تونسي ينقذ حيوانات أليفة من متاعب الإعاقة

  • 12/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن في حساب أحمد أن يصبح ذا شهرة واسعة وحديث وسائل الإعلام في تونس وخارجها بين عشية وضحاها بعد أن أنقذ حياة قط بطريقة مبتكرة. نجح أحمد في ابتكار عربة بعجلتين على مقاس قط صغير لمساعدته على المشي بعد أن فقد القدرة على تحريك رجليه بسبب حادث. وكانت الحادثة قصة نجاح أولى تلتها عدة عمليات إنقاذ أخرى. لم يكن لأحمد أي اطلاع على الطب البيطري كما أنه ليست لديه أي شهادات جامعية في أي اختصاص، لكنه شغوف بالابتكار وتقديم المساعدة. ويتحدث الشاب عن أولى محاولاته حينما طلبت منه إحدى قريباته أن يفعل شيئا لإنقاذ أحد طيور اللقلق التي كانت تربيها بمزرعتها، بعد أن تعرض إلى كسر في أحد رجليه ففقد المشي عليها. بعد جهود ومحاولات تمكن أحمد من صناعة ساق اصطناعية من قصبة بلاستيكية مكنت الطائر من استعادة المشي على رجليه بشكل مؤقت، لكنه عرف لاحقا تعقيدات صحية عند المتابعة الطبية لينتهي الأمر بوفاته. وبعيدا عن ابتكاره الأول عرف أحمد المناعي (24 عاما) كمنتج أفلام كرتونية ساخرة ثلاثية الأبعاد تبث على قناته بموقع يوتيوب، وهي تلقى رواجا كونها تحوم حول شخصيات سياسية. يقول أحمد “غادرت الدراسة مبكرا ولم أكن حتى منخرطا في جماعات الرفق بالحيوانات. حدث الأمر بالصدفة. جاءت فكرة أن أصنع أطرافا اصطناعية وعربات دون أن أخطط لذلك بشكل مسبق”. ويتابع أحمد “كنت مولعا بصناعة الروبوتات البدائية منذ صغري أيام الدراسة وتطور الأمر معي. كسبت أيضا شهرة من وراء هذا دون أن أتلقى تعليما في الجامعة لكن كان يتم استدعائي باستمرار لمناقشة ابتكارات المتخرجين الجدد”. يقدم أحمد نفسه اليوم كناشط متعدد المواهب فهو يصنع الروبوت ومصور كليبات وملحن لموسيقى الراب ومنتج أفلام كرتونية عالية التقنية كما يقدم حلولا ميكانيكية للمساعدة على منح الحيوانات ذات الإعاقات والقصور الجسدي فرصة أخرى للعيش. ولا ينسب الشاب لنفسه اختراع العربات بشكل حصري ولكنه يسعى كما يقول لتلافي نقص هذه المستلزمات الخاصة بالحيوانات في الأسواق التونسية بأن يوفر بديلا مبتكرا وبتكاليف زهيدة. يوضح أحمد ذلك قائلا “هذه المستلزمات متواجدة في الأسواق الأوروبية ولكن لا يتم استيرادها إلى تونس لأنها ليست من أولوياتنا. أحاول أن أتعامل مع الأمر بتجهيزات بسيطة وتطويعها الى أفكار مبتكرة”. وفي بلد تتواتر فيه شكاوى المنظمات المدافعة عن الحيوان ضد عمليات القنص المنظمة من قبل السلطات البلدية للكلاب والقطط الضالة في الشوارع، فإن ما يتوصل إلى تقديمه أحمد يعد في نظر هذه الجمعيات نقطة ضوء. ومثل الكثير من الدول العربية تفتقد تونس إلى مراكز متخصصة لإيواء الحيوانات الشاردة أو من دون مرافقين وحمايتها ومعالجتها، عدا بعض المراكز القليلة التي شيدت بتمويل من المجتمع المدني وهي تعمل لحماية تلك الحيوانات بشكل مؤقت لحين إيجاد متبنين لها. ويعترف أحمد بأن ولعه بعالم الفيديو ساعده كثيرا في إطلاق مبادرته بإيجاد تصميمات مناسبة للحيوانات المصابة وهي تلقى إعجابا وإشادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي غير أنه يشكو من حالة الأحجام الجماعية عن تمويل مثل هذه المبادرات وتعميمها. يقول الشاب بنبرة يائسة “عندما أنشر التصميمات سرعان ما تجلب موجات إعجاب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات المنظمات المدافعة عن الحيوانات ولكن لا أحد يدعمك”. ويضيف “البعض يأتي بالحيوانات طلبا لإيجاد حلول ولكنه لا يغطي المصاريف. البعض يأتي بكلب أو قط فيتركه ولا يعود.. هذه فوضى في المنزل”. واضطر هذا العمل أحمد إلى مقاطعة صناعة هذه الأطراف الاصطناعية والعربات لفترة غير قليلة وتحت ضغط صفحات التواصل الاجتماعي ونداءات الجماعات المدافعة عن الحيوان بدأ الشاب يرتب لتقديم أفكار جديدة. ويوضح أحمد “أعترف بأنه ليس هناك نجاح مطلق. أقوم بعدة محاولات للتوصل إلى صناعة أطراف أو عربة مناسبة للحيوان المصاب. يحدث هذا ضغطا مستمرا لأن بعض العربات أو الأطراف تحتاج أحيانا لتعديل حتى تكون ذات مقاسات مناسبة”. ويتابع “أنا أقول إن النجاح في إنقاذ كل الحيوانات غير ممكن ولكن يتوجب قبل ذلك أن نبدأ بتعميم سلوكيات جديدة داخل مجتمعنا. سيساعد هذا بلا شك على تجنيب الحيوانات الأذى”. والخطوة التالية هي أنه يفكر بتوسيع مبادرته لتشمل مساعدة البشر ممن يعانون إعاقات جسدية أو عجزا على الحركة، وهو تحد يعتبره أحمد دقيقا ولكنه سيقدم خدمات مفيدة للآلاف من المحتاجين إذا ما لقيت أفكاره الدعم والتمويل.

مشاركة :