أكدت الدكتورة هدى حميد الخبيرة التربوية والحاصلة على الدكتوراه في فلسفة الإعلام وثقافة الأطفال بجامعة عين شمس، أن أزمة احتواء الأبناء التي نتاجها الطبيعي العنف والقتل وأصبحت تشكل ثقافة عامة في المجتمع تعود إلى عدة أسباب، أهمها الفتور الذي يسود معظم الأسر في الوقت الحالي نتيجة لانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير جدا لمعظم أفراد المجتمع باختلاف طبقاته.وقالت حميد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "أصبحنا نجد بعض الأسر متاح لكل فرد فيها جهاز بداية من الطفل الصغير وحتى أكبر فرد فيها، فنجد بذلك الأسرة كل فرد فيها أصبح في حالة عزلة تامة عن الآخر، كل ذلك مع الوقت أدى إلى حدوث فجوة بالأسر وحدوث جفاء للمشاعر، وفتور المشاعر وجفائها كان الأرض الخصبة لتقبل العنف داخل الأسرة الواحدة وانتشاره في المجتمع". وعن منبع العنف، أوضحت "الأمر يرجع لوسيلتين، الأولى وسائل الإعلام وما تصدره من مشاهد للعنف والجريمة، حيث تقدم معظم الأعمال البلطجي نموذج للبطل، وتقدم البلطجة وكأنها هي الشكل السائد في المجتمع، ومع الوقت اعتاد المشاهد على منظر العنف على الشاشة فتعامل معه وكأنه أمر طبيعي على أرض الواقع، ولم يختلف متعلم أو أمي في التأثر بمشاهد العنف ومضامين البلطجة.وأردفت: "أما الوسيلة الثانية، فهي أكثر تأثيرًا على فئة الأطفال حتى مرحلة المراهقة، وهي وسائل التكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من ألعاب تصدرها جهات وشركات مختلفة وإن اختلفوا في نوايا تصدير اللعبة ما بين تحقيق مكاسب بإدمانها أو تشويه جيل كامل، فقد اتفقوا على تأثير واحد غرز العنف في نفوس الأطفال بشكل غير مباشر".وحول آليات المواجهة، أكدت أن هناك عاملين مهمين، أولها عامل الأسرة والذي يتمثل في تقديم التوعية الكاملة بخطورة انعزال الجميع داخلها، وما يمكن أن تؤل إليه نتيجة هذا الانعزال من تبعات سلبية سواء التبعات النفسية أو الصحية أو الاجتماعية، وكذلك توعيتهم بكيفية ترشيد استخدام تلك الوسائل، وذلك عن طريق حملات توعوية تقوم بها وسائل الإعلام والمؤسسات التثقيفية الأخرى، أما العامل الثاني والأهم لكل طبقات المجتمع فهو وسائل الإعلام وما تقدمه للجمهور حيث لا بد من وجود رقابة كاملة وحازمة على ما يتم إنتاجه من أعمال تعبر عن المجتمع المصري وتقدم له ويتأثر بها الجميع.
مشاركة :