برعاية السفير أسامة بن نقلى سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، احتفلت الملحقية الثقافية بسفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة بتوجيه ودعم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للغة العربية، باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»، حيث اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها في ديسمبر عام 1973, والذي تقر بموجبة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. حضر الندوة لفيف من الباحثين والأكاديميين المتخصصين باللغة العربية من بينهم الأستاذة الدكتورة/ وفاء كامل الأستاذ بجامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والأستاذ الدكتور/ محمد فهمي طلبة أستاذ الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس والعضو المنتخب بمجمع اللغة العربية، وناقشت عددًا من الموضوعات المتعلقة بالقضايا المعاصرة للغة العربية، إضافة إلى تسليط الضوء على استخدامات الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية ونشرها لتفتح الأفق ً للتعاون بين الدارسين في هذا المجال والتخصصات الأخرى. وفي نفس السياق، شاركت الملحقية الثقافية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بدعوة من مجمع اللغة العربية، بحضور سفراء ودبلوماسيين من البلاد العربية المختلفة، وأساتذة الجامعات وعلماء من الأزهر، وبعض الشخصيات العامة البارزة في مجال الثقافة والمهتمين باللغة العربية، بمقر المجمع بحي الزمالك. وأعرب الأستاذ الدكتور حسن الشافعى رئيس المجمع، عن سعادته بتجمع المهتمين حبا فى اللغة والاحتفاء بها، ومن جانبه قال الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين الدكتور خالد بن عبدالله النامي، إن مجمع اللغة العربية كان ومازال يلعب دورا محوريا في الحفاظ على هوية اللغة العربية ومساندتها في كل المحافل الدولية المختلفة كون اللغة تعد أساس أي هوية لأي أمة من الأمم ، مؤكداً «عالمية اللغة العربية في ضوء أصولها التاريخية ومستقبلها»، بالإضافة إلى أن قدرتها على مواجهة كل التحديات هو الذي جعلها تبقى لغة حية بينما اندثرت الكثير من اللغات الأخرى. وشدد مفتي مصر فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- على أهمية استعادة لغتنا الفصيحة والنهوض بها، كونها أداةَ التواصل والتعبير عن هويتنا وحضارتنا العريقة، وقال: إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، مصداقًا لقول المولى عز وجل: {إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ}، وحسبها هذا الشرف! مشيرًا إلى أن اللغة العربيَّة تعدُّ من أوفر اللغات من حيث المعاني والمواد على مستوى العالم، وهي بذلك تكون أوفى بالتعبير عن دقائق الحاجات الإنسانية، وتلك وظيفة أي لغة في الأساس. وأوضح مفتي مصر أن وظيفة اللغة في المجتمعات لا تقتصر على التواصل فحسب، بل هي الأداة التي يفكر بها الإنسان والوعاء الذي يحفظ التراث الثقافي، وهي العامل الأول في انتشار الثقافة والتحضر، مشيرا إلى أن اللُّغة هي أحد أهم مُكوِّنات المُجتمع الإنساني الرئيسة، بل هي السَّبب الأول في نشوء الحضارات؛ لأنَّ التَّواصل الذي يتمُّ عن طريق اللُّغة يعد اللَّبنة الأساسيَّة في عمليَّة البناء والعمران، كما أن قوَّة وبلاغة اللُّغة تُعبِّران بشكل كبير عن تماسك المجتمع النَّاطق بها، وتعكسان اهتمامه بها وبقواعدها، وبعلومها وآدابها وضوابطها.
مشاركة :