انتفضت إحدى القبائل اليمنية في مديرية العدين الواقعة غرب محافظة إب ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، احتجاجا على مقتل مواطن من أبنائها بدم بارد على يد قيادي حوثي بارز في أحد شوارع المدينة.وأفادت مصادر محلية في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحين قبليين من أسرة بيت الشهاري ومجاميع مسلحة أخرى موالية لهم من القبائل الأخرى، احتشدوا في مديرية العدين وقطعوا الطريق الرابطة بين العدين ومدينة إب، وهي أيضا طريق رئيسية تربط بين محافظتي إب والحديدة.وقالت المصادر إن المسلحين احتشدوا بالتزامن مع قدوم القيادي الحوثي أبو بشار الشبيبي ومعه عشرات المسلحين الحوثيين إلى المدينة بعد يوم واحد من قتلهم غدرا المواطن جميل عبد القادر الشهاري وسط مدينة العدين.وفي الوقت الذي تواصل فيه قبيلة «بيت الشهاري» بالعدين عمليات التحشيد واستقبال مقاتلين انضموا إليها من مناطق أخرى، استعدادا لمواجهة مرتقبة مع ميليشيات الحوثي، ما يزال المسلحون التابعون للقبيلة نفسها يقطعون الخط الرئيسي الرابط بين مدينتي إب والعدين.وتحدثت المصادر عن فشل وساطة محلية بإقناع قبيلة بيت الشهاري بفتح الطريق. في حين أكدت أيضا أن ذلك يأتي وسط مطالبات محلية واسعة بالقبض على قتلة الشهاري ومحاسبتهم وإنزال أقسى العقوبات بحقهم.وكان القيادي الحوثي شاكر الشبيبي المعين من قبل الجماعة مديرا لأمن مديرية العدين، أقدم قبل ثلاثة أيام على قتل مواطن من أبناء قبيلة بيت الشهاري، رميا مباشرا بالرصاص.وأوضح سكان محليون في العدين لـ«الشرق الأوسط» أن حادثة القتل، التي وصفوها بـ«الغادرة»، وقعت أمام المئات من الأهالي، وأثناء توجه المجني عليه لأحد محلات الصرافة في الشارع العام بالمدينة لتسلم حوالة مالية لاحقته رصاصات القيادي الحوثي من الخلف وأردته قتيلا.وذكر السكان أن مقتل الشهاري جاء عقب بلاغ كيدي ووشاية كاذبة من أحد جيرانه الموالين للجماعة الحوثية. وأشاروا إلى أن القيادي الحوثي الشبيبي فر من المديرية عقب ارتكابه الجريمة والتجأ إلى قيادات الحوثي في مركز محافظة إب لحمايته، خصوصا بعد أن تداعى أهالي القبيلة بمنطقة «حدبة» في العدين وباشروا بتحشيد مقاتليهم للمطالبة بالقصاص للمجني عليه.وعلى صعيد متصل، حملت قبيلة الشهاري القيادات الحوثية في إب مسؤولية مقتل أحد أبنائها وما سيترتب حيال تلك الجريمة من إجراءات وخطوات تصعيدية قادمة.ويسود في الوقت الحالي - بحسب المصادر - سخط كبير بين أفراد القبيلة الذين يتوعدون الميليشيات الانقلابية بدفع الثمن غاليا إزاء تلك الأعمال الإجرامية التي تمارسها بحقهم وبحق أبنائهم دون مبررات.وتعد هذه الجريمة واحدة من بين مئات الجرائم التي ارتكبتها عناصر وقيادات الميليشيات الحوثية بحق اليمنيين، منذ اجتياحها صنعاء ومدن يمنية أخرى من بينها محافظة إب.وبحسب تقارير محلية عدة، فقد ارتفعت وتيرة الجرائم الجنائية، وعلى رأسها جرائم القتل في عدد من مديريات وقرى وعزل محافظة إب، نتيجة لانتشار السلاح، وتدهور الحالة الأمنية بفعل الانقلاب الحوثي واجتياح ميليشياته للمحافظة وممارستها لكل أساليب وسياسات القتل والقمع والعبث والنهب والسطو والتدمير الممنهج لكل مقومات الدولة ومقدرات أبناء المحافظة.وفي أحدث تقرير حقوقي، رصدته شبكة حقوقية غير حكومية، كشف عن أكثر من 260 انتهاكاً بينها 31 حالة قتل ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في 6 محافظات يمنية.ومن بين تلك المحافظات، التي رصدت الشبكة فيها انتهاكات وجرائم الميليشيات الحوثية، محافظة إب، بالإضافة إلى خمس محافظات أخرى هي: «تعز والحديدة والضالع وصنعاء والجوف».
مشاركة :