مازالت الجماعات الإرهابية والعناصر الضالة تحاول بين الفينة والأخرى ممارسة خططها الخبيثة التي باتت مكشوفة لجميع مكونات الشعب السعودي الذي يعرف تماما ما يحاك ضد الوطن ومواطنيه, فالعملية الانتحارية التي استهدفت مسجدا في بلدة "القديح" في محافظة القطيف جاءت لتؤكد على الفكر الباغي الذي يحاول زرع الفتنة وشق الصف بين نسيج المجتمع السعودي الذي أحبط وأغاظ الأعداء بوقوفه صفا واحدا متحدا ومنددا بهذه الممارسات الإجرامية البعيدة عن الدين الإسلامي في العديد من الأحداث. هذه المحاولة الآثمة من عناصر التطرف والإرهاب انكشف هدفها الرئيس لدى كافة مواطني المملكة "المتلاحمين" منذ الوهلة الأولى لوقوعها والتي تسعى إلى جر المجتمع للاقتتال فيما بينهم لكن ألاعيب "الخونة" لم تنطلي على المجتمع السعودي حيث غصت منابر وسائل التواصل الاجتماعي باستنكار شعبي واسع لهذا الاعتداء الآثم الذي استهدف مواطنين أبرياء. وتعد هذه الأساليب التي استخدمها" المارقون" الذين جاؤوا لتنفيذ أجندات جهات خارجية استغلت جهلهم وضعف بصيرتهم وهوانهم اتجهوا أخيرا نحو إحداث القلاقل وزرع الفتنة بين مكونات الشعب السعودي وذلك من خلال العملية الإجرامية الجبانة في بلدة "القديح" ومن خلالها أرادوا بث روح الكراهية والبغضاء والانتقام بين الطوائف في المملكة العربية السعودية والتي عُرفت تاريخيا بالتلاحم والتآخي منذ تأسيس وطننا الأبي على يد مؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله- الذي أسسه على أركان قويمة ثابتة منبعها الكتاب والسنة المحمدية المطهرة والتي حرمت إزهاق أرواح المسلمين المعصومة بعصمة الإسلام. وتؤكد الأحداث المختلفة التي مرت ويمر بها الوطن حقيقة التلاحم والوحدة والالتفاف بين القيادة والشعب منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والى يومنا هذا, حيث أن المملكة العربية السعودية تأسست على ركن قويم من قيادة رشيدة تستمد قوتها من كتاب الله والسنة النبوية المطهرة وشعب بايعها على تطبيق شرعه وما الحادثة التي مرت من اغتيال غادر لأبرياء في بلدة "القديح" إلا محاولة فاشلة ضمن محاولات تكن الحقد والحسد لما تنعم به المملكة من نعم على رأسها الأمن والأمان في الوقت الذي نرى دولا من حولنا يُتخطف فيها الناس، وصراع مرير بين طوائف وفصائل كل يدعي الحق له, فالأيادي الآثمة التي امتدت لأناس عزل وفي ظرف محدد دليل على أن العمل الاجرامي ليس بعيدا عما يحاك للمنطقة عامة من محاولة تدمير وفوضى لتمرير اجندات خارجية تسعى لتمزيق هذا البلد المبارك والذي يمثل ثقلا اقليميا وعربيا واسلاميا وعالميا, فوطننا ما كان ليصل الى ما وصل اليه لولا تضافر جهود جميع أبنائه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا والذي شارك أباءهم وأجدادهم في بناء هذه المملكة في ظل وحدة الكلمة وكلمة التوحيد تحكمهم قيادة رشيدة تمثلت بملوك كرام عبروا بسفينة الوطن أمواجا متلاطمة لتصل –بفضل الله- شاطئ الأمان، لينعم الجميع ببلد آمن مطمئن تأتيه الخيرات من كل مكان. وتمثل الحادثة الأخيرة خطورة كبيرة يجب التعامل معها بحكمة وتروية من خلال قادة الرأي الذي ينبغي عليهم لعب دور في هذا الموضوع من خلال توعية الأفراد عن أهداف الجهات الخارجية التي تريد إحداث القلاقل في بلاد الحرمين الشريفين مع التركيز في الفترة الحالية على إغلاق كل باب طائفي وتفعيل المشاركة المجتمعية في هذه القضية ومهما تكن الواقعة هي جريمة جنائية فردية أو جريمة سياسية منظمة يجب الالتفاف من الجميع لنكن يدا واحدة ضد أعدائنا الذين يكيدون لنا المكائد.
مشاركة :