استشهد 21 شخصاً في مسجد الإمام علي بن أبي طالب الواقع في وسط بلدة القديح بمحافظة القطيف، بعد أن فجر إرهابي نفسه ظهر أمس (الجمعة) أثناء أداء المصلين الصلاة، فيما أفاد شهود عيان التقتهم "الرياض" بمستشفى القطيف المركزي أن الإرهابي شوهد قبيل تفجير نفسه وهو يرتدي قميصا عاديا، متنكراً باللباس المحلي. وكشف الناطق الإعلامي بصحة المنطقة الشرقية أسعد سعود ل «الرياض»، أن صحة المنطقة استنفرت طاقاتها لاستقبال المصابين جراء الانفجار الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام علي بن أبي طالب وسط مدينة القديح، أن حالات الوفيات بلغت 21 شهيدا، في حين استقبلت المستشفيات 40 حالة إصابة بحاجة إلى تنويم، وبلغت الحالات الحرجة 12 حالة بينما غادر المستشفى 29 شخصاً بعد تلقيهم العلاج اللازم. وبين أن وزير الصحة خالد الفالح يرافقه مدير عام صحة الشرقية الدكتور خالد الشيباني، يقفان على الأوضاع ويشرفان عليها بمستشفى القطيف المركزي. مستشفى القطيف المركزي أعلن حالة الطوارئ القصوى.. ووزير الصحة يقف على خدمة الجرحى وقال إن الوزير وجه بتنفيذ خطة الطوارئ التي يعمل بها في مثل هذه الحالات واستقبال المصابين وتقديم الخدمات الإسعافية والرعاية العلاجية لهم». وفي ما يخص وحدات الدم، بيّن أن صحة الشرقية لديها وحدات دم كافية. وشهد قسم الطوارئ لمستشفى القطيف المركزي حالة من الزحام غير المسبوق، واجتهد الكادر الطبي الذي تواجد في كامل الأقسام في إجراء العمليات السريعة، والعمليات الخطرة لبعض المصابين، فيما أعلنت حالة الطوارئ القصوى بين الكوادر الطبية التي حضرت للمساهمة في معالجة الجرحى. وليس بعيداً من الزحام الشديد داخل المستشفى، شهد الطريق السريع (الدمام - الجبيل) زحاماً في المنطقة المؤدية للمستشفى، ما استدعى حضوراً أمنياً لتسريع حركة المرور، واستمر توافد الجرحى حتى الساعة الرابعة والنصف، بيد أن عدد الشهداء استقر عند 20 شهيدا حتى مغرب أمس. وميدانياً، خلف الانفجار دمارا هائلا، إذ تساقطت أجزاء كثيرة من السقف على المصلين، وتهشم الزجاج بالكامل، ما أسهم في مضاعفة الإصابات، بيد أن حجم المسجد الكبير حال دون تأثير الانفجار من ناحية عدد القتلى. الانفجار خلّف دماراً هائلاً وأوقع أجزاء من السقف على المصلين وعلمت "الرياض" التي باشرت موقع الانفجار داخل المسجد، أن جثة الإرهابي انشطرت نصفين، وتم انتشالها من الموقع، فيما انتشل سبعة شهداء من الموقع، وتوافد الأهالي إلى موقع الانفجار الذي حضر له محافظ القطيف خالد الصفيان بهدف الاطمئنان على الجرحى. وأفاد شهود عيان، أن المسجد كان مكتظا بسبب صلاة الجمعة، وتعقب الصلاة احتفاء بمولد الإمام الحسين، ووقع الانفجار بشكل مفاجئ وهز المسجد بشكل عنيف، ما يشير لوجود كمية كبيرة من المتفجرات وضعها الإرهابي في حزامه الناسف، ودخل الانتحاري من الباب الذي لم يكن عليه حرس من الأهالي، علما أن المسجد يقع في وسط البلدة وله بابان رئيسان شمالي وجنوبي. الصفيان يدعو المواطنين إلى الوحدة والوقوف خلف القيادة وأفاد موسى عبدالكريم الحصَّار (مصاب) أنه شاهد الانتحاري، إذ كان واقفا للصلاة في الصف الخلفي، وسرعان ما حصل انفجار شديد ذهب اثره الشهداء وسقط الجرحى، مضيفا "أصبت في رجلي، وقمت بوضع القماش عليها لئلا أخسر المزيد من الدماء، وأسعفني أشخاص، فتوجهنا في سيارة مدنية إلى مستشفى القطيف المركزي"، مشيراً إلى أنه نزف الكثير من الدماء، وأنه لو لم يضع في موقع الشظية الناجمة عن الانفجار الشديد قطعة قماش لأصبح شهيدا". وتابع "كان الارهابي يلبس لباسا عاديا عبارة عن قميص وبنطلون، ومن مشاهدتي له إلى التفجير لم يتجاوز الأمر 30 ثانية، وكان يتلفت يمينا وشمالا يختار موقعا ليفجر فيه نفسه، وفجر نفسه في الصف الأخير الذي كنت في طرفه". وليس بعيدا عن الحصَّار، ذكر أبو علي أنه كان في الصف الخامس في الصلاة، وسمع الانفجار بشكل عنيف ومدوّ، مضيفاً "كان صوت الانفجار من الخلف، أصبنا بالشظايا من الخلف"، مشيرا إلى أنه كان مع والده داخل المسجد، ونقلا بواسطة سيارة مدنية للمستشفى. فيما قال المصاب ممدوح علي القديحي، إن الانفجار كان عظيما، مضيفاً "لم نشعر بعد صوت الانفجار الرهيب، إلا بالغبار والدماء والناس في خوف وهلع، ويقصدون الخروج، فيما الجرحى بالعشرات والشهداء بلا حراك". وقال الجريح سلمان أحمد الناصر (80 عاما): "كنت أصلي وفوجئت بصوت شديد، ولم أشعر إلا أني أتألم في منطقة الفخذ"، مفيداً أنه وصل للمستشفى عبر الهلال الأحمر الذي أنقذه، وتابع "لم أرَ في حياتي مثل هذا الدمار في بلدي، ولم نشهد إرهابيا يفجر نفسه قبل هذه اللحظات، الله ينتقم منه ويخزي أفعاله ويدخل الإرهابي جهنم لأنه قتل العديد من الناس في المسجد وهم يصلون لربهم سبحانه".وشرح عباس الغزوي – مصاب- الذي كان في الصف الثالث للصلاة، الحادثة بقوله: "سقط أمامي جرحى وشهداء، وأصبت بشظايا في رجلي، وشاهدت جثة الإرهابي بعد عمليته الجبانة"، مشيراً إلى أن المسجد كان مزدحما للغاية. وقال شاهد العيان حسين الخزعل، إن الحدث غير معتاد في محافظة القطيف، وأن التفجير الإرهابي سبب الهلع للناس، وأن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها عبر كشف الشبكة التي خططت لكل هذا القتل في بلادنا الحبيبة، مترحماً على الشهداء، وتابع "إن الناس غاضبون من هذه العملية ويتوقون الرد عليها عبر النظام وكشفها ومحاسبة المخططين وبقية المنفذين لها وإنزال أقسى العقوبات بحقهم". من جانب آخر حضر محافظ القطيف خالد الصفيان إلى موقع الانفجار، مؤكداً من هناك أن التحقيقات الموسعة بدأت، وباشر ميدانيا التطورات في بلدة القديح، مضيفا "سيتم التوصل لهوية الفاعل، ولم يحدد جنسية الفاعل". واستنكر محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان التفجير الإرهابي، معتبراً أن «ما حصل مؤسف ويعد عدواناً وإثماً استهدف نفسا محرمة وقتلها بغير حق». مؤكداً أن ذلك يتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف. وبيَّن الصفيان أن هذا الحادث الإجرامي لا يخدم إلا أعداء الدين ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم وجرائمهم، موضحاً أن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء؛ وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام. وأكد أن المملكة ستتصدى لأي فتنة، داعيا المواطنين إلى الوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة، ورص الصفوف ونبذ الفرقة، وكل ما يخل بأمن هذا الوطن واستقراره للحفاظ على المكاسب الوطنية لهذا البلد المعطاء. وحذر الصفيان من الانجرار وراء الفكر الضال والمنحرف ومن يبث دواعي الشر، وعدم إعطاء الفرصة لكل من يريد التربص بأمن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن الإرهاب لا يعرف دينًا ولا وطنًا. وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أعلن أن الجهات الأمنية باشرت بعد صلاة الجمعة بلاغاً عن وقوع انفجار في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ببلدة القديح في القطيف، وأضاف في بيانٍ إلحاقي أنه "أثناء أداء المصلين لشعائر صلاة الجمعة بالمسجد قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، ما نتح عنه مقتله، واستشهاد وإصابة عدد من المصلين، وقد باشرت الجهات المختصة مهماتها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية". يشار إلى أن القائمة الأولية لأسماء الشهداء هي: سعيد اسماعيل أحمد الغزوي، عيسى أحمد حسن الغزوي، حيدر جاسم أحمد المقيلي، نبيل حسن ناصر العلوي، مصطفى حسين محمد الجنبي، أحمد سعيد أحمد العبيد، يوسف أحمد محمد الغزوي، علي جاسم علي الدرويش، سعيد علي العبيد، محمد حسين أحمد الغزوي، مهدي أحمد الخاطر، حسين علي ناصر آل يتيم، كمال حسن كاظم العلويات، محفوظ محمد العلويات، محمد أحمد المسباح، رضي حسن علي العراجنة، موسى جعفر علي مرار، محمد علي عفيريت، عبدالله محمد القديحي، علي صالح الغزوي.
مشاركة :