ذكر السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ “الثلاثاء” أن العلاقات الصينية الكويتية تمر الآن بأفضل مراحلها في تاريخها، مؤكدا على استمرار فتح أسواق الصين وتسريع وتيرة المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي ليمكّن شعب الكويت وغيره من شعوب دول الخليج من الاستفادة من الفرص والفوائد الناتجة عن التنمية الصينية. وجاءت كلماته في الندوة الصحفية التي عقدتها السفارة الصينية في مدينة الكويت اليوم لاستعراض نتائج تطورات العلاقات الصينية – الكويتية خلال السنوات الأخيرة وتقديم الانجازات التي تحققت في الصين خلال السنوات الـ70 الماضية والسياسات الصينية، وحضرها أكثر من عشر وسائل إعلامية محلية. وقال السفير لي مينغ قانغ تربط الصين والكويت صداقة تاريخية، وخلال زيارة الدولة الناجحة التي قام بها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت للصين في العام الماضي، قرر زعيما البلدين سويا إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت، الأمر الذي ضخ زخما قويا وجديدا لتنمية العلاقات بين البلدين وارتقى بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى ، وحتى الآن أحرز التعاون الصيني الكويتي تقدما ملحوظا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وفي مجال التعاون السياسي ،أشار السفير إلى أن الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين شهدت تعزيزا مستمرا، ففي شهر نوفمبر الماضي، عقدت الصين والكويت أول اجتماع في إطار آلية التعاون الثنائي، حيث استعرض الجانبان تقدم تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة أمير الكويت للصين. وأوضح أنه خلال السنة الماضية، كانت الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى كثيفة، حيث قام كل من نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح نينغ جي تشه ونائب رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ورئيس جمعية الصين للصليب الأحمر السيد تشن تشو بزيارة الكويت، وانعقدت الدورة السادسة لاجتماع اللجنة الاقتصادية والفنية والتجارية المشتركة بين الصين والكويت. وحافظ البلدان على التنسيق الوثيق حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية وقام العديد من المسؤولين البارزين الكويتيين بزيارة الصين أيضا. وفي مجال التعاون العملي في مختلف المجالات، لفت السفير إلى أن التعاون العملي بين الجانبين يتطور باستمرار، حيث بلغت القيمة الإجمالية للتجارة الثنائية الصينية الكويتية من يناير إلى سبتمبر للعام الجاري 12.7 مليار دولار، بما جعل الكويت خامس أكبر شريك تجاري للصين من بين الدول العربية. وتابع أنه في نفس الوقت، استوردت الصين من الكويت 16.35 مليون طن من النفط الخام، ما جعل الكويت رابع أكبر مصدر نفط خام للصين من بين الدول العربية، وتخطط مؤسسة البترول الكويتية أن تزيد كمية النفط الخام المصدر إلى الصين لـ 600 ألف برميل يوميا في عام 2020. وقال إن الشركات الصينية شاركت بنشاط في مشاريع الطاقة والإسكان والبنية التحتية وغيرها من المجالات في الكويت، وقد تم إنجاز بناء 15 مجموعة من المنشآت الجوهرية لتصفية النفط في مصفاة الزور الكويتية، وذلك يمثل أيضا نموذجا يحتذى به للتعاون الصيني والكويتي. كما ساهمت الشركات الصينية في تحقيق نسبة عالية لتغطية شبكة 5G في الكويت، إضافة إلى ذلك، قامت الكويت بالاستثمار في الصين بنشاط، وأصبحت هيئة الاستثمار الكويتية أول جهة أجنبية استثمرت في خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين. وفي التعاون الثقافي وتبادل الأفراد بين الجانبين، أكد السفير أنه نشيط وحيوي، حيث زارت الكويت وفود كثيرة، إضافة إلى أن وكالة الأنباء الكويتية ((كونا)) افتتحت أول مكتب لها في بكين بالصين وثالث قنصلية عامة لها في الصين بمدينة شانغهاي، بينما من المتوقع أن تفتتح الصين أول مركز ثقافي صيني في الخليج على الأراضي الكويتية في المستقبل القريب. وشدد على مواصلة التزام الصين باستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، والدفع بتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، ودعم جهود الدول النامية الغفيرة في تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية ليوفر المزيد من الفرص للكويت وغيرها من دول العالم لتوسيع التعاون المتبادل المنفعة مع الصين. ومن جانبه, قال نائب المدير العام لقطاع التحرير ورئيس التحرير لوكالة الانباء الكويتية ((كونا)) سعد العلي محمد في الندوة إنه قد قام بزيارة للصين خلال نوفمبر الماضي لافتتاح أول مكتب لوكالة الأنباء الكويتية ((كونا)) في الصين وهذه الزيارة تركت انطباعا لدى، حيث لمست أن الصين حققت انجازات كبيرة تلفت انظار العالم باجتهادها وعبر التعاون المتبادل للمنفعة مع العالم لتصبح ثاني أكثر اقتصاد في العالم. وأضاف سعد العلي أن العلاقات الكويتية – الصينية شهدت تطورات كبيرة وسريعة خلال السنوات الأخيرة, والتعاون الثنائي بين الجانبين يتعزز في مجالات السياسة والتجارة والثقافة، مشددا على ضرورة دفع التعاون الإعلامي بين الصين والدول العربية من خلال تعزيز تواجد وسائل الإعلام العربية والصينية وتحقيق الخدمات والتغطية الإعلامية في مختلف المجالات لبعضهما البعض, حتى يتحقق التفاهم الأفضل والدعم المتبادل بين شعوب الدول العربية والصين.
مشاركة :