برد الشتاء وغلاء الإيجار يفتكان بالنازحين من حرب طرابلس

  • 12/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس -أ ف ب: في قلب العاصمة الليبية لجأت ليلى محمد وأطفالها السبعة إلى إحدى الشقق في مشروع سكني لم يكتمل إنشاؤُه هربًا من القذائف التي أمطرت منطقة الخلة، حيث منزلها جنوب العاصمة طرابلس. تعد هذه المنطقة مسرحًا للأعمال العسكرية وتتقاسم السيطرة عليها قوات حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة والقوات الموالية للمشير خليفة حفتر التي تشنّ هجمات منذ الرابع من أبريل للسيطرة على طرابلس. هربت ليلى على عجل دون أن يتسنّى لها حمل أي من مُقتنيات منزلها. بدأت رحلة من العذاب والتعب مُتنقلة من منزل لآخر، لتصبح أسيرة جشع أصحاب الشقق التي يؤجّرونها لمن يدفع أكثر. تقول ليلى داخل شقة أغلقت أبوابها ونوافذها بورق الكارتون والخشب المُهترئ فسادتها ظلمة وبرودة تُشبه ما تراه داخل مغارة، «لجأت إلى هنا مرغمة، ليس بيدي حيلة، بعد نزوحي من منزلي». وأضافت في حديثها «إيجار المنازل استنفد كل أموالي ما اضطرني اللجوء إلى هذا المكان.. هنا نعيش مثل الحيوانات لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي.. كل ما نريده حياة تليق بالبشر«. ومضت بقولها «برد الشتاء فتك بنا في ظل عدم وجود أبواب، وابني الصغير يُعاني من مرض مزمن في صدره، ونتيجة الغبار والتلوث كاد يموت اختناقًا لولا لطف الله ونقله للمستشفى بسرعة». وتقطن أكثر من 170 عائلة نازحة في المشروع السكني الحكومي المكون من 150 وحدة سكنية موزّعة على 6 عمارات توقف العمل فيها عام 2008 بسبب مشاكل فنية ونزاعات حول الملكية. ولا تختلف حالة سميرة كثيرًا عن حالة ليلى، فهي امرأة متزوجة وأم لأربعة أطفال، اختارت غرفة صغيرة بجانب العمارات السكنية. وقالت سميرة «لقد فضلت العيش في غرفة صغيرة بجانب عمارة لأشعر وأطفالي بالدفء. العيش في شقة بدون نوافذ وأبواب ستجعلنا وكأننا نعيش في ثلاجة مع برد الشتاء «. لا تتعدى مساحة الغرفة ثمانية أمتار مربعة، ساعدها أحد أهل الخير في تركيب نافذة وباب لها. وعلى الرغم من معاناتها فهي راضية كونها لا تدفع مالًا مقابل إقامتها. وقالت «بالرغم من أن المكان غير صالح للعيش، لكني هنا لا أحتاج لدفع إيجار وبالتالي أعدها فرصة من السماء، بالرغم من معاناة جلب المياه وقضاء الحاجة في غياب المرافق». وسميرة هي «النازحة الأخيرة من منطقة الخلاطات، بعدما خرج كل السكان وصارت مهجورة»، على حد قولها. وأردفت «سقوط صاروخ قرب منزلي دفعني للمغادرة فورًا في الليل بعد أن بقيت فيه على الرغم من مسلسل الرعب الذي شهدناه طيلة الأشهر الماضية نتيجة أصوات الاشتباكات القريبة». ويرى سالم شطي، رئيس لجنة النازحين بالموقع السكني، أنّ التكافل الاجتماعي الذي تفاعل معه سكان طرابلس، خفّف من أعباء تقديم وتوفير متطلبات النازحين. وقال سالم شطي «بسبب النازحين هنا تشكّل تكافل اجتماعي كبير دفع العديد من الناس للتوجه إلى هذه العمارات السكنية، وتوفير الغذاء والدواء وبعض الأغطية والمُستلزمات غير الغذائية شعورًا منهم بإخوتهم».

مشاركة :