خطف قرع جرس بدء تداول وإدراج شركة أرامكو السعودية الأضواء في الأسواق المالية خلال عام 2019. ووفقا لوحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، جنى الاقتصاد السعودي وسوقه المالية عشرة مكاسب اقتصادية ضخمة جراء طرح عملاق النفط السعودي والعالمي للاكتتاب العام. وبين أبرز المكاسب الاقتصادية توفير الاكتتاب سيولة ضخمة قيمتها 96 مليار ريال "25.6 مليار دولار" سيتم ضخها في استثمارات محلية وعالمية، ما يسهم بدوره في تحقيق أهم أهداف رؤية السعودية 2030، وهو تنويع مصادر دخلها بعيدا عن النفط. ولم تكتف "أرامكو السعودية" بكونها أضخم شركة نفط وأكبر شركة في العالم وأكثرها ربحية قبل طرحها للاكتتاب، بل أضافت إلى نفسها لقبا جديدا بتربعها على عرش الشركات المدرجة عالميا من حيث القيمة السوقية متفوقة على شركة أبل الأمريكية. كذلك نجحت الشركة في أن تصبح أضخم اكتتاب في التاريخ متفوقة على الطرح الأولي لشركة علي بابا الصينية. وضاعف إدراج "أرامكو السعودية" محليا، الأرباح والقيمة السوقية والسيولة المتداولة في سوق الأسهم المحلية عدة مرات، إضافة إلى وضعها بين العشر الكبار في أسواق الأسهم العالمية والأسواق الناشئة. اكتتاب التاريخ طرحت "أرامكو" ثلاثة مليارات سهم "1.5 في المائة من أسهمها" للاكتتاب العام خلال الفترة من 17 نوفمبر حتى 4 ديسمبر 2019، وخصصت الشركة 0.5 في المائة من أسهمها "مليار سهم" للأفراد، و1 في المائة "ملياري سهم" للمؤسسات. وبلغت حصيلة الطرح 96 مليار ريال "25.6 مليار دولار"، منها 32 مليار ريال من الأفراد، و64 مليار ريال من المؤسسات، بما يجعله الأضخم في العالم، مزيحا طرح شركة علي بابا الصينية البالغة قيمته 25 مليار دولار. وتمت تغطية الاكتتاب بنسبة 465 في المائة، بعد جمعه 446 مليار ريال "نحو 119 مليار دولار". تنويع الاقتصاد سيستفيد الاقتصاد السعودي من تلك الأموال التى جناها الاكتتاب، حيث سيتم ضخها في استثمارات محلية وعالمية، ستسهم في تحقيق الهدف الرئيس لرؤية السعودية 2030، المتمثل في تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط، بعد أن ظل اقتصاد المملكة رهينة لتقلبات أسعاره لأعوام طويلة. عرش الشركات بدأ تداول أسهم شركة أرامكو السعودية في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، لتصبح أكبر شركة مدرجة، مزيحة شركة أبل بعد أن بلغت قيمتها السوقية 1.88 تريليون دولار بنهاية أول أيام تداولها، وملامسة تريليوني دولار في اليوم الثاني، مقابل 1.2 تريليون دولار قيمة "أبل" و"مايكروسوفت" الأمريكيتين. ومع ارتفاع سهم "أرامكو" بالنسبة القصوى "10 في المائة" بنهاية اليوم الأول لتداوله في سوق الأسهم السعودية، قفزت القيمة السوقية للشركة من 6.4 تريليون ريال "1.71 تريليون دولار" إلى 7.04 تريليون ريال "1.88 تريليون دولار". بذلك عادلت قيمة "أرامكو" حينها نحو 3.7 مرة قيمة الشركات المدرجة في السوق مجتمعة، البالغ قيمتها نحو 1.9 تريليون ريال "نحو 505 مليارات دولار"، حسب بيانات شركة السوق المالية السعودية "تداول". التاسع عالميا في ظل القفزة الكبيرة للقيمة السوقية للأسهم السعودية بعد إدراج "أرامكو" إلى 2.4 تريليون دولار، أصبحت السوق المحلية تاسع أكبر البورصات في العالم، اعتمادا على سعر إغلاق الشركة في أول أيام تداولها عند 35.2 دولار. وحسب بيانات الاتحاد الدولي للبورصات، تصدر البورصات العالمية من حيث القيمة السوقية، بورصة نيويورك "الولايات المتحدة" بـ23.24 تريليون دولار، ثم ناسداك "الولايات المتحدة" بـ12.14 تريليون دولار. ثالثا بورصة طوكيو "اليابان" بقيمة سوقية 5.97 تريليون دولار، وبورصة شنغهاي "الصين" بـ4.72 تريليون دولار، وبورصة يورونكست "في دول أوروبية عدة" بقيمة 4.5 تريليون دولار. سادسا بورصة هونج كونج "الصين" بقيمة سوقية 4.06 تريليون دولار، وبورصة لندن "بريطانيا" بـ3.94 تريليون دولار، وبورصة شنزن "الصين" بـ3.12 تريليون دولار. سيولة أجنبية سجل المستثمرون الأجانب مشتريات صافية في سوق الأسهم السعودية بقيمة 3.56 مليار ريال الأسبوع الماضي المنتهي في 19 ديسمبر الجاري، بعد مشتريات إجمالية بـ10.24 مليار ريال، مقابل مبيعات بـ6.68 مليار ريال، وفق بيانات شركة "تداول". تتزامن تلك المشتريات في السوق السعودية مع دخول الصناديق الأجنبية الأسبوع الماضي مع انضمام شركة أرامكو السعودية لمؤشري MSCI للأسواق الناشئة بوزن 0.16 في المائة وفوتسي راسل للأسواق الناشئة بوزن 0.47 في المائة. سابع الأسواق الناشئة أظهرت أحدث بيانات لمورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI، أن وزن سوق الأسهم السعودية أصبح 3 في المائة بعد ضم "أرامكو"، إذ كان وزنه 2.8 في المائة، وأضيف إليه 0.16 في المائة هو وزن عملاق النفط السعودي. وعليه أصبح وزن سوق الأسهم السعودية "تداول" سابع أكبر الأسواق وزنا في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة متفوقا على جميع أسواق الشرق الأوسط. وتتصدر الصين أكبر الأسواق وزنا في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنحو 30.5 في المائة، ثم تايوان بـ12.9 في المائة، وجنوب إفريقيا بـ11.6 في المائة، والهند بـ9.4 في المائة. خامسا تأتي البرازيل بوزن 7.1 في المائة، ثم روسيا بـ3.8 في المائة، والسعودية ستصبح سابعا بـ3 في المائة ، ثامنا تأتي المكسيك بـ2.7 في المائة، وتاسعا تايلاند بـ2.3 في المائة. قطاع الطاقة الأربعاء 18 ديسمبر الجاري، انضم سهم شركة أرامكو السعودية إلى مؤشر سوق الأسهم المحلية "تاسي"، وفقا لإغلاق الثلاثاء 17 ديسمبر عند سعر 37.75 ريال. وفقا للتحليل، بلغ وزن "أرامكو" في مؤشر "تاسي" نحو 12 في المائة، إذ تبلغ القيمة السوقية للأسهم الحرة للشركة 125.9 مليار ريال، بينما القيمة السوقية للأسهم الحرة لجميع شركات السوق نحو 1.05 تريليون ريال. وعليه، أصبح قطاع الطاقة ثالث قطاعات السوق تأثيرا في مؤشر "تاسي" بوزن 13.6 في المائة، مزيحا قطاع الاتصالات من هذه المرتبة. وفي المرتبتين الأولى والثانية بين القطاعات الـ21، جاء القطاع البنكي في المرتبة الأولى بوزن 40.6 في المائة في مؤشر "تاسي"، ثم قطاع المواد الأساسية بوزن 19.7 في المائة. قفزة السيولة استحوذت شركة أرامكو على 86 في المائة من سيولة سوق الأسهم السعودية خلال ثاني جلسات تداولاتها في السوق، إذ بلغت السيولة المتداولة على سهم الشركة 15.9 مليار ريال من 18.5 مليار ريال إجمالي قيمة تداول السوق. تعد سيولة "أرامكو" في 12 ديسمبر الماضي هي الأعلى على الإطلاق على شركة واحدة في جلسة واحدة في تاريخ السوق السعودية، بينما سيولة السوق هي الأعلى منذ 27 أغسطس الماضي البالغة حينها 28.7 مليار ريال بالتزامن مع المرحلة الثانية من انضمام السوق لمؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة. تعكس تلك الأرقام حجم الأثر الذي أحدثه إدراج "أرامكو السعودية" في سيولة سوق الأسهم المحلية. تضاعف الأرباح أظهر التحليل، أن أرباح "أرامكو السعودية" هي الأعلى بين الشركات العالمية سواء كانت نفطية أو غير نفطية. وتعادل أرباحها نحو أربعة أضعاف "3.9 مرة" صافي أرباح الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال العام الماضي، البالغ عددها 190 شركة حينها. وتمثل إيرادات "أرامكو السعودية" ومصادر الدخل الأخرى المرتبطة بالمبيعات، نحو "1.9 مرة" إيرادات شركات السوق إجمالا خلال العام الماضي. كما تعادل حقوق المساهمين لديها حقوق المساهمين للشركات المدرجة إجمالا تقريبا "0.9 مرة"، وتشكل أصولها ما يعادل ثلث "0.3 مرة" أصول الشركات المدرجة محليا. وتبلغ إيرادات "أرامكو السعودية" ومصادر الدخل الأخرى المرتبطة بالمبيعات خلال 2018 نحو 1.34 تريليون ريال "355.9 مليار دولار"، مقابل 720 مليار ريال للشركات المدرجة "إيرادات تشغيلية". وسجلت الشركة أرباحا بقيمة 416.5 مليار ريال "111.1 مليار دولار"، مقابل 105.7 مليار ريال للشركات المدرجة. وبلغت حقوق المساهمين لدى "أرامكو السعودية" 1.02 تريليون ريال "271.1 مليار دولار"، مقابل 1.11 تريليون ريال للشركات المدرجة. فيما بلغت أصولها 1.35 تريليون ريال "359 مليار دولار" بنهاية 2018، مقابل 3.99 تريليون ريال لدى الشركات المدرجة بنهاية الفترة ذاتها. وتعادل أرباح "أرامكو السعودية" خلال العام الماضي، ضعف أرباح شركة أبل "ثاني أكبر شركة في العالم بعد أرامكو) البالغة 59.4 مليار دولار. كما تفوق أرباحها ثاني وثالث أكبر شركتين في العالم مجتمعتين هما "أبل" والبنك التجاري الصناعي الصيني البالغة أرباحه 45.2 مليار دولار، ليبلغا معا 104.6 مليار دولار. وكذلك تفوق أكبر خمس شركات نفط في العالم مجتمعة هي "أكسون موبيل" و"شيفرون" الأمريكيتان، و"بريتش بتروليوم" البريطانية و"توتال" الفرنسية و"رويال داتش شل" البريطانية - الهولندية، البالغة أرباحها معا 80 مليار دولار. وتعادل أرباح "أرامكو السعودية" في 2018 نحو أربعة أضعاف أكبر شركة نفط في العالم بعدها هي شركة رويال داتش شل البالغة 23.4 مليار دولار في العام نفسه. وقالت شركة أرامكو السعودية، "إن الإيرادات ومصادر الدخل الأخرى المرتبطة بالمبيعات لديها بلغت 244 مليار دولار "915 مليار ريال"، فيما بلغت أرباحها الصافية 68 مليار دولار "255 مليار ريال" خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2019. وأكدت الشركة، "أنها ستلتزم بتوفير توزيعات أرباح مستدامة ومتنامية على مساهميها على الرغم من عدم ثبات أسعار النفط الخام". وذكرت أن مجلس الإدارة يعتزم -وفقا لسلطته التقديرية المبنية على عدد من العوامل- إعلان الحد الأدنى للأرباح النقدية السنوية العادية المقدرة بواقع 75 مليار دولار في السنة المالية 2020 إضافة إلى أي أرباح خاصة محتملة. وأضافت أنه "إذا قرر مجلس إدارة الشركة توزيع أرباح مرحلية نقدية ربع سنوية في الفترة من العام المالي 2020 حتى العام المالي 2024 وكانت هذه الأرباح أقل من 0.09375 دولار للسهم الواحد "على اعتبار أن رأس المال سيكون 200 مليار سهم" فستتنازل الحكومة عن حقها في الحصول على جزء من الأرباح المستحقة لأسهمها بالحد الذي يعادل المبلغ اللازم لتمكين الشركة من أن تسدد الحد الأدنى من الأرباح المرحلية الموضحة أعلاه لحاملي الأسهم بخلاف الحكومة". وأوضحت أنه بعد ذلك سيتم دفع المبلغ المتبقي من الأرباح المرحلية المتاحة للتوزيع، الذي حدده المجلس وفقا لتقديره، إلى الحكومة. الإنتاج والاحتياطيات حسب نشرة إصدار "أرامكو السعودية"، فالشركة أكبر شركات النفط والغاز المتكاملة على مستوى العالم، حيث تنتج برميلا من كل ثمانية براميل نفط خام في العالم، ما يعني ثمن إنتاج العالم من النفط الخام. في عام 2018، أنتجت الشركة 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، منها 10.3 مليون برميل نفط خام في اليوم "بما في ذلك المكثفات الممزوجة بالنفط". وبفضل صافي الطاقة التكريرية للشركة بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 2017، باتت الشركة رابع أكبر شركة تكرير متكاملة في العالم. بينما تبلغ احتياطيات الشركة بنهاية عام 2018، ما حجمه 256.9 مليار برميل من المكافئ النفطي تكفي لمدة 52 عاما من العمر المتبقي للاحتياطيات الثابت وجودها، مقارنة بتسعة إلى 17 عاما لدى شركات النفط العالمية الخمس الكبرى "إكسون موبيل، شيل، شيفرون، توتال، وبريتش بتروليم". وتتألف احتياطيات الشركة من المكافئ النفطي من 201.4 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات و25.4 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و185.7 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي. وبلغت الاحتياطيات الثابت وجودها للشركة من السوائل 226.8 مليار برميل بنهاية 2018، وهي أكبر كمية احتياطيات تقليدية ثابت وجودها من السوائل تملكها أي شركة في العالم، وأكبر بنحو خمسة أضعاف من مجموع الاحتياطيات الثابت وجودها من السوائل التي تملكها شركات النفط العالمية الخمس الكبرى. كما بلغت احتياطيات الشركة الثابت وجودها من الغاز الطبيعي بنهاية 2018، نحو 185.7 تريليون قدم مكعبة قياسية. وبلغ إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي في 2018، نحو 8.9 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم. وبلغ إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي 8.9 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان، إضافة إلى 0.2 مليون برميل في اليوم من المكثفات غير الممزوجة و1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
مشاركة :