نقص وزن الذكور عند الولادة يعرضهم للإصابة بالعقم

  • 12/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة حديثة أن الرجال معرضون لخطر الإصابة بالعقم بشكل أكبر إذا ولدوا بوزن أقل من الوزن العادي. وبالرغم من التركيز الدائم على صحة المرأة الإنجابية في مشكلات عدم الإنجاب، إلا أن مشاكل خصوبة الرجال تبقى مشكلة تحمل نفس الأهمية. ويقول الخبراء إن الرجال معرضون لخطر الإصابة بالعقم بدرجة أكبر إذا ولدوا وهم يعانون من نقص في الوزن. أشار بحث جديد إلى ارتفاع خطر الإصابة بالعقم بين الرجال الذين أكدت سجلاتهم الصحية أنهم ولدوا بوزن أقل من العادي. وتظهر الأرقام صراع واحد من كل سبعة أزواج في المملكة المتحدة مع العقم الذي يصبح احتمالا بارزا بعد سنة على الأقل من محاولة الإنجاب دون جدوى. وقالت آن ثورستد، التي أجرت الدراسة مع مجموعة بحثية في قسم الصحة العامة بجامعة آرهوس، بالدنمارك، إن بيئة نمو الجنين السيئة ضارة بنمو الأعضاء التناسلية وإنتاج الحيوانات المنوية بعد البلوغ. وأضافت أن صحة الأم ونمط حياتها أثناء الحمل يؤثران على نمو الجنين وتطور صحته الإنجابية في المستقبل. وتعتبر ثورستد نتائج الدراسة دليلا على ضرورة التدقيق في مراحل حياة الفرد الأولى للعثور على تفسيرات للمشاكل الصحية التي تتطور في مراحل متقدمة من حياته. ونظر الباحثون في سجلات 5594 رجلا و5342 امرأة ولدوا بين سنتي 1984 و1987 في مدينتين دنماركيتين، وتابعوهم حتى نهاية العام 2017. ونجح الباحثون في تحديد وزن الرضع وفترة الحمل من سجلات المواليد، في حين احتاجوا إلى التدقيق في سجلين محليين لمعرفة ما إذا شخّص أحد الأطباء هؤلاء الأفراد بالعقم أو وصف لهم علاجا يدل على مدى خصوبتهم. ومثّل الرجال والنساء الذين ثبتت معاناتهم من مشاكل في الخصوبة 10 بالمئة من أولئك الذين ولدوا بوزن أقل من المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد الباحثون الاستبيانات لتحديد تاريخ أمهات المشاركين عند الحمل وذلك للحصول على معلومات حول عوامل مثل تدخين الأم، وهو عامل معروف بارتباطه بإنجاب رضيع أقل وزنا. وأظهرت النتائج عدم وجود صلة بين وزن المواليد ومدة الحمل بين الفتيات الصغيرات والعقم عند البلوغ. ولكن الصورة كانت مختلفة بالنسبة للرجال. مع مراعاة العوامل بما في ذلك مؤشر كتلة جسم الأم قبل الحمل، وما إذا كان الوالدان يعيشان معا، وعمر الأم، وما إذا كانت تدخّن، كان احتمال العقم عند البالغين أكبر بنسبة 55 بالمئة لدى الأولاد المولودين بوزن أقل مقارنة بالأولاد المولودين بوزن عادي وحسب البيانات التي جاءت في التحليل، شخص الأطباء 8.3 بالمئة من الرجال الذين ولدوا بوزن أقل من الطبيعي بالعقم وأخضعوا بعضهم لعلاجات مرتبطة بالخصوبة. ولم تتجاوز هذه النسبة 5.7 بالمئة لدى الرجال المولودين بوزن طبيعي. ومع ذلك، لم تعد العلاقة واضحة بعد أن استبعد الفريق الرجال الذين يعانون من بعض مشاكل في الأعضاء التناسلية، والتي تمتد من مشاكل الأنبوب الذي يمر البول عبره إلى مشاكل الخصيتين. وقد وجدت الأبحاث التي أجرتها مجموعات أخرى في فترات سابقة أن انخفاض الوزن وفترة الحمل يرتبطان بمثل هذه المشاكل التناسلية، كما يمكن أن ترجع مشاكل الخصوبة إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية. وقالت ثورستد “قد تشكل التشوهات التناسلية جزءا من الارتباط الملحوظ في التحليل الرئيسي، ويجب التدقيق في الأمر أكثر“. عندما نظر الفريق إلى الرجال الذين لا يعانون من مثل هذه المشاكل التناسلية واختار التركيز على أولئك الذين تم تشخيصهم بالعقم، ظهرت الصلة بين الوزن عند الولادة والعقم مرة أخرى. لكن الدراسة تبقى محدودة. وبحلول عام 2017، كان المشاركون في أوائل الثلاثينات من العمر، مما يعني أن بعضهم لم يتفطن إلى العقم بعد. كما لاحظ الفريق صعوبة في قياس مدة الحمل بدقة. وتبقى الآلية التي تقف وراء الصلة بين انخفاض وزن الأولاد عند الولادة ومدة الحمل والمشاكل التناسلية والعقم غير واضحة. رغم هذه النقائص، أكد البروفيسور كريستوفر بارات، وهو رئيس مجموعة الطب التناسلي في جامعة دندي، أن البحث مهم. لكنه شدد على ضرورة العمل على تحديد ما إذا كانت النتائج موجودة في مجموعات أخرى. وقال بارات، الذي لم يشارك في الدراسة، إنها أضافت قطعة أخرى إلى لغز انخفاض عدد الحيوانات المنوية بشكل كبير عبر سكان الدول الغربية في السنوات الأربعين المنقضية. ويرى أن كل ذلك يشير إلى صحّة فكرة العقم عند الرجال كنتيجة لحياتهم داخل الرحم. من جهته، قال البروفيسور ريتشارد شارب، وهو خبير في الاضطرابات التناسلية لدى الذكور في جامعة إدنبرة، إنه لا يتصوّر أن يكون وزن الرضع وراء الانخفاض الكبير في عدد الحيوانات المنوية بين السكان الغربيين. لكنه أكد أن بيئة الرحم تبقى مهمة لخصوبة الرجال

مشاركة :