كثفت إيران قمعها للمعارضة الداخلية، من أجل فض وقفة امام نصب تذكاري لرجل قتل في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة، فيما غمرت الشوارع مع قوات الأمن ومنعت الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال. ويبدو أن الإجراءات القمعية تهدف إلى إثناء الإيرانيين عن الاستجابة لدعوات النشطاء لعقد تجمعات عامة في 26 ديسمبر للاحتفال بنهاية فترة حداد تقليدية مدتها 40 يومًا لضحية بارزة في احتجاجات الشهر الماضي، بويا بختياري. وكانت المظاهرات التي استمرت طوال أيام في جميع أنحاء البلاد، والتي أشعلها قرار الحكومة في 15 نوفمبر برفع أسعار البنزين بشكل حاد، أشد الاضطرابات دموية في إيران منذ عقود.وأظهرت مقاطع فيديو أفراد الأمن الذين يحتجزون عدة أشخاص في مقبرة بهيشا سكينة في بلدة كاراج الشمالية. وناشد أفراد أسرة بختياري الجمهور والصحفيين الانضمام إليهم في قبره للاحتفال بمرور 40 يومًا على مقتله واستخدموا إنستجرام لنشر المناشدة، وقالوا إنه أصيب في رأسه في 16 نوفمبر، وهو اليوم الثاني للاحتجاجات. إن حملة وسائل التواصل الاجتماعي التي قامت بها الأسرة لزيادة الوعي بمقتل بختياري قد جعلته أحد أكثر القتلى شهرة في المظاهرات.كما دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في إيران إلى عقد تجمعات على مستوى البلاد لإحياء ذكرى مئات الأشخاص الآخرين الذين تقول جماعات حقوقية إنهم قتلوا على أيدي قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين. ورفض المسئولون الإيرانيون تقارير مئات القتلى ووصفوها بأنها مبالغة دون تقديم حصيلة القتلى. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز وواشنطن بوست، أن بعض أقارب بختياري وصلوا إلى المقبرة للنصب التذكاري، بعد اعتقال آخرين في وقت سابق من الأسبوع، بما في ذلك والديه، لتخطيطهم للتجمع العام.
مشاركة :