تقع هوشي منه سيتي على ضفة نهر سايغون الكسول الذي جلب التجارة والاستعمار من قبل الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وهي إحدى أكثر المدن الآسيوية الحافلة بالذكريات ولا تخفق في إشعال الخيال، ولا تزال بعض الشوارع والفلل المتصدعة وباهتة الطلاء باقية من عهد الاستعمار، ولكن الانطباع الأول الذي يحصل عليه زوار المدينة في هذه الأيام هو أنها مدينة مثيرة مع ناطحات السحاب ومحال الأزياء الراقية. يوشك تزايد الطلب والاهتمام بالسفر إلى فيتنام أن يقود إلى موجة من الطفرة السياحية ولكن لا يزال ممكناً أمام الزوار الاستمتاع بسحر البراءة والأطعمة الرائعة والسواحل الجميلة، فضلاً عن طاقة مدينة هوشي منه الثائرة التي تضج بالحيوية. لا وجود لشيء يمكن أن يؤهلك لاختراق المدينة في ساعة الذروة مع زحمة الدراجات البخارية والنارية المحيرة للعقل، وهي دراما يقوم بتمثيلها آلاف الممثلين يومياً على الشوارع، حيث تعلن اللوحات الإعلانية كبيرة الحجم المعلقة فوقها عن كل شيء تقريباً. سايغون كانت تعرف المدينة سابقاً باسم سايغون قبل أن تجري تسميتها باسم الزعيم الشيوعي هوشي منه، ولكن روحها أقرب إلى ريتشارد برانسون، مع وجود الكثير من الوقفات الثقافية، وتتشكل المعالم السياحية الرئيسية في المدينة من المطاعم والمقاهي والمحال التجارية، كما أن هناك العديد من البوتيكات الجديدة التي ظهرت في جميع الأنحاء لتقود دفعة ديناميكية جديدة من صناعة الموضة فيها. يمكنك الذهاب إلى فيتنام في فصل الشتاء للحصول على أفضل الأحوال الجوية في البلاد حيث يعتبر شهر يناير/كانون الثاني الأفضل لزيارة البلاد، ومن الأفضل تجنب مدة الرياح الموسمية الممتدة بين شهور مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول، ولكن عليك أن تكون مستعداً للطقس الذي يتسم بالرطوبة على مدار العام، خاصة في الأجزاء الجنوبية من فيتنام. هناك الكثير من الوقفات الثقافية في هوشي منه سيتي، منها متحف مخلفات مدة الحرب، وقصر التوحيد، وشرفة فندق كونتيننتال حيث كان يتجمع المراسلون الأجانب ذات يوم، ومكتب البريد العام ذو الطابع الكولونيالي الكلاسيكي من زمن الاستعمار الفرنسي للبلاد. تدفع البوتيكات الجديدة مشهد الموضة في العاصمة بطريقة ديناميكية مع أحدث الإصدارات والموديلات التي تتكون من العناصر التقليدية والسترات الجميلة التي ترتديها النساء، والآنية المزخرفة التي يتم تحديثها بألوان نابضة بالحياة. سوق بين ثانه قم بجولة في سوق بين ثانه على شارع لو لوي، حيث يمكنك المساومة بجد حول الهدايا التذكارية والحقائب والأكياس المطرزة، إلى القهوة ومنتجات الحرف اليدوية المحلية، ولو رجعت إلى مكان السوق في الليل فستجد بائعي الأطعمة وقد وضعوا أكشاكهم في الشوارع خارج المكان، ويمكنك حينها أن تجرب وجبة "كوم تام" وهي اللحم المشوي مع الأرز، والبيض المقلي والبصل الأخضر. وتحظى مدينة هو شي منه بأفضل الأطعمة الموجودة في البلاد، وهي تستحق هذا اللقب نظراً لنسختها الخاصة من حساء المعكرونة الذي يعرف باسم فو الذي يعتبر الأكثر شيوعاً في وجبة الإفطار، لكنه يكون متاحاً خلال اليوم كذلك. العنصر الرئيسي في وجبات الطعام الفيتنامية هو الأرز وتمثل المعكرونة بديلاً شعبياً في وجبة الإفطار أو وجبة خفيفة، وعادة ما يترافق الأرز مع السمك أو طبق من اللحوم، وطبق من الخضار أو الحساء، ويتبعها كوب من الشاي الأخضر للهضم. وتحظى المأكولات البحرية والأسماك بالأفضلية في جميع أنحاء البلاد، وهي تؤكل إماطازجة أو مجففة، والمنكهات الأكثر شعبية هي الكراث والكزبرة وعشب الليمون، على الرغم من أن الزنجبيل والزعفران والنعناع واليانسون والريحان منأنواع الأعشاب المميزة بقوة كذلك، ويعطي حليب جوز الهند بعض الأطباق من منطقة الجنوب ثراءً ونكهة مميزة. نام فان، يقدمك هذا المطعم الفاخر لإمبراطورية تاجر الحرير المشهور هوانغ خاي المصغرة، وهو الذي يملك إضافة إلى العديد من محال الحرير المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، العديد من المطاعم بما فيها إمبريور في هانوي وبراذرز كافيه في هوي ان وريفر سايد ريزورت في هوي ان، وفي حين أن المساحات بالداخل جميلة للغاية فإن الأطعمة المقدمة لا تقل عنها إثارة. قصر التوحيد ريونيفيكيشن بالاس تم بناء قصر التوحيد الذي هو عبارة عن مبنى من الخرسانة يقع على نام كي خوي نجيا في العام 1966 بعد أن تم قصف قصر نوردوم الذي كان هو المقر الرئيسي لرئيس فيتنام الجنوبية بالقنابل في العام 1962، ولا تزال الدبابة التابعة لجيش فيتنام الشمالية التي اقتحمت بوابات القصر في يوم 30 إبريل/ نيسان عام 1975 لتشير إلى انتهاء الحرب موجودة في المكان. في الداخل هناك قاعات للمؤتمرات، وتحتوي إحداها على لوحات ورسوم رائعة من محراب الآداب تيمبل أوف ليتريتشا في هانوي، ومخبأ معزز مع مركز للقيادة في زمن الحرب وغرفة للخرائط.