أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام الماضية نشاطا مكثفا،  لحماية الأراضي الليبية من التدخل الخارجي، خاصة أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتسعى تركيا إلى تقديم دعم عسكري، بري وبحري وجوي، لحكومة الوفاق، وهو الأمر الذي رفضه العديد من دول العالم، مطالبين بحل الأزمة سلميا. ويأتي ذلك في إطار سعي أردوغان للحصول على مكاسب من خلال التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط، وهو الأمر الذي أزعج مصر واليونان، نظرا لعدم أحقية تركيا في  مشاركتهما تلك الاكتشافات. لكن الرئيس التركي يلتف على الحقائق كعادته، وذلك بإبرامه اتفاق مع حكومة الوفاق لترسيم الحدود البحرية، وهو أمر غير معترف به. وتحرك الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بخطى ثابتة لوقف تلك الانتهاكات التي يمارسها أردوغان، وأجرى اتصالات مكثفة بزعماء المجتمع الدولي لمنع التدخل الخارجي في ليبيا. ولم يخف السيسي موقفه من الأزمة الليبية، خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، وتحدث بشكل واضح وصريح، قائلا: «إن مصر لم تتدخل بشكل مباشر في ليبيا»، مشيرا إلى قدرتها على القيام بذلك، واتهم  حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، بأنها “مسلوبة الإرادة”، و”أسيرة للميليشيات الإرهابية”.تسوية الأزمة الليبية واستعرض الرئيس المصري، في اتصال هاتفي الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تطورات الأوضاع في ليبيا، واتفق الجانبان على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي. وهو الأمر ذاته، الذي ناقشه، أمس الخميس، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث اتفقا على رفض الاستغلال الخارجي للوضع في ليبيا. وقال البيت الأبيض، إن الرئيسين حثا، في اتصال هاتفي الخميس، أطراف الصراع في ليبيا على اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء القتال. ووفقا لما صرح به المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان مساء الخميس، أكد السيسي دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده. وشدد السيسي على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الليبي لمكافحة الإرهاب وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة، التي باتت تهدد الأمن الإقليمي بأسره، مؤكدا ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي. كما تلقى الرئيس المصري، مساء الخميس، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، وناقش الطرفان الوضع الليبي.مساعي مصر لاستقرار ليبيا وكان الرئيس المصري بحث، خلال اتصال هاتفي مؤخرا مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تطورات الأوضاع في ليبيا. وأكدت ميركل حرصها على تبادل وجهات النظر والرؤى مع السيسي فيما يخص التطورات الأخيرة على الساحة الليبية. وشدد السيسي على موقف مصر الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها في جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة، التي تمثل تهديدا على ليبيا وجيرانها. وأوضحت ميركل سعي بلادها للحل السياسي في ليبيا، حيث تم التوافق على ضرورة تكثيف الجهود للعمل على إنهاء الأزمة الليبية من خلال مقترب شامل يتضمن جميع جوانب القضية.