شوريَّون ل «الرياض»: وطننا يعيش العدالة وسواسية الحقوق ووحدتنا الوطنية لن يمسها الإرهاب الشيطاني

  • 5/23/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالبوا بإصدار نظام لتجريم الطائفية والعنصرية وتوعية المجتمع سنة وشيعة بخطر الإرهاب أدان معالي رئيس مجلس الشورى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد ببلدة القديح في محافظة القطيف واستهدف عدداً من المصلين الأبرياء أثناء أدائهم صلاة الجمعة. وقال معاليه «إن هذا العمل الإرهابي يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقيم الإنسانية، هدفه الأول زرع وبث الفتنة الطائفية بين شعب المملكة وتنفيذ أجندة خارجية لتمزيق وحدة المملكة». وأكد الدكتور آل الشيخ أن شعب المملكة سيقف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول بث الفرقة بين أطياف المجتمع وزعزعة استقرار البلاد، وإحداث الفتنة بين أبنائه ووحده النسيج الوطني. وأضاف معاليه «إن المملكة بقيادة خادم الحرمين - حفظه الله - ستمضي قدماً بعون الله في مكافحة الإرهاب بحزم لاجتثاثه، مشيدا بهذا الصدد بما يبذله رجال الأمن وجميع الأجهزة الأمنية بقيادة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من جهود في سبيل محاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابين ووأد مخططاتهم». ورفع رئيس مجلس الشورى التعازي لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- ولأسر الضحايا وأبناء وطننا العزيز كافة، داعيا المولى جل وعلا أن يتغمدهم برحمته وأن يكتبهم من الشهداء، وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء، كما دعا المولى جلّ وعلا أن يحفظ المملكة من كل سوء ومكروه. من جهته، استنكر معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري العمل الإرهابي الآثم، ورفع معاليه خالص التعازي والمواساة للقيادة الكريمة ولذوي الجرحى والشهداء ولشعب المملكة في هذا المصاب الجلل. وأضاف «أن الشريعة الإسلامية وسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم جاءت لتحرم وتجرم كل مجترئ على حرمات الناس ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وقد رفض الإسلام رفضًا كليًّا الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وصوره؛ لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومنافعهم، ومقومات حياتهم، ولأنه اعتداء موجه ضد الأبرياء المعصومين من الرجال والنساء والأطفال». ورأى معالي الدكتور محمد الجفري أن هذا الفعل الإجرامي يؤكد ضلال المنهج الذي تقوم عليه هذه الفئة، وتماديها في الانحراف متخذة القتل والتدمير سلاحاً لترهيب أبناء الوطن الواحد، ومحاولة يائسة لدك حصن الوطنية وتدمير ما يجمع المواطنين من ألفة وتعاهد على الخير والعمل لتنمية البلاد. طالبوا بإصدار نظام لتجريم الطائفية والعنصرية وتوعية المجتمع سنة وشيعة بخطر الإرهاب من جانب آخر، أكد أعضاء مجلس الشورى على أهمية الوحدة الوطنية ودورها في حماية البناء الداخلي ممن يحاولون هدمه أو إعاقته مشددين على أن ذلك واجب على كل فرد إذ إن الوطن للجميع وحمايته ليست فقط من مهام رجال الأمن فقط دون غيرهم بل كل مواطن رجل أمن للحفاظ على جبهتنا الداخلية من كل مخترق لها، وعدوا الوعي بما يحدق بالوطن من اخطار وهجمات شرسة تمس عقيدته ووحدته الوطنية واجب شرعي وطني، وطالبوا عبر"الرياض" كافة فئات المجتمع وأطيافه إلى مزيد من التلاحم الوطني وبث الفرقة وعدم الانسياق إلى ما يزعزع وحدة النسيج الوطني الاجتماعي وتفويت الفرصة على الحاقدين ومنع التدخلات الخارجية لنكون حائط صد في وجه من يحاول زرع الفتنة وبث الضغينة والقضاء على تماسك الوطن، كما طالب أعضاء بأن يسارع الشورى في اصدار نظام قوي لتجريم الطائفية والعنصرية بكل اشكالها ويكرس الوحدة الوطنية بين كافة المواطنين ويؤكد حق الاختلاف والاحترام بين كافة طوائف المجتمع ولابد من الاسراع في سد هذا الفراغ التشريعي المهم والحيوي. واستنكر الاعضاء التفجير الارهابي في بلدة القديح بالقطيف وراح ضحيتها العديد من الشهداء والمصابين، ودعا الأعضاء إلى تشكيل فرق توعوية لتصل الى كل بيت ومدرسة وحي لتبيان خطر هذا التنظيم الإرهابي التدميري والذي لا يقر ولا يستقر إلا عندما تتحول الاوطان الى خراب، وقال عضو اللجنة الأمنية اللواء علي التميمي، بأن المملكة تعيش حالة حرب وهو أمر معروف للقاصي والداني وهذه الحرب ليست من الحروب المفتوحة بين جيشين معلوم كل منهما للآخر، بل هي حرب ضد عدو خبيث يعمل على التغرير بشباب الوطن وجرهم الى مواطن القتال والضياع ، مستغلاً سذاجة البعض في الداخل لتحقيق مأربه في الحاق المملكة ببقية الدول التي اصابها الدمار وتمزقت شر ممزق وأضاف "إلا انه غاب عنهم ما تتمتع به المملكة من لحمة وطنية متماسكة لم يزعزعها الاعداء بالرغم من كل عملياتهم الشريرة والتي لا تزيد المواطن إلا قوة والتفاف حول قيادته". ووصف اللواء التميمي ماحدث في قرية القديح بالقطيف بالإرهاب الشيطاني، وقال "اليوم والعالم يستعد لاستقبال شهر كريم شهر رمضان وفي شعبان تكون المساجد قد اتخذت الاستعدادات للشهر الكريم وعمل ما تحتاجه تلك المساجد لهذه المناسبة تفاجأ المواطنين بان الارهاب الشيطاني الذي لا يفرق بين الناس الابرياء والمساجد التي جعلها الله بيوت له يقوم بعملية انتحارية سقط بها ابرياء ليس لهم ذنب إلا انهم مسلمين موحدين العبادة لله دخلوا بيوت الله آمنين ليس لهم اي هدف غير عبادة الله وحدة" وأكد "هذا العدو لم ولن ينجح في التفريق بين ابناء الوطن الواحد ومهما كانت اساليبه الخسيسة تستهدف الآمنين من الناس فلن تزيدهم الا قوة وثباتا مع قيادتهم ووطنهم مهما كانت الاسباب". وأشار اللواء التميمي إلى مضامين كلمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي ألقاه مؤخراً وأكد فيها على عدالة الحقوق بين أبناء الوطن، وقال: لقد كان ملك البلاد صادقا وواضحا وهو يخاطب ابناءه المواطنين بأنهم متساوون بالحقوق وهم ابناء وطن واحد وعليه فإن هذه الاعمال الارهابية تصن بقوة ومتانة الجبهة الداخلية المتماسكة مما جعل عملياتهم الخسيسة ذات تأثير محدود لدى المواطن بالرغم من بشاعتها إلا ان عزيمة وروح المواطن الوطنية تأبى إلا ان تكون قوية ضد هذا الداء الخبيث والذي بحول الله الى زوال ان عاجلا او آجلا. ومضى التميمي مشدداً أن الوطن يقف اليوم وقفة رجل واحد في وجه هذا المخطط الخبيث الذي يراد به شق الصف واللحمة الوطنية ليحقق اهدافه والتي بحول الله لن ينجح في النيل من وحدتنا. ويرى اللواء عبدالله عبدالكريم السعدون أن التعامل مع الإرهاب يحتاج إلى عاصفة حزم لها أهداف بعيدة المدى ومن أهمها التعليم بمناهجه ومعلميه والإعلام بمؤسساته والمساجد وما بها من منابر وحلقات تحفيظ، كلها يجب أن تركز على وحدة الوطن وقبول الاختلاف واحترام الآخر مهما كان مذهبه أو دينه انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف، وقال السعدون إن ما حصل من تفجير بعد صلاة الجمعة في مسجد في القطيف يعد جريمة إرهابية تستهدف الوطن وأمنه قبل أن تستهدف إخواننا الشيعة والرابح الوحيد من هذا التفجير الجبان هم أعداء الوطن المتربصون به، ولهذا كانت توجيهات الملك يحفظه الله وتأكيده على أننا شعب واحد لا تفرقنا المذاهب ولا غيرها، فالمواطن يعامل سواسية في كل مكان من المملكة. وختم السعدون مؤكداً "ما نريده خطة وطنية تجتث التشدد والغلو والعبث بأمن الوطن، لا بد من تجريم كل من يدعو إلى الطائفية في مواقع التواصل وفي محطات البث الأخرى"، وأصاف "نحن في المملكة أبناء وطن واحد سنظل إخوة ضد كل من يحاول أن يبث الفرقة والعداوة". وأكد الدكتور عبدالله زبن العتيبي نائب رئيس اللجنة الصحية على أهمية الوحدة الوطنية وألا تقتصر التربية الوطنية على مؤسسات المجتمع الرسمية بل يجب على الأسرة والمدرسة التأكيد على الولاء لله سبحانه وتعزيزه، وطاعة ولاة الأمر في المعروف، وتعريف المواطن بأهمية موقع المملكة ومكانتها وإمكانياتها وتاريخها لتكون محل افتخار واعتزاز للمواطن، وبيان مفهوم الوطنية من منظور إسلامي وبيان معنى الكرامة الوطنية وما تفرضه على المواطن، وتعريف المواطن بمتطلبات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم الإسلام. وأضاف العتيبي ان مجتمع المملكة يتميز بالاعتدال والتوازن والوسطية والتراحم والتواد والتعاون على البر والتقوى ومغروس فيه طاعة ولي الأمر وحب النظام واحترامه وتنميته، ودعا المواطن إلى القيام بواجباته التي من أهمها المساهمة بقدر الاستطاعة في سد النوافذ التي تهب منها ريح البغضاء والخصومة والفرقة بين أفراد المجتمع، وغرس حب الوطن في نفوس المواطنين وتنميته ليزدادوا اعتزازاً به وحرصاً على رفعة شأنه وتحمساً للدفاع عن كرامته وترابه، ويرى العتيبي أن من واجب المؤسسات التعليمة وغيرها من الأجهزة الحكومية تعريف الشباب بحجم المكتسبات الوطنية التي تعيشها البلاد بسبب الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه المملكة في الوقت الحاضر وقال إن تأكيدها باستمرار يعتبر مطلباً مهما لتوازن المجتمع وعملية تنشئة اجتماعية ضرورية للمواطنين. وتطرق نائب رئيس اللجنة الصحية في الشورى إلى الحديث عن مضامين كلمة خادم الحرمين الملك سلمان والتأكيد على حقوق المواطن وعدالة الدولة في تلبية حقوقه وقال إن فيها بروزا وتأكيدا للوحدة الوطنية لوطننا المملكة وبأنها ركيزة من ركائز مقوماته ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته، إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا المجتمع من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا وقال العتيبي "لولاة أمرنا - يحفظهم الله - دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، ونشر المحبة بين الناس" وأضاف: وحدتنا الوطنية هي من مكتسبات هذا الوطن وهي جزء من تفوقه على الكثير من المجتمعات الأخرى فنجد ان اللحمة التي نسجها موحد المملكة الملك عبدالعزيز -يرحمه الله - لهذا الوطن ساهمت في وصول وطننا إلى مصاف دول العالم المتطورة فبلغت إنجازات وطننا في المجال الطبي إلى مجارات دول العالم، كما ان التعليم أصبح له النصيب الأكبر في الميزانية السنوية وهذا له أثر في الاستثمار في العقل البشري السعودي. وختم العتيبي حديثه ل"الرياض" بالدعوة إلى المحافظة على من مقومات الوحدة الوطنية ونشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن ونبذ العنف والشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف، مؤكداً تجلي وطنية "السعودي" من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه. ولم يجد الدكتور عبدالعزيز بن تركي العطيشان بخصوص حادثة مسجد القديح مبرراً او منطقا لما حدث وقال "هذا إرهاب غير مسبوق كما نقل من أخبار إن كانت صحيحة فهو هجوم إرهابي انتحاري أي أن شخصا ما فجر نفسه في المصلين الآمنين فالمسجد بيت الله ومن يعتدي عليه هو اعتداء على الله، ان كان هذا الانتحاري مسلم فلقد قرأ القرآن فأين هو من قول الله سبحانه "من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وأين هو من قول الله "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق" الى آخر الآية، وهاتان الآيتان واضحتان وضوح الشمس ولا تحتاجان لعالم لغوي أو عالم رباني يفسرها. وتابع العطيشان: هناك خلل في مجتمعنا يجب دراسته وإيجاد الحل الناجع له تبدأ بالمراحل الابتدائيه بتعليم الصغار حرمة الإنسان وقبول الآخر والاعتراف بالاختلاف واحترام آراء الآخرين كما يجب تحريم تكفير من يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله وتوعية المجتمع بخطب الجمع سواء من أهل السنة والجماعة أو من الشيعة بخطورة الفتنة وتحريم التكفير وعقد ورش العمل على جميع المستويات يشارك فيها من الطرفين مفكرون وعلماء وطلاب. ومن الحلول التي يرى العطيشان أهميتها في التصدي لمحاولات زرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، إقرار قانون الوحدة الوطنية الذي تقدمت به للشورى قبل أكثر من شهراً والذي يجرم الفتنة والطائفية والمناطقية وتفاوت النسب ومن شاكلته التي تفرق ولا توحد وقال" لنا في النبي محمد صل الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حينما لم يبلغ بالمنافقين في المدينه ماعدى رأس المنافقين والذي هو أخبر بنفسه عبدالله بن السلول والهدف هو الحفاظ على الوحدة وتجنب الفتنة علما أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ونزلت سورة خاصة فيهم مع ذكرهم في كثير من السور. من جانبها قالت الدكتورة هيا عبدالعزيز المنيع عضو لجنة الأسرة والشباب أن من قام بهذا العمل الارهابي اراد زعزعة امننا وخلخلة وحدتنا الوطنية، ولكنه لن يصل لذلك بل ان لحمتنا الوطنية ستزيد وتكون اكثر عمقا، وأضافت "الخطورة التي علينا الانتباه لها ان زارعي وناشري بذور الفتنة والفكر المتطرف وثقافة الطائفية للأسف يتواجدون بيننا يلبسون مثلنا ويشاركوننا خير البلاد وربما اغلبهم يحمل جنسيتنا وشاركونا الطعام اخوانا او جيرانا، او زملاء عمل او زملاء مقاعد دراسية، ولكنهم هم خصومنا هم العدو الذي لابد من اقتطاع رأسة فالإرهابي انتحر وانتهى ومن يبني فكر الارهاب والتطرف والعنصرية هو عدونا الحقيقي والذي علينا مواجهته عبر اكثر من مسار وليس البعد الامني فقط، بل من الضروري الاهتمام بأمننا الفكري من خلال العمل المؤسسي والتشريع لحماية وحدتنا ونبذ الطائفية والعصبية بكل انواعها حان وقت تجريم ذلك بقانون يحمي الجميع من خصومنا وان كانوا يحملون الجنسية الوطنية إلا انهم اشد الاعداء. وترى المنيع وجوب الحراك المؤسسي لحماية فكر الشباب وعقيدتهم وانتمائهم الوطني ويكون بناؤهم الفكري الناضج خير وسيلة لمواجهة هذا المرض الذي بات يتنوع في أعراضه وقالت "لابد أن ترتقي مؤسسات التنشئة وخاصة وزارات التعليم والإعلام والشؤون الاسلامية ورعاية الشباب بخدماتهم الموجهة لأبنائنا وبناتنا عموما وإعادة بنائهم الفكري والوطني لمواجهة هذا التطرف ونبذ الطائفية وبناء نسق مجتمعي نشط في حراكه ناضج في تغيره مرتكزه اسلامي ونظرته تقدمية" وأضافت: ولا بد ان يسارع الشورى في اصدار نظام قوي لتجريم الطائفية والعنصرية بكل اشكالها ويكرس الوحدة الوطنية بين كافة المواطنين ويؤكد حق الاختلاف والاحترام بين كافة طوائف المجتمع ولابد من الاسراع في سد هذا الفراغ التشريعي المهم والحيوي.

مشاركة :