أعلن المركز العربي للأدب الجغرافي عن أسماء الفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الثامنة عشرة. وتوج بالجائزة، التي ينظمها سنويا المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق في أبوظبي ولندن ويقدمها لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، مصري وعراقي وتونسي وسوري وأربعة مغاربة. متوجون متنوعون وقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام 53 مخطوطة جاءت من 9 بلدان عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 19 مخطوطة ليختير من بينها الفائزون. في صنف “النصوص الرحلية المحققة”، نال الجائزة الباحث المصري محمد فتحي الأعصر، عن تحقيق كتاب “النحلة النصرية في الرحلة المصرية”، لمصطفى البكري الصديقي، والباحث التونسي محمد الزاهي، عن تحقيق كتاب “رحلة محمد أفندي إلى فرنسا”، المعروف بـ“يكرمي سيكيز”. وتوج الكاتب والروائي المغربي أحمد المديني بالجائزة في صنف الرحلة المعاصرة “السندباد الجديد”، عن كتابه “مغربي في فلسطين.. أشواق الرحلة المغربية”، بينما هيمن المغاربة على الجائزة في صنف الدراسات، حيث آلت إلى كل من أيوب بن مسعود عن دراسته حول “تداخل الأجناس في أدب الرحلة” ومحمد حاتمي، الذي قدم دراسة أخرى عن “المعرفي والأدبي في الرحلات المغربية”. في فرع “اليوميات”، كانت الجائزة من نصيب العراقي فاروق يوسف، عن كتابه “شاعر عربي في نيويورك.. على خطى فدريكو غارسيا لوركا في مانهاتن”. أما جائزة فرع الترجمة فعادت للكاتب السوري أمارجي، عن ترجمة كتاب “نحو مهد العالم.. رسائل من الهند” لجويدو غوتسانو. وسيتم تكريم الفائزين في احتفال خاص يقام في مدينة الدار البيضاء المغربية، وتستضيفه وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، منتصف شهر فبراير المقبل، ضمن الفعاليات الكبرى للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء. كما يشهد الاحتفال تنظيم ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، بمشاركة المتوجين بالجائزة وأعضاء لجنة التحكيم، إلى جانب نخبة من الدارسين. تشكلت لجنة التحكيم من الدكاترة خلدون الشمعة وعبدالنبي ذاكر وعبدالرحمن بسيسو وأحمد برقاوي والأستاذ مفيد نجم أعضاء، والدكتور عواد علي مقررا. وهي اللجنة التي نوهت بأعمال أخرى تتبنى الجائزة تم نشرها خلال العام 2020. ففي صنف الدراسات، نوهت اللجنة بكتاب “رحلة محمد الصفار نموذجا” لأحمد المريني. أما في صنف الترجمة فنوهت اللجنة بترجمة أميمة قاسم وسماح جعفر لكتاب “قمم غير موطوءة وأودية غير مطروقة” لإيمليا إدواردز. وفي أدب اليوميات، كان التنويه من نصيب كتاب “يوم واحد بين دمشق ونيويورك” لأكرم قطريب. وفي صنف الرحلة المعاصرة، نوهت اللجنة بكتاب “أنفاس الجغرافيا” لمحمد شوكية، و“بلاد حكت لي أسرارها.. مغامرة تسع نساء في حضارة الإنكا” لمنى الوزان. المغرب في الصدارة تواصل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عنايتها بالأدب الجغرافي، منذ دورتها الأولى التي انطلقت مطلع سنة 2003، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والإلكترونية تحت مظلة “دارة السويدي الثقافية”. بينما يشرف على الجائزة مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي الشاعر نوري الجراح. عن دورة هذه السنة، أكد الشاعر نوري الجراح، مدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي والمشرف على الجائزة، في تصريح خاص، أن هذه الدورة قد “تميزت باتساع المشاركات في حقل دراسات أدب الرحلة، على العكس مما حدث في الدورة السابقة حيث حجبت جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة”. وأضاف الجراح أن الجائزة قد “عبرت هذا العام، كما في أعوامها السابقة عن استمرارها في الكشف عن الجديد في باب اليوميات والرحلة المعاصرة، لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جددا، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة”. المركز العربي للأدب الجغرافي يعلن عن أسماء الفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة والتي شاركت فيها 53 مخطوطة وأشار إلى أن الرحلتين المحققتين هذا العام تعودان إلى النصوص التي كتبت في القرن الثامن عشر؛ رحلة منهما في ديار المشرق العربي، ورحلة في اتجاه أوروبا. كما نبه المتحدث إلى أن الدارسين المغاربة كان لهم الحضور الأبرز هذا العام في الجائزة، حيث “عاد المغرب ليتصدر من خلالهم موقع الصدارة في جوائز هذا العام”، على حد تعبيره. وتصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد”، والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو الإيطالية. أهمية أدب الرحلة تؤكد المشاركات المتنوعة تزايد الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب، إلى جانب إقبال الكتاب الجدد على كتابة يومياتهم في السفر، كما نشطت الأكاديمية العربية في تقديم دراسات جادة في هذا اللون الأدبي الممتع والخطير. وهو ما يكشف بصورة جلية أولا عن الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع “ارتياد الآفاق” في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار، وثانيا عن تلك الاستجابة التي عبر عنها الباحثون في رفد مكتبة التحقيق والبحث في أدب الرحلة وتطوير صيغ تواصل عملية مع “مشروع ارتياد الآفاق” وجائزة ابن بطوطة. تعتبر الكتب المتوجة هذا العام حصادا معرفيا وفيرا، يرفد خزانة أدب الرحلة العربي بالمزيد من الكتابات المهمة، والتي تركز حضورا يزداد أهمية وتألقا لأدب الرحلة في مكتبة الأدب العربي، حيث عاد هذا الجنس الأدبي ليستميل الكتاب والباحثين العرب، لما له من قيمة معرفية وفكرية وجمالية.
مشاركة :