«ANIME» كلمة يابانية مختصرة تعني الرسوم المتحركة أو الرسم الياباني, وتطلق في اليابان أحيانا على كل شيء مرسوم, أما في الغرب فتطلق على مسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية بشكل خاص. في حين يرجع عمر هذا الفن إلى أوائل الخمسينيات، فيما يعد «أوسامو يتزوكا» أجد رواد هذا الفن والأب الروحي للأنمي ومن أشهر أعماله في الوطن العربي الليث الأبيض الذي توفي عام 1998. من الجدير بالذكر أن الأنمي له 3 أنماط وهي: مسلسلات تلفزيونية، ومسلسلات، وأفلام. ومن هذا النطاق، ترتبط كلمة «مانجا» بالأنمي بشكل وثيق وتعرف بالقصص اليابانية المصورة» comic books», حيث تصدر بشكل دوري ولها عشاقها وشعبيتها في جميع أنحاء العالم. من هنا، يعد مناخ الأنمي مثالي للاستقطاب، لأسباب عدة، وفق ما ورد في العديد من التقارير اليابانية بأن صناعة الأنمي في اليابان في تدهور خلال السنوات القليلة الماضية ويأتي ذلك نتيجة قلة الضخ في هذا المجال وشح رواتب العاملين وساعات العمل الطويلة والجهد الذي يتطلبه مجال التطوير والتصميم وما إلى ذلك، لذلك تعد الفرصة سانحة لجلب «مصنع الأنمي» بأكمله إلى المملكة مع إضفاء طابع سعودي حديث عليه. في حين تعج الحسابات المعارضة وغيرها بالوسوم المطالبة بإيجاد حل جذري لملف البطالة في المملكة. بالتأكيد، سيساهم استقطاب صناعة الأنمي وملحقاته من فعاليات ومعارض ومتاحف في خفض نسبة البطالة لدى الشباب والشابات خاصة لدى حديثي التخرج من المدرسة، نظرا لآلية العمل المرنة في مجال إخراج وتصميم وتأليف رسوم متحركة التي لا تستدعي حصول الشخص على شهادة عليا بل الشغف والممارسة في المقام الأول. كما أوردت أن صناعة الأنمي لا تتطلب دراسات عليا، إلا أن تواجد هذا الفن سيتيح مجال التعاون بين وزارة التعليم العام والعالي ووكالة الابتعاث بعمل خطة ومنهج جديدين بما يتوافق مع متطلبات وتطلعات السوق السعودي. على سبيل المثال: قد يتم إدراج مسار تصميم «الموشن جرافيك» و»الأنيمشن» وصناعة الأفلام ضمن مناهجنا في التعليم العام وتخصصات التعليم الجامعي، بينما يتم تفعيل برامج تبادل الطلاب في التعليم العام بين المملكة واليابان بغية العمل على تقارب الشعبين بحسب الأهداف المرجوة وخطط التنمية المستهدفة في المستقبل القريب والبعيد. من الجدير بالذكر، أن احتضان العاصمة الرياض الفترة القريبة الماضية معرض الأنمي السعودي ضمن فعاليات موسم الرياض، تبرز لنا مدىعبية هذا الفن لدى الأوساط الشبابية والأفراد الأكبر سنا بشكل محتمل نظرا لتعلق جيل الثمانينات والتسعينات بشخصيات رافقتهم خلال سنواتهم الخالية من الثورة الإلكترونية، حيث كان التلفاز البوابة اليتيمة لمشاهدة الرسوم المتحركة ومن أشهرها «الكابتن ماجد» و»المحقق كونان» على سبيل المثال لا الحصر. معززين بذلك ما جاء في التقرير الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء للعام الجاري، أن نسبة الشباب السعوديين الذين ينتمون إلى الفئة العمرية من 15 إلى 35 عاماً تبلغ 36.7 % نصفهم للنساء والرجال بالتباين بشكل طفيف. في هذا الصدد، يعد قياس مدى إقبال الشعب السعودي على معرض الأنمي المقام حاليا من أهم عوامل وموجهات سبل وطرق التعاون المحتمل بين المملكة واليابان. ويتم قياس ديموغرافيا زوار المعرض وأعمارهم وجنسياتهم من خلال تسجيلهم الإلكتروني للمعرض مسبقاً، بالإضافة إلى تعبئة استبانة لأبرز الفعاليات التي يرغب الشخص بتواجدها مستقبلا في المملكة. فيما يلي هذه الخطوة فرز وتحديد الشرائح المهتمة وماهية اهتماماتهم وتطلعاتهم المستقبلية فيما يتعلق بهذا النسق. وقد يتم تمديد فترة المعارض المشابهة لمدة أطول لرصد هذه المتغيرات بشكل محكم. فيما أعلنت الهيئة العامة للترفيه أن عدد زوار موسم الرياض وصل إلى 10 مليون زائر. ويتجلى من خلال الإقبال الغفير وغير المسبوق على فعاليات موسم الرياض التي وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى منذ الأيام الأولى أن جلب فن الأنمي وبعبارة أخرى تعميد صناعة الأنمي والمانجا كفن سعودي متواجد على الدوام بالتعاون مع اليابان سيجلب للمملكة سياحة من نوع آخر تستقطب شرائح مختلفة من «المصابين بحمى الأنمي» من جميع أقطار العالم. ختاماً، إن الهدف من إيجاد صناعة الأفلام يخرج عن كونه فنا من نمط معين بل نطمح بأن تكون المملكة رائدة في سوق صناعة الأفلام العالمية لتضحي «سعوديوود» الشرق الأوسط. واضعين نصب أعيننا أن الفن والسياحة من أقوى أنواع القوى الناعمة التي تساهم في إعادة تشكيل مفاهيم الشعوب عنا وتأطير جهود المملكة الحثيثة وغير المنقطعة التي تصب في سبيل تحقيق بنود رؤية 2030.
مشاركة :