شددت مصر أمس على «أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لدعم الجهود الوطنية بدول الساحل الأفريقي لمواجهة (آفة الإرهاب) بأبعادها وأسبابها كافة، فضلاً عن تجفيف مصادر تمويلها».وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، «الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدنيين وعسكريين في شمال بوركينا فاسو، على مدار الأيام الماضية، مما أسفر عن وفاة عدد من المدنيين، أغلبهم من النساء، وكذا عدد من الجنود، حيث تعد الحادثة إحدى أكبر الهجمات الدموية التي شهدتها البلاد».وأعلنت بوركينا فاسو حداداً يومي عيد الميلاد (الأربعاء والخميس) الماضيين، عقب هجوم إرهابي، أسفر عن مقتل نحو 42 شخصاً في شمال البلاد، وهو الأسوأ منذ خمس سنوات... ويشار إلى أنه في أبريل (نيسان) الماضي، استهدف هجومان كنيستين، أسفر الأول عن مقتل كاهن وخمسة مصلين من البروتستانت، فيما قضى في الثاني قس وخمسة مصلين من الكاثوليك.وأعرب بيان «الخارجية» المصرية عن خالص تعازي القاهرة، حكومة وشعباً، لحكومة وشعب بوركينا فاسو، وأسر الضحايا، وكذا تمنياتها بسرعة الشفاء للمصابين. وأكد البيان «دعم مصر لبوركينا فاسو في جهودها الوطنية للقضاء على الإرهاب».في غضون ذلك، شددت دار الإفتاء المصرية في فيديو «موشن غرافيك» أمس، على أن «هدم الكنائس أو تفجيرها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها اعتداء على ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم»، مشيرة إلى أن «تاريخ المسلمين المشرف وحضارتهم وأخلاقهم النبيلة دخلوا بها قلوب الناس قبل أن يدخلوا بلدانهم».وأصدرت «وحدة الرسوم المتحركة» بدار الإفتاء، الفيديو، الذي أكدت فيه أن «المواطنة مبدأ إسلامي أقرته الشريعة الإسلامية منذ 14 قرناً في وثيقة المدينة بالعيش المشترك، والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد، دون نظر إلى الانتماء الديني، أو العرقي، أو المذهبي، أو أي اعتبارات أخرى».وأكد الفيديو أن «الإسلام ترك الناس على أديانهم وسمح لهم بممارسة شعائرهم داخل أماكن عبادتهم، ليس ذلك فحسب؛ بل إن التشريع الإسلامي ضمن لهم أيضاً سلامة كنائسهم، ومعابدهم، فحرم الاعتداء عليها؛ بل ذهب الإسلام لما هو أبعد من ذلك، حيث أمر بإظهار البر، والرحمة، والقسط في التعامل، مع المخالفين في العقيدة».وأوضحت دار الإفتاء أن «ما يوجد في التراث الفقهي الإسلامي من بعض الأقوال بهدم الكنائس، ليست حجة على سنة الرسول وخلفائه الراشدين من بعده؛ بل كان لها سياق تاريخي مغاير».
مشاركة :