حذرت وزارة الصحة من النظر إلى أشعة الشمس في سماء المملكة أثناء حدوث ظاهرة الكسوف الحلقي صباح اليوم الخميس. وبينت "الصحة" في رسالة "انفوجرافيك" توعوية نشرتها عبر حسابها بتويتر، أن النظر لأشعة الشمس يسبب تشوهاً في الرؤية أو تغيراً في اللون قد يحدث ضرراً مع مرور الزمن، مشيرةً إلى أن النظر مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف دون حماية صحيحة للعين "حتى لفترة قصيرة" يمكن أن يسبب ضرراً دائماً لشبكية العين، ويمكن أن يحدث ضرراً بدون ألم، وقد يستغرق ظهور التلف بضع ساعات أو حتى بعد بضعة أيام من مشاهدة الكسوف. وأكدت أن الطريقة الوحيدة الآمنة لإلقاء نظرة مباشرة إلى الشمس عند الكسوف هي باستخدام نظارات خاصة بها مرشح شمسي تفي بمعايير السلامة الدولية، مشددةً أن النظارات الشمسية حتى المظلمة للغاية لن تحمي العينين، داعية إلى تجنب استخدام الكاميرا أو الهاتف الذكي أو التلسكوب أو أي جهاز بصري آخر إلا بإضافة مرشح شمسي معتمد لهذه الأجهزة للنظر بأمان إلى كسوف الشمس. من جهة أخرى ذكرت رئيس واستشاري أمراض وجراحة العيون وكبير العلماء واستشاري الوراثة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث د. سلوى بنت عبدالله فهد الهزاع أن النظر إلى الشمس أثناء أي نوع من الكسوف يسبب أضراراً للعين بسبب تلقيها كمية من الإشعاعات الخطرة والمركزة في مركز البصر بشبكية العين إذ يؤدى إلى حروق بمركز الإبصار. وحذرت الهزاع من النظر إلى الشمس وقت الكسوف الكلي أو الجزئي أو الحلقي بالعين المجردة حيث يُخلف أضرارًا كثيرة على العين ويسبب أضراراً دائمة في شبكية العين والعمى الجزئي الدائم للعين. فاستخدام النظارات الشمسية العادية التي يستعملها الكثيرون يعد أمرًا غير آمن، حيث إن درجة الحماية من الأشعة فوق البنفسجية لا ترتبط بتفاوت درجة حماية النظارة الشمسية ولا تمنع كل الأشعة تحت الحمراء الضارة الناتجة من كسوف الشمس الذي سيحدث يوم الخميس موضحةً في الوقت ذاته أن هناك عدة أجهزة معتمدة يمكن من خلالها متابعة تلك الظاهرة. كما أشادت عضو مجلس الشورى السعودي سابقاً أنه ينبغي الحرص على أطفالنا ونصحهم من النظر المباشر إلى الكسوف لتفادي المحاذير المحتملة على عيونهم خلال انصرافهم من الدراسة اليوم فغالبًا ما يكون الأشخاص الأقل من 20 عامًا (وخصوصًا الأطفال) هم الأكثر تضررًا لأن الحماية لدى الأشخاص في المرحلة العمرية المذكورة تكون غير مكتملة ما يسبب ضررًا بالغاً على الشبكية. فلا يمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة بل يحذر وينصح بعدم النظر إلى الشمس وقت كسوفها. وذكرت الهزاع بأن الآثار لا تبدأ بالنظر لأشعة الشمس -خلال ظاهرة الكسوف- في الظهور فوراً بل بعد فترة من الزمن متناسياً المريض أنه نظر مباشرةً إلى قرص الشمس سواء بالعين المجردة أو بالتليسكوب وقت الكسوف الجزئي. حيث يشعر الإنسان بانخفاض حدة الإبصار بدرجة كبيرة مع وجود عتمات بجهاز الإبصار المركزي وعدم تمييز للألوان، بجانب حدوث تعرج في رؤية الخطوط المستقيمة. وبالفحص الطبي يتبين وجود بقع صفراء بمركز الإبصار نتيجة تأثير الأشعة على خلايا استقبال الصور والخلايا الملونة في الشبكية، فالخطر يأتي من الأشعة تحت الحمراء المخفية، وهي لا تُرى بالعين ولذلك يظن الناظر إلى الشمس أنه لا مشكلة في ذلك وهو لا يعلم أن هذه الأشعة الخطرة إذا ما دخلت عيناه فيمكن أن تسبب جروحاً في مركز البصر في شبكية العين ما يؤثر على حدة البصر. ولفتت الهزاع إلى أن النظر مباشرةً للكسوف بسبب الأشعة فوق البنفسجية تزداد في الحالات الطبيعية خلال الفترة من العاشرة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، وفي حالة الكسوف الجزئي للشمس، فإن تلك الأشعة تزداد عن معدلاتها الطبيعية الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على مركز البصر في شبكية العين والمسؤول عن حدة البصر. وأوضحت أن الشمس تصدر نوعين من الأشعة، وهما الأشعة المرئية وغير المرئية، وتعد الأشعة غير المرئية هي الأخطر تأثيرًا على شبكية الإنسان، وتسمى بالأشعة فوق البنفسجية. مشددةً على أن النظر بالعين المجردة لكسوف الشمس له تأثير ضوئي كيميائي ضار، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الشبكية وتختلف الأضرار الناتجة عن النظر لظاهرة كسوف الشمس من شخص إلى آخر، وفقًا لعدة عوامل، طول وقت النظر للشمس وسمك طبقة الأوزون بالمنطقة المتواجد بها الشخص، ومنها حجم حدقة العين بالإضافة إلى عامل السن فالأطفال اكثر تضرراً، فعلى الرغم من أن هناك حماية طبيعية للعين من الأشعة فوق البنفسجية تتمثل في القرنية وعدسة العين اللتين تمتصان تلك الأشعة بما يوفر الحماية للشبكية، إلا أن تلك الحماية لدى الأشخاص في المرحلة العمرية المبكرة تكون غير مكتملة ما يسبب ضررًا بالغاً على مركز البصر في الشبكية. واختتمت الهزاع حديثها بإرشاداتها بالتأكيد على أن الحماية والوقاية أمران ضروريان للحفاظ على سلامة العين، خاصة للأطفال ونصحهم بعدم الرؤية إلى الشمس مباشرة ومزاولة حياتهم اليومية.
مشاركة :