يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام محطة مفصلية من تاريخه السياسي مع بدء التصويت في انتخابات يمكن أن يخسر فيها زعامة حزب الليكود لحساب خصمه الرئيسي جدعون ساعر. وبدأ أعضاء حزب الليكود اليميني التصويت الخميس لاختيار رئيس جديد له في مرحلة مفصلية والبلاد على أبواب انتخابات برلمانية ثالثة في أقل من عام بعد الفشل في تحقيق التوافق لتشكيل حكومة جديدة. وستشكل الهزيمة لنتنياهو (70 عاما) صدمة كبيرة، لكن نتائج متقاربة بين المرشحين ستضعف تأثيره على الحزب اليميني المتشدد الذي يهيمن عليه منذ عشرين عاما. ويواجه نتنياهو الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عقد لائحة اتهام بالفساد في ثلاث قضايا ينفيها كلها، ويفترض أن يخوض انتخابات تشريعية مبكرة في مارس المقبل ستكون الثالثة من نوعها في غضون عام. وجاب نتنياهو وساعر البلاد في حملة انتخابية لإقناع نحو 116 ألف عضو في الليكود مؤهلين بإدلاء أصواتهم، على الرغم من أن نتنياهو لم يستجب لدعوة ساعر بإقامة مناظرة. وسيتولى الفائز في هذه الانتخابات التمهيدية المهمة الشاقة التي تتمثل بقيادة حملة لحزب للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثاني من مارس المقبل، بعدما أفضت انتخابات سبتمبر إلى طريق مسدود لتشكيل حكومة إسرائيلية. وتشكل خطوة ساعر (53 عاما) الترشح للانتخابات ضربة لنتانياهو وتهديا خطيرا له. وردا على سؤال عما سيفعله إذا فاز في الانتخابات وفرضت عليه المحكمة التخلي عن منصبه للمثول أمام القضاء، قال نتانياهو "الشعب هو الذي يحدد هو القوة الأكبر". ومنافسه جدعون ساعر، سياسي إسرائيلي ينتمي لحزب الليكود اليميني. وقد شغل مقعدا في الكنيست ومنصبي وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم في حكومات نتنياهو. وقد أعلن عن استقالته من منصب وزير الداخلية عام 2014، إلا أنه عاد إلى الحياة السياسية عام 2019 وحل رابعا على قائمة الليكود في الانتخابات. واتهم جدعون ساعر مرارا نتنياهو بتهميشه ومع فشل رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابين هذا العام ، أصبح ساعر الآن يتحدى رئيس الحكومة لزعامة حزب الليكود. وينتهج ساعر السياسة اليمينية نفسها التي يتبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين. وقد دعا إلى تشديد العلاقة مع الفلسطينيين. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز ساعر بزعامة الليكود سيؤدي إلى فوز الحزب بعدد أقل من المقاعد الليكود في الانتخابات، لكنه سيسمح بزيادة حجم الكتلة اليمينية في البرلمان الإسرائيلي، ما يعني تشكيل حكومة أغلبية يمينية. وكان ساعر دعا في الخريف إلى إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب بعد فترة وجيزة على الانتخابات العامة لاختيار رئيس لليكود بدلا من نتانياهو الذي يقود الليكود منذ 1993، لكن دعوته لم تلق صدى حينذاك. وقال ساعر الإثنين الماضي إن "نتانياهو فشل مرتين، لكن ليس بسبب أفكار الليكود"، داعيا إلى "نهضة" في اليمين الإسرائيلي. وحذر من أنه "إذا لم نجر أي تغيير فنحن نقترب من حكومة يسارية". ويروّج ساعر لنفسه كبديل لنتنياهو في زعامة الليكود، حيث يؤكد مخاطبا مؤيديه "إذا كنت تعتقد أن الليكود ونهجه يجب أن يقودا إسرائيل فقم بالتصويت لي"، مشيرا إلى أنه يتمتع "بالمعرفة والخبرة لقيادة إسرائيل في العقد المقبل".
مشاركة :