا دون انتظار موافقة الاحتلال". ودعا البردويل إلى ضرورة أن يصدر الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بإجراء الانتخابات الفلسطينية فورا دون انتظار الإذن من سلطات الاحتلال بإجرائها في مدينة القدس المحتلة.. مؤكدا أن استثناء القدس من أي عمل سياسي أو انتخابي أو غير ذلك أمر مستحيل لا يقبله أي فلسطيني. وفي “رام الله” بالضفة الغربية، أكد السيد أسامة القواسمي عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة “فتح” أن "إجراء الانتخابات دون القدس يعني الانزلاق في “صفقة العار” الصهيوأمريكية، والإقرار والاعتراف بالقرارات الباطلة"، في إشارة إلى ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وقال القواسمي، في بيان صحفي اليوم، إن "قضية القدس ليست لعبة أو ملفا يقبل التأويل والتفسير الحزبي، وإنما قضية وطنية مقدسة لا نقبل أن تخضع لمسار الابتزاز والضغط من الأقرباء والأعداء، وهي قضية الوجود والهوية الوطنية الفلسطينية، ومن أجلها نخوض كل المعارك ونضحي بالغالي والنفيس".. مضيفا أن العملية الانتخابية ليست تصويتا فقط، وإنما عملية مستمرة متكاملة من لحظة إصدار المرسوم، وما يتخلل ذلك من إعادة تحديث لبيانات لجنة الانتخابات، وتحديد مواقع ومراكز الانتخابات والعملية الدعائية وغيرها من الإجراءات. وأوضح أن إصدار المرسوم دون إزالة العقبات التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي كما جرى في أعوام 1995، و2005، و2006، يعني الانزلاق نحو إجراء الانتخابات دون القدس، والبحث عن أنصاف الحلول، وحينها سيبدأ الضغط على القيادة الفلسطينية لإجرائها بأي ثمن، بدلا من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإزالة حواجزه وموانعه وعوائقه. وقال القواسمي إن حركة “فتح” ترفض أن تضع ملف القدس في زاوية المغامرة أو المقامرة السياسية بأي شكل من الأشكال، "ونريد من ملف الانتخابات أن يكون بوابة للاتفاق وليس الخلاف الداخلي". يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في 26 من سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه سيدعو إلى انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة. وجاء ذلك بعد أيام من طرح مبادرة الفصائل الفلسطينية الثماني، ومنها فصائل في منظمة التحرير، لإنهاء الانقسام. وأجريت آخر انتخابات تشريعية فلسطينية في مطلع عام 2006، وأسفرت حينها عن فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالأغلبية البرلمانية، وقبل ذلك بعام أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس محمود عباس.
مشاركة :