2355 حالة انتحار مصرية العام الماضي

  • 5/23/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ستة شباب في مقتبل العمر، قادهم الفقر والبطالة والعنوسة بجانب الضغوط النفسية والإحباط إلى الإقدام على الانتحار خلال يومين فقط في مصر، وكان العام الماضي قد شهد وفق إحصائية رسمية للمركز القومي للسموم، وقوع 2355 حالة انتحار خاصة بين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عاماً، الأمر الذي يدق جرس إنذار بأن شباب مصر في خطر، في ظل استمرار مسلسل الانتحار. ودق مختصون في علمي النفس والاجتماع ناقوس الخطر، بسبب تزايد حالات الانتحار خاصة في أوساط الشباب، باعتبار تلك الحالات باتت تقترب من حد الظاهرة، بل وأصبحت شرخاً في جدار المجتمع، فقطار الانتحار لا يزال مستمراً في حصد الأرواح من دون محاولات من جانب الحكومة للتصدي للأسباب التي تتمحور حول ثلاثة عناصر هي الفقر والبطالة والعنوسة، التي تشكل ضغوطاً نفسية صعبة مرحلة الإحباط المفضي للتخلص من الحياة. وتؤكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس دكتورة ثريا عبد الجواد، أن الانتحار مرتكزه الأساسي اليأس وضعف الإيمان وغياب الوازع الديني، بل يعتبر جريمة في حق النفس والمجتمع، ولا يمكن أن يكون حلاً لأي مشكلة، فالحل دائماً يتمثل في المثابرة والصبر والعمل والاجتهاد، وإن كان الأمر متعلقاً بالمرض النفسي والاكتئاب فيمكن الاستعانة بمساعدة طبية، وهذا ليس عيباً ولا حراماً، ومن الناحية الاجتماعية فقد أصبح المجتمع أكثر قبولاً لتلقي المساعدات الطبية النفسية، فالأمر لا يرتقي لوصفه ظاهرة، فهو حالات فردية إلا أنها منتشرة، ويطلق لفظ الظاهرة عندما نرى سنوياً مئات الآلاف من الحالات المقدم أصحابها على الانتحار، فالتحرش والسرقة بالإكراه وغيرهما تعتبر من الظواهر. وحالة الفراغ العاطفي أو البطالة لدى الشباب من الأسباب الرئيسية للاندفاع وراء الرغبة في التخلص من الحياة، فضلاً عن الأسباب المجتمعية وعلى رأسها الفقر والبطالة والعنوسة. عنف خطر ويرى أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر دكتور هشام بحري، أن الانتحار يعتبر من حالات العنف الخطرة التي تصيب المجتمعات، فعندما يغضب الإنسان من شخص قد يلجأ للاعتداء عليه، بعد تفكير طويل، وفي حالة المنتحر فغضبه ينفث عنه في جسده ونفسه، فيقطع شرايين يده أو يلقي بنفسه من مرتفع، أو يحرق أو يشنق نفسه. وعليه لا بد من ضرورة إعادة مفهوم قيمة الحياة لدى الإنسان، وقيمة الخوف من الله، وعدم التجرؤ على معصيته، وبالطبع وحتى الآن لا يمكننا إلصاق وصف الظاهرة بالانتحار في مجتمعاتنا العربية، إلا أن ما يمكن الجزم به أن هناك زيادة في معدلاته نتيجة أسباب متباينة، ومنها التسليط الإعلامي على حالات الانتحار، التي تغري البعض بالإقدام عليه ربما بدافع لفت الأنظار. وقرار الانتحار أمر صعب جداً ولا يمكن أن نقول إن أعداد الإناث أو الذكور أكثر في اتخاذ القرار، بل نرى أن الإناث أكثر عرضة للضغوط النفسية والاكتئاب والضيق، لأنهن يتعرضن للضغوط من جهات عدة. وفقدان الأمل في المستقبل وانتشار العنف والاستهانة بالدم من الأسباب، التي ضاعفت نسب الانتحار. والمجتمع بكل مؤسساته مطالب بالعمل على احتواء مصادر الضغط على الشباب والحد منها، وزرع ثقافة الذهاب إلى الطبيب النفسي عند التعرض لأزمة يصعب على الإنسان تجاوزها بمفرده. قيمة الحياة ويؤكد رئيس جامعة حلوان السابق الدكتور محمد الجوهري، أن الميل للانتحار يمكن التغلب عليه ببعض الإجراءات الوقائية، من خلال التوعية بقيمة الحياة في المدارس والجامعات والحملات الإعلامية وتوعية الأسر والوالدين لتنشئة أبنائها على التمسك بالأمل والمثابرة، مؤكداً أن الانتحار لا يؤثر سلباً على المنتحر فقط، وإنما تمتد آثاره على الأسرة المحيطة به والمجتمع بأسره. التمسك بالدين طالب عضو هيئة كبار علماء الأزهر دكتور طه أبو كريشة، مجتمعاتنا بتحصين الشباب من النوازع والضغوط النفسية السلبية التي تؤدي بهم إلى الأمر المحرم، وتقوية الوازع الديني والتوعية بالمدارس والمساجد وعبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وعلى علماء الاجتماع والنفس والدين بحث الأسباب التي تؤدي لذلك التجاوز الديني الخطير، والسعي لإيجاد الحلول الناجعة، وعدم التمسك بأهداب الدين يترك آثاره في النفوس، ويحطم القلوب ويورث القنوط من رحمة الله، ويقود لنتائج نفسية سيئة تؤثر على عقول ضعاف الإيمان خاصة الشباب.

مشاركة :