جدد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الأربعاء هجومه على مشروع قناة إسطنبول الذي يسوّق النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان على أنه سيكون رائدا على مستوى العالم. وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفيّ يتعلق بمشروع قناة إسطنبول منتقدا المشروع “إن مشروع قناة إسطنبول، ليس مشروع خيانة، بل مشروع جناية”. وأضاف “هذا المؤتمر ليس له هدف سياسي”، مشيرا إلى أن تركيا تواجه وضعا قد يعرّض مستقبلها للخطر، معلنًا أن بلدية إسطنبول الكبرى تنسحب من بروتوكول قناة إسطنبول. وقال رئيس البلدية الذي كان قد أطاح بمرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات الأخيرة “إن قناة إسطنبول، ليست مشروع خيانة، بل مشروع جناية. فهو مشروع كارثة يستهدف وجود 16 مليونا وأمن 82 مليون نسمة، مهما كان وعد المقاولة المربحة، يجب التخلي عنه على الفور”. وزعم إمام أوغلو أن مشروع إسطنبول يعني الحكم بالعطش، قائلًا “نحن نخسر موارد المياه القائمة منذ 8 آلاف و500 عام. وستُخلط بحيرة تاركوس بالمياه المالحة. وهناك احتمال أن تفقد البحيرة للأبد صفة أنها مصدر مياه”، مدعيا بأن “قناة إسطنبول تعني إثارة مخاطر الزلازل. وهذا سبب آخر لقول مشروع جناية”. وكان زعيم حزب السعادة المعارض تمل كرم الله أوغلو، انتقد في وقت سابق مشروع القناة، واصفًا إياه بـ”الاستثمار الخاطئ”. وقال كرم الله “ستنشئون المشروع، إذا أتاحت الدولة الإمكانيات لمدة 5 – 10 أعوام قادمة، من الممكن أن تنشئوه لنقطة محددة. لكن اعلموا أن هذا ليس حلًا. ولا يمكن أن يكون حلًا”. وأوضح تمل كرم الله أوغلو، أن مشروع قناة إسطنبول هو استثمار خاطئ، قائلًا “لا يمكن إدارة المستشفيات العملاقة بشكل صحيح. والآن يقول السيد الرئيس إن كان المشروع سيضر، فأنا على استعداد لإلحاق الضرر بأمتي. نحن متفقون. من أجل صحة الأمة اليوم، نحن على استعداد لتدمير ميلين، لكن هذا المال سوف يذهب إلى صحة الأمة أم إلى محفظة شخص معين؟”. وكان زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو هاجم الرئيس أردوغان ومشروع قناة إسطنبول مرارا. ويرى منتقدو هذا المشروع أنه سيصب في مصلحة قلة من المقاولين المقربين من حزب الرئيس ومنه شخصيا ولن يعود بأيّ فوائد على إسطنبول، لكن أردوغان يصرّ على المضي قدما فيه وتمويله من الخزينة العامة. وكانت لهجة رئيس بلدية إسطنبول الأربعاء تتسم بنبرة حادة تجاه خصمه أردوغان الذي اتهمه بالوقوف خلف مشاكل الأتراك قائلا “المسؤول الوحيد عن البطالة والمخدرات والدعارة في الدولة هو أردوغان”. وواصل أوغلو هجومه قائلا “اليوم تواجه تركيا أزمة اقتصادية خطيرة. وازدادت حالات الانتحار. هناك أناس يفقدون وعيهم من الجوع. وهناك مئات الآلاف من المنازل لا يوجد بها طعام. جميع المطابخ بها حريق، وكل همّ أردوغان هو لمن سأعطي المقاولة التي في إسطنبول. إن عينيه معميتان لدرجة أنه لا يضع المقالات التي تقول فيها المؤسسات العامة إن هذا خطأ، في ملف تقييم التأثير البيئي”. وتابع “لقد قالوا بأنفسهم إنهم خانوا إسطنبول. فقط حتى لا تُناقش الأزمة الاقتصادية ومشاكل المواطن، يصر على قناة إسطنبول. فهو متأكد وأنا كذلك، أن السيد سيذهب. فلا يأتي أحد ويقول: أنا سأنشئ قناة إسطنبول، وأخذت ضمانات منها، وسأبحث عن حقوقي في المستقبل. فأنا أحذر الجميع من اليوم. عندما نصبح نحن في السلطة، لن نعطي أحدًا أمواله. باختصار، إن عمر السيد أردوغان السياسي لن يكفي. وسيذهب في أول انتخابات”. ومن المقرر أن تصل قناة إسطنبول البحر الأسود ببحر مرمرة، لتكون ممراً للسفن موازياً لمضيق البوسفور حسب ما تروّج له حكومة العدالة والتنمية. وكان أردوغان قد قال في وقت سابق خلال كلمة ألقاها في الاجتماع التشاوري والتقييمي لحزبه الإسلامي الذي عقد في ولاية “أفيون” التركية إن مشروع “قناة إسطنبول” الذي تعتزم الحكومة إطلاقه يهدف لربط البحر الأسود ببحر مرمرة. وقال في هذا السياق “نتخذ في الوقت الراهن خطوات لإنجاز مشروع قناة إسطنبول الذي سيكون رائدا على مستوى العالم”. ويهدف المشروع حسب ما يقول النظام أيضا إلى تخفيف الضغط الذي يشهده مضيق البوسفور، الذي يربط طبيعيا بين البحرين المذكورين في إسطنبول. وينفي المناهضون لخطط أردوغان أن هذا المشروع سيكون له أثر في القريب العاجل على إسطنبول لكن الرئيس التركي يقول إن القناة سوف تقلل حركة المرور البحري المزدحمة في البوسفور إلى الصفر، لكي تعود إسطنبول إلى سابق عهدها، حيث سيؤدي المشروع إلى الحد من حوادث اصطدام ناقلات النفط وتسرب حمولاتها إلى مياه المضيق والتداعيات البيئية المحتملة وبشكل يحمي الطبيعة البحرية والنباتية في مدينة إسطنبول ومحيطها.
مشاركة :