رقعة الانتقادات الموجهة إلى لجنة الحكام بالاتحاد السعودي التي يقودها الإسباني فرناندو تريساكو ولجنته، آخذة في الازدياد، ولا أظنها ستتوقف عند هذا الحد، على غرار ما تعرضت له هذه اللجنة برؤسائها السابقين، باستثناء الإنجليزي كلاتنبيرج الذي وجد نفسه مطروداً بفعل ضغوطات من طيف واحد، رغم ما كان يقدمه من عمل كبير ومقنع لدى الجميع عدا النصراويين منهم، الذين نجحوا في الإطاحة به، وبحسب ما اعترف به رئيس النصر آنذاك سعود السويلم. والحروب الإعلامية والجماهيرية تجاه لجنة الحكام أخذت أشكالاً متنوعة، كانت اللجنة سبباً مباشراً فيها، سواء بقراراتها المرتعشة أو باختياراتها السيئة في جلب الحكام الأجانب، وعدم قدرتها على مواجهة الضغوطات الإعلامية أو تلك التصريحات النارية التي كانت تطالها تبعاً للأهواء والميول فقط. ولكن هذه الأشياء وإن حدثت بالفعل لا تعفي اللجنة المتدهورة أصلاً من المسؤولية، حيث سجلت اختياراتها هذا الموسم سوءًا كبيرًا جعل منها اللجنة الأكثر تلقياً لسهام النقد هذا الموسم وأواخر الموسم الماضي، والذي سجل فيه التحكيم انتكاسة كبيرة جداً لا تليق بدوري كبير يحمل اسماً كبيراً أيضاً. وجاءت استعانة اللجنة بنوعية حكام على شاكلة الحكم المثير للجدل في كل مباراة يقودها الجامبي بكاري جاساما، لتزيد الطين بلة وتزيد من حملة الضغوطات على لجنة الحكام. وللمعلومية فقد سجل الحكم الجامبي بكاري جاساما تواجداً متتالياً في الجولات الخمس الأولى من الدوري خلاف ما تم إسناده له من مواجهات في كأس خادم الحرمين الشريفين، على الرغم من الأخبار المؤكدة التي تناقلتها وأكدتها الصحافة الإفريقية والعربية، وإيقافه من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومنه ما نشرته صحيفة الوفد المصرية عبر موقعها الإلكتروني: “استقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، على إيقاف الحكم الزامبي بكاري جاساما، لمدة 6 أشهر، بعد الأزمة التي شهدها لقاء الوداد المغربي والترجي التونسي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا”. هذا الخبر المنشور يطرح تساؤلات عدة حول آلية الاختيار لدى لجنة الحكام السعودية، ومدى قدرتها على توفير الحكام الأكفاء لإدارة مواجهات الدوري الأقوى عربيًّا والسادس عشر على مستوى العالم، ويكشف بوضوح هشاشة الاختيار والضعف في تحديد أسماء بارزة وقادرة على حماية حقوق الأندية بتطبيق العدالة وضمانها لجميع الأندية سواسية. وكيف يتم استقدام حكم موقوف بحسب الأخبار المنشورة لإدارة الدفة التحكيمية للمنافسات السعودية. والسؤال الأهم في هذه المرحلة تحديداً: هل ستنجح لجنة الحكام في توفير حكام متميزين، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه، وربما يقذفنا للأسوأ بعد قرار عودة الحكم المحلي؟ وهل نحن على مقربة من مشاهدة مهازل تحكيمية على غرار “يد دلهوم” الشهيرة وما شابهها من المهازل؟
مشاركة :